ضرب الأهداف الرخوة.. استراتيجية «بوكو حرام» لتنفيذ عملياتها في النيجر
الأحد 03/نوفمبر/2019 - 10:08 ص
طباعة
أحمد عادل
شنت عناصر مسلحي جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، الخميس 31 أكتوبر 2019، هجومًا إرهابيًّا على قاعدة «بلابرين» العسكرية، شمال مدينة «ديفا» جنوب شرق النيجر، على الحدود مع نيجيريا.
وأعلن بيان لوزارة الدفاع في النيجر، مقتل 12 جنديًّا، وإصابة 8 آخرين، في استهداف للقاعدة العسكرية، كما تم إحراق معدات عسكرية تابعة لقوات الجيش.
وأكد مسؤولون محليون، أن منفذي الهجوم كانوا مدججين بالسلاح، ويستقلون دراجات نارية، وحاولوا إثارة الرعب بين صفوف السكان وعناصر الجيش.
وقال عيسى الأمين، رئيس مدينة ديفا، إن المنطقة تشهد نفوذًا قويًّا لعناصر «بوكو حرام»، وأن تلك المنطقة تعاني ارتخاء أمنيًّا شديدًا، مضيفًا أن منفذي الهجوم سرقوا معدات وأسلحة وعتادًا من القاعدة العسكرية.
مطامع نفطية في ديفا
تعد مدينة ديفا، إحدى مدن جنوب شرق النيجر، تحدها من الجهة الشرقية دولة تشاد، ومن الجنوب نيجيريا، وتبلغ مساحتها ما يقرب من 140 ألف كيلو متر مربع، بعدد سكان يقارب مئتي ألف نسمة، معظمهم مسلمون، وتعيش فيها بعض القبائل من أصول عربية.
وتتميز «ديفا» بمواردها النفطية، بل إن أغلب إنتاج البلاد يخرج من المدينة، إذ تمتلك النيجر ثروة تعدينية، أبرزها اليورانيوم، والذهب، والبترول، بالإضافة إلى أراضيها الخصبة الصالحة للزراعة.
وفي سبتمبر الماضي، حاولت جماعة «بوكو حرام»، تعزيز صفوفها بعمليات خطف وإجبار على التجنيد، وتم خطف 66 مدنيًّا من ديفا خلال شهر يوليو 2019، بينهم 44 امرأة.
وأفادت مصادر صحفية أن 179 شخصًا اختُطفوا منذ مطلع يناير 2019 من قبل جماعات مسلحة في «ديفا»، التي تعاني عدم توافر الأمن بالشكل الكافي، وهو ما يدفع «بوكو حرام» لتنفيذ عمليتها بكل سهولة.
وفي يونيو 2018 قتل ستة أشخاص حين فجّر ثلاثة من عناصر «بوكو حرام» أنفسهم في اعتداءات متزامنة في المدينة ذاتها، كما أحبطت قوات الأمن تفجيرًا كانت 4 عناصر تحاول تنفيذه في مستودعات الوقود بمدينة ديفا، وفي عام 2014، شنت الجماعة هجومًا مسلحًا؛ ما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص، وفي فبراير 2015، هاجم مسلحو الجماعة «ديفا»؛ ما أسفر عن مقتل شخص، وإصابة 20 آخرين، كما شنت «بوكو حرام» هجومًا على سجن «ديفا» في فبراير 2015 أيضًا، وفي مارس 2019، قُتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين في هجوم انتحاري في ذات المدينة.
ارتخاء أمني
يقول ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي: إن مدينة «ديفا» والنيجر بشكل عام، تعيش حالة انعدام للأمن؛ بسبب سيطرة جماعة بوكو حرام على مقاليد الأمور في أغلب المدن.
وأكد ناصر في تصريح خاص لــه، أن «بوكو حرام» تستغل «ديفا» في تمويل عناصرها؛ لأن المدينة تمتاز بكثرة موارد النفط التي تعد أحد أهم موارد تمويل الجماعة المسلحة.
وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أن الصراعات الداخلية بين العائلات الكبرى الموجودة بالمدينة، وكثرة النزاعات الطائفية والعرقية، سمح لعناصر «بوكو حرام» بالوجود والتمدد والانتشار بها.