الإرهاب يتوحش في مالي.. المواقع العسكرية في مرمى التنظيمات المسلحة
الأحد 03/نوفمبر/2019 - 10:10 ص
طباعة
أحمد عادل
حالة من التردي الأمني، تعيشها دولة مالي، الواقعة غرب أفريقيا، بعدما زادت وتيرة العمليات الإرهابية بالأجزاء الشمالية من البلاد خلال الفترة الأخيرة، إذ نفذ مسلحون، يوم الجمعة الأول من نوفمبر الجاري، هجومًا على موقع عسكري شمال شرق البلاد؛ ما أدى إلى مقتل 53 جنديًّا ماليًّا.
ووفقًا لما أعلنه الجيش، عبر حسابه على موقع التدوينات الصغيرة «تويتر»، إن مدنيًّا قُتل أيضًا في منطقة ميناكا، بالقرب من الحدود مع النيجر.
وقال وزير الاتصالات يايا سانجاري فى تغريدة على موقع «تويتر»: إن الوضع تحت السيطرة، وتم العثور على 10 ناجين في موقع الهجوم، الذي عانى أضرارًا كبيرة، وتم إرسال تعزيزات لتأمين المنطقة، ومطاردة المهاجمين.
ومؤخرًا قُتل 40 جنديًا في هجومين بالقرب من الحدود المالية مع بوركينا فاسو، وذلك خلال هجمات وقعت يوم 30 سبتمبر الماضي، والتي تعرض فيها الجيش لواحدة من أكبر خسائره، وأعلن تنظيم القاعدة عبر ذراعه نصرة الإسلام والمسلمين مسؤوليته عن الهجوم.
وتعد منطقة الساحل والصحراء، واحدة من أهم بؤر الإرهاب في أفريقيا، إذ ينشط بها إرهابيو تنظيمي القاعدة وداعش، مستغلين حالة التردي الأمني، ومستفيدين من إمكانية التنقل بحُرية وسهولة بين بلدانها مثل مالي والنيجر، إذ اضطر عشرات الآلاف من السكان المحليين إلى الفرار، بسبب الهجمات المسلحة، إضافةً إلى الصراعات بين الطوائف، والتي غالبًا ما يغذيها عنف التنظيمات المتطرفة.
وعزز تنظيم داعش من توحشه في منطقة الساحل والصحراء، منذ أبريل 2019، حينما أعلن أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم السابق، مباركة وجود عناصره في تلك المنطقة، وتأسيس ولاية غرب ووسط أفريقيا، ومنذ ذلك التوقيت، كثفت عناصر التنظيم المسلح وجودها من خلال شن عمليات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين في تلك المنطقة.
وكان التنظيم قد أعلن في مايو 2015، وجوده في مالي، عبر أبي الوليد الصحراوي، القيادي المعروف بـ«حركة التوحيد والجهاد»، التي تحالفت في عام 2012 مع ما تُعرف بجماعة «الموقعون بالدم» تحت مسمى جماعة المرابطون، وسيطرت على شمال مالي في الفترة ما بين عامى 2012، و2013، وذلك بعدما بايعت زعيم التنظيم الإرهابي أبا بكر البغدادي.
كما يوجد تنظيم القاعدة، عبر أحد أهم أذرعته في القارة الأفريقية وهو تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين، التي تكونت نتيجة اندماج الجماعات المسلحة الأربعة في مالي في مارس 2017، والتي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية في سبتمبر 2018، ويُنظر إليها على أنها الفرع الأقوى لتنظيم القاعدة في غرب أفريقيا.
وتعتبر جبهة تحرير ماسينا، أحد أذرع تنظيم القاعدة في مالي، ومسؤولة عن موجة من الهجمات التي نقلت الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات بين المسلحين والسلطات في مالي، من الشمال الصحراوي ليقترب من الجنوب؛ حيث الكثافة السكانية العالية، كما تعد أحد أدوات قطر في منطقة الساحل والصحراء.
وفي مالي، صراع قبلى، تستغله عناصر التنظيمات الإرهابية لتنفيذ ضرباتها وشن عملياتها المسلحة، إذ تشتبك بين الحين والآخر عناصر قبائل الفولاني والدونزو، بسبب خلافات حول مناطق رعي الماشية، وحقوق المياه.
الإرهاب يتوحش في
ويقول محمد عز الدين، الباحث في الشأن الأفريقي: إن منطقة الساحل والصحراء الأفريقي، تعيش حالة من الغليان؛ نتيجة تنفيذ عمليات مسلحة من قبل التنظيمات الإرهابية التي توحشت خلال الفترة الأخيرة، نتيجة لتضييق الخناق من قبل القوات الحكومية لدول تلك المنطقة.
وأكد عز الدين، في تصريح لـه، أن تنظيم القاعدة في مالي، عبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، هو صاحب الحضور البارز في تلك المنطقة، وتحديدًا في مالي، لكن أصبح له شريك في الفترة الأخيرة، وهو «داعش»، ومن ثم يسعى كلا التنظيمين إلى تشكيل خطورة بالغة لدول الساحل الأفريقي.