«جيش الإسلام».. «دواعش غزة» يرثون «البغدادي»

السبت 02/نوفمبر/2019 - 02:11 م
طباعة «جيش الإسلام».. «دواعش أحمد سلطان
 
أشهر من الصمت والاختفاء عن الساحة الإعلامية، عاشها تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني، قبل أن يقرر كسر الصمت والعودة إلى الواجهة من جديد، ببيان لنعي زعيم «داعش»، «أبوبكر البغدادي»، والمتحدث باسم التنظيم «أبوالحسن المهاجر».


وأصدر «جيش الإسلام» بيانًا، عبر المنتديات التابعة لداعش، وعدد من القنوات المقربة منه على تطبيق «تيليجرام» للتواصل الاجتماعي، رثى فيه «البغدادي»، و«المهاجر»، ودعا إلى مواصلة العمليات الإرهابية بعد مقتلهما.


وعنون التنظيم بيانه بـ«إن كان محمدًا قد مات، فإن الله حي لا يموت»، «عبارة تاريخية قالها أبوبكر الصديق، الخليفة الأول للمسلمين، بعد وفاة النبي محمد»، وذلك لحث عناصر «داعش» وأنصاره على مواصلة النشاط الإرهابي، عقب الضربة التي تعرض لها بمقتل زعيمه.


ووصف البيان، قادتا داعش بـ«فرسان العزة في زمن الذل والهوان»، كما دعا عناصر الجماعات الإرهابية، التي تتبنى الأيدولوجية الإرهابية إلى الاتحاد والتجمع، بعد مقتل «البغدادي»، و«المهاجر».

من فتح إلى حماس ثم داعش

تأسس تنظيم «جيش الإسلام» في عام 2006 على يد «ممتاز دغمش»، القيادي السابق بجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني «التابع لحركة فتح»، وذلك بعد انشقاقه عن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وقتله لقائد جهاز الأمن الوقائي، اللواء موسى عرفات، في عام 2005.

ومنذ تأسيسه، حافظ التنظيم على علاقة جيدة مع حركة حماس، واشترك معها في عملية خطف الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، في عام 2006، لكن العلاقات بينهما ساءت في أوائل 2007؛ لعدة أسباب منها وصف «دغمش» الحركة بـ«الكفر والردة»، واختطاف التنظيم لصحفي بريطاني، واقتحام «حماس» لمعقل التنظيم الأساسي في حي الصبرة، وقتلها لأفراد من عائلة «دغمش».


واختفى التنظيم من الساحة الفلسطينية لفترة، بعد صدامات مع حركة حماس، على خلفية تفجير أحد عناصره نفسه في قوة من حماية الحدود التابعة لحماس؛ بسبب منع تلك القوة له من دخول سيناء.


وعاد التنظيم للظهور في يونيو الماضي، عبر عرض عسكري، أجراه عدد من مقاتليه المدججين بالسلاح في شوارع غزة، بمناسبة الذكرى الـ13 لاختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.


وبالرغم من أن التنظيم في بدايته تبنى اتجاهًا فكريًا قريبًا من تنظيم «القاعدة»، إلا أنه فاجأ الجميع بإعلان بيعته لزعيم تنظيم «داعش» السابق «أبوبكر البغدادي» في عام 2015، قبل أن يضطر التنظيم لنفي «البيعة»؛ بسبب الخلافات التي عاشها داخل قطاع غزة.


ومع أن «جيش الإسلام» نفى وجود علاقة له بـ«داعش»، إلا أنه أصدر بيانات نعي لقادة التنظيم البارزين، أمثال «أبومحمد العدناني (قتل في أغسطس 2016)، وأبوبكر البغدادي، وأبوالحسن المهاجر (قتلا في أكتوبر 2019)».

ممتاز دغمش.. «دينامو» جيش الإسلام في غزة

يعتبر «ممتاز دغمش» القائد الأبرز والمحرك الحقيقي لتنظيم جيش الإسلام في غزة، كما أنه صاحب فكرة تأسيسه والمشرف على وضع لبناته الأساسية، مع عدد من أفراد عائلته، الذين يشكلون «التكتل الأبرز» داخله.

وتكنى «دغمش» في بداية تأسيس جيش الإسلام بأبي عبير، وحاليًا يعمل بكنية مختلفة، هي «أبومحمد الأنصاري»، وذلك بحسب مقابلة رسمية، أجراها مسؤولي التنظيم مع الباحث البريطاني أيمن جواد التميمي في يناير 2019.


وعمل «دغمش» سابقًا في جهاز الأمن الوقائي، التابع للسلطة الفلسطينية، إلا أنه انشق عنه بعد تبنيه قتل اللواء موسى عرفات، قائد الجهاز الأمني للسلطة، وابن عم الرئيس السابق ياسر عرفات نهاية عام 2005. 


وكان «دغمش» - لفترة من الفترات- أحد قادة لجان المقاومة الشعبية، التي تأسست مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، وتتهمه الولايات المتحدة بالوقوف وراء التفجير، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين أواخر عام 2004.

شارك