مقتل «البغدادي» يفضح التعاون الخفي بين التنظيم وأنقرة

السبت 02/نوفمبر/2019 - 12:50 م
طباعة مقتل «البغدادي» يفضح أحمد سامي عبدالفتاح
 
أثار إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمقتل زعيم تنظيم داعش، "أبوبكر البغدادي" في سوريا، تساؤلًا حول علاقة أنقرة بالتنظيم ودعمه في الخفاء، رغم تصريحاته بدور تركيا في اتمام العملية.


وخرج الرئيس الأمريكي بتصريحات مثيرة، الأحد 27 أكتوبر 2019، عندما أكد أن عملية قتل زعيم تنظيم داعش تمت بمساعدة كل من روسيا وتركيا، وهو الأمر الذي نفته موسكو.

 

المنطقة الآمنة

جاء توقيت مقتل زعيم تنظيم داعش، تزامنًا مع الاتفاق المبرم بين أمريكا وتركيا، بشأن المنطقة الآمنة في شمال سوريا، وربما ذلك السبب دفع أنقرة للتعاون مع واشطن في مجال مكافحة الإرهاب من أجل إقناعها بالسماح للنفوذ التركي بالتزايد في الشمال السوري ودحر الأكراد.

 

 

وفي عام 2017، أشار مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خالد عكاشة، في تصريحات لـ جريدة العين الإماراتية، إلى أن تركيا تبنت تنظيم داعش في نشأته، ليس فقط بسماحها للمقاتلين الأجانب بالمرور من أراضيها للالتحاق بالتنظيم، ولكن أيضًا دفع التنظيم للعب دور عسكري منفصل عن باقي فصائل المعارضة السورية المسلحة.

 

جدير بالذكر أن تركيا رفضت المشاركة في التنظيم الدولي لقتال داعش، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة لتبني الأكراد كقوة برية قتالية ضد داعش، وهو الأمر الذي أغضب تركيا كثيرًا، ما يرجح دعم أنقرة في الخفاء للتنظيم الإرهابي.

 

صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكيةـ أكدت في تقرير بمارس 2017، بدعم تركيا لتنظيم داعش الإرهابي ماليًّا من خلال شراء النفط المسروق من سوريا بأبخس الأسعار، فضلًا عن إنشاء أنقرة معسكرات لاستقبال المقاتلين، ومن ثم توزيعهم على مناطق القتال في سوريا.

 

وتنوع الدعم التركي لـ"داعش" بين الدعم المادي من تسليح المقاتلين بأحدث الأسلحة والذخيرة، حيت تم تأهيل مسلحي داعش على أعلى المستويات مقارنة بباقي التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا وليبيا – بحسب الصحيفة.

 

علاقة تركيا بتنظيم داعش

 

رفضت تركيا الانضمام للتحالف الدولي لمحاربة التنظيم بداية الإعلان عنه وعودتها بعد تصريحات الولايات المتحدة هزيمة «داعش» يطرح تساؤلًا حول طبيعة العلاقة بين تنظيم داعش وأنقرة، خصوصا بعد قرار رجب طيب أردوغان الالتحاق بالمعسكر المنتصر (التحالف الدولي).

 

خالد الزعفراني، الباحث المتخصص  في الجماعات الإسلامية، قال إن مقتل البغدادي يمثل ضربة قوية للتنظيم لأنه بمثابة القائد وله رمزية لدى أعضائه، ومقتله يؤكد فقدان التنظيم القدرة على حماية قياداته البارزين ما سيترتب عليه عدم تنفيذ عمليات كبيرة كما كان في السابق.

 

وأضاف في تصريحات لـه، أن مقتل البغدادي يعتبر بداية حدوث الانقسامات داخل التنظيم، متوقعًا أن 75% من أعضاء التنظيم الحاليين سيتركونه، وبالتالي سيعجز التنظيم عن تجميع خلاياه مرة أخرى.

 

وتعليقًا على الدور التركي، أكد أن أنقرة ليس لها دور محوري في مقتل البغدادي لأن العملية جاءت بتنفيذ من المخابرات الأمريكية

شارك