مكان مقتل البغدادي.. توثيق يكشف العلاقة الخبيثة بين تركيا وداعش
السبت 02/نوفمبر/2019 - 12:59 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زال اسم تركيا حاضرا في جميع المشاهد والأفعال الإرهابية، فلم تعد العلاقة المشبوهة بين أنقرة و"داعش" طي الكتمان، ورغم كل ما كشف خلال السنوات الأخيرة عن الدعم التركي للتنظيم المتطرف، فقد أثار مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، قرب الحدود التركية في منطقة داخل سوريا، وجود شبهات بشأن علاقة أنقرة بالتنظيم الإرهابي.
ووفق تقارير إعلامية، فقد أثار مسؤولون استخباراتيون أميركيون شكوكا بشأن وجود علاقة تربط تركيا بتنظيم داعش، مشيرين إلى أن الدليل على ذلك هو أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي والمتحدث باسمه أبو الحسن المهاجر، قتلا في محافظة إدلب في مواقع قريبة جدا من الحدود التركية، وحيث توجد قوات عسكرية تركية وأخرى موالية لها في تلك المناطق، ما يشير إلي أن القوات التركية كانت حامية لزعيم التنظيم.
وقتل البغدادي في عملية عسكرية أميركية في بلدة بايرشا في محافظة إدلب، التي يخضع معظمها لفصائل مسلحة موالية لأنقرة، كما تنتشر عبرها العشرات من نقاط المراقبة التركية.
أما المهاجر فقتل في نقطة أكثر قربا، وهي بلدة جرابلس الحدودية، والتي تسير فيها تركيا دوريات عسكرية.
يأتي ذلك في وقت هدد فيه وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، السبت، بإعادة سجناء تنظيم داعش الإرهابي إلى بلدانهم الأصلية في الدول الأوروبية.
وعن الموقف الأوروبي الذي تقول تركيا إنه جعلها ا تتعامل بمفردها مع مسألة السجناء، علق الوزير التركي قائلا "هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا وغير مسؤول أيضا.. سنرسل أعضاء داعش المعتقلين إلى بلادهم".
ويأتي التهديد التركي، فيما تحول سجناء داعش، شمالي سوريا، إلى ورقة ضغط على الدول الأوروبية التي ترى في عودة المتشددين خطرا على أمنها القومي، لاسيما أنها تعرضت لعدة هجمات إرهابية في السابق.
واعتقلت تركيا بعض أعضاء داعش الفارين في شمال شرق سوريا خلال الشهر الماضي بعد أن بدأت هجوما عسكريا هناك.
وبمقتل البغدادي انتقلت محاولات الوصول لإجابة من حيز التكهن والتخمين، إلى أنقاض وبقايا الموقع الذي قتل فيه، بحثا عن دليل مادي.
وكالة بلومبيرغ، نشرت مقالا طرح كاتبه إيلي ليك، بناء على معلومات سمعها من مسؤولين استخباراتيين أميركيين، العديد من علامات الاستفهام في قصة البغدادي مع تركيا، تبدأ من الأماكن التي قتل فيها البغدادي والمهاجر.
ويتجاوز الكاتب اللحظات الأخيرة في حياة المهاجر والبغدادي، وموقع قتلهما، ويعود إلى البدايات، حيث يشير إلى أنه في بداية الصراع في سوريا، سمحت المخابرات التركية بتسلل مسلحين من أوروبا وإفريقيا وبقاع أخرى إلى سوريا، بل ودعمت، حسب تقديرات استخباراتية، أسوأ العناصر في الصراع السوري.
واقعة أخرى يستشهد بها كاتب المقال، وهي أن الولايات المتحدة توصلت إلى أن قياديا بارزا في داعش، وهو المسؤول المالي للتنظيم، انتقل عام 2017 للإقامة في تركيا.
ويختم الكاتب بحقيقة أن قوات سوريا الديمقراطية، التي تناصبها تركيا العداء وتشن معركة ضدها، هي التي ساعدت الولايات المتحدة في الوصول إلى أماكن اختباء البغدادي والمهاجر.
وفي المقابل، ربما يصل محللو الاستخبارات الأميركية إلى دليل مادي عما إذا كانت تركيا، التي سهلت تسلل المسلحين المتشددين ودعمت فصائل مسلحة متطرفة في سوريا، تعرف طوال الوقت مكان اختباء البغدادي.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير في وقت سابق أن العامين الماضيين شهدا صدور تحقيقات وتقارير دولية عدة، قدمت مئات الشواهد على روابط بين "داعش" وأنقرة.
البحث في العلاقة المشبوهة بين داعش وتركيا يكشف النقاب كذلك عن "تجارة النفط" التي تمت بينهما سرا، عبر عمليات تهريب خدمت مصالح الطرفين على حد سواء: فأنقرة تمول التنظيم الإرهابي لتدمير المنطقة من جهة، وجيوب النظام التركي تمتلئ بالأموال من جهة أخرى.
تقارير العلاقات المشبوهة لم تكتف بكل ما سبق، وإنما ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ تحدثت عن احتفاظ "داعش" بتمثيل داخل تركيا، يساعد التنظيم المتطرف على الاستمرار في استقبال المسلحين الأجانب، ويسهل مرورهم إلى المناطق الحدودية مع سوريا.