«باقية وتتمدد».. شعار «داعش» يفضح ولاء النظام القطري للإرهاب
الأحد 03/نوفمبر/2019 - 10:13 ص
طباعة
علي رجب
في سقطة تكشف العلاقة بين تنظيم «داعش» الإرهابي وبين النظام القطري، ردت مريم آل ثاني إحدى أعضاء الأسرة الحاكمة في الدوحة، على إعلان أمير قطر بقاء قناة «الجزيرة»، وعدم إغلاقها، بترديد «آل ثاني» شعار «داعش» «باقية وتتمدد».
وقالت مريم آل ثاني، في تغريدة على صفحتها على موقع التواصل «تويتر» الجمعة الأول من نوفمبر: «كل عام والجزيرة ومؤسسيها والعاملين فيها بخير وصحة وسلامة.. كل عام وأنتِ منبر الشعوب الحرة وصوت الحق»، واختتمت تغريدتها بهشتاج #الجزيرة23، # ثقة_تجدد_العهد، الجزيرة #باقية_وتتمدد.
شعار «باقية وتمدد» هو الأبرز لتنظيم «داعش»، والذي كان يزين بيانات وتغريدات عناصره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعقب مقتل أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم أواخر أكتوبر الماضي، ظهر مذيعو «الجزيرة» وهم يرتدون ملابس سوداء، في إشارة إلى حالة الحداد على زعيم داعش.
وغرد الناشط السعودي «سعود الشمري» عبر «تويتر» قائلا: «لبسوا الأسود حدادًا على هلاك أحد أقرب حلفائهم الإرهابيين.. الصورة تروي ألف حكاية عن الخسارة الفادحة التي مُني بها تنظيم الحمدين بعد أن تبخرت أحلامه المتطرفة مع البغدادي، كما تبخرت مليارات الشعب القطري المغلوب على أمره في أيدي التنظيمات الإرهابية الأخرى».
صوت الإرهابيين
وتعد قناة «الجزيرة» المنبر الأبرز للتنظيمات الإرهابية في العالم، وقد استضافت العديد من قادة التنظيمات مثل أسامة بن لادن مؤسس وزعيم القاعدة، وأيمن الظواهري الزعيم الحالي للقاعدة، وأميرة جبهة النصرة الإرهابية أبو محمد الجولاني.
وكشف أيمن عقيل رئيس مؤسسة «ماعت» أن هناك عشرات الإفادات التي قدمتها منظمات مستقلة، وخبراء دوليون لمجلس حقوق الإنسان تكشف توظيف قطر لخطاب الكراهية، وضرب مثالًا باستضافة قناة «الجزيرة» القطرية «أبي محمد الجولاني»، قائد تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة، وبثها تسجيلات صوتية لزعيم تنظيم القاعدة «أيمن الظواهري».
وأشار عقيل خلال ندوة نظمتها مؤسسته بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة في مايو 2019، بالتزامن مع خضوع قطر لآلية الاستعراض الدوري الشامل بمجلس حقوق الإنسان بجنيف، إلى أن «الجزيرة» تمادت في توفيرها لمنصة تثير التعاطف مع دعاة الكراهية حين استضافت أحد أبرز المدافعين عن تنظيم «داعش»، ويُدعى حسين محمد حسين في مناظرة ببرنامج الاتجاه المعاكس مع أحد الكتاب الأكراد، ويُدعى شيرزاد اليزيدي؛ حيث بدا للمتابعين انحياز مقدم البرنامج للأول بقوة اتباعًا لسياسة القناة، والتي تهاجم الأكراد.
ولفت «عقيل» إلى أن قناة الجزيرة ترفض إطلاق تسمية الإرهاب على تنظيم داعش، وعلى بقية الحركات الإرهابية مثل جبهة النصرة أو تنظيم القاعدة، مشيرًا إلى أنه عندما تذكر قناة الجزيرة تنظيم داعش تقول «تنظيم الدولة الإسلامية» بدلًا من كلمة تنظيم داعش، وتمتنع حتى من ذكر كلمة الإرهابي، وهم يستعملون ذلك المصطلح في محاولة لإضفاء الشرعية على التنظيم أمام المشاهد والقارئ العربي.
الجزيرة منبر وبوق لدعاة الإرهاب
في مارس 2018، حذّرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية من قنوات التضليل والفتنة التي أذكت كثيرًا من الصراعات، وأصبحت بوقًا للجماعات الإرهابية، وفي طليعتها قناة الجزيرة التي تملكها قطر، والتي باتت «بوقًا للجماعات الإرهابية».
وقالت الهيئة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» إن مثل هذه القنوات تعطي الناس صورًا مزيفة في قضايا الأمة ومشكلاتها، ولا تكف عن اختلاق الأكاذيب، واستضافة شذاذ في الآفاق؛ تروج عن طريقهم ما تريد بما يخدم سياسة من يمولها بالكامل في تمزيق الأوطان العربية، والعبث بوحدتها، وإثارة الفرقة، وتأجيج الفتنة.
وأضاف البيان: «إن ذاكرة التاريخ لن تنسى أن جزيرة قطر كانت وما زالت منبرًٍا لدعاة الإرهاب وقادته؛ إذ دأبت -وبشكل حصري- على نشر خطابات زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن وخلفه، كما نشرت خطابات لإرهابيين رفعوا السلاح في المملكة في فترات سابقة».
داعش يدعم قطر في وجه التحالف
في سبتمبر 2017 قدم مركز «المزماة» للدراسات والبحوث ثلاثة أدلة مثبتة على دعم قطر لتنظيم «داعش» الإرهابي، تتمثل في احتضان الدوحة للجيش الإلكتروني للتنظيم، وتضامن الأخير مع نظام تميم ضد مقاطعة التحالف الرباعي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، واعترافات الداعشيين أنفسهم بالعلاقة بين الطرفين.
ومن الأدلة الجديدة على دعم قطر لـ«داعش» البيان الذي أصدره التنظيم قبل أيام تحت عنوان «بيان نصرة إخواننا المسلمين في قطر» أكد فيه تضامنه مع قطر فيما وصفه بـ«المحنة من دول الكفر»، وهو ما يؤكد وجود ارتباط بين قطر والتنظيم، وهذا البيان الذي تم تداوله بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن اعتباره دليلًا موثقا لمقاضاة النظام القطري أمام المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن، باعتباره أحد الدلائل التي تؤكد دعم قطر للإرهابيين، وفقًا لمركز المزماة.
علاقة مشبوهة
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: إن الجميع بات يدرك دعم قطر عبر مؤسسات عدة للجماعات الإرهابية، لافتًا إلى أن «الجزيرة» استضافت أبرز قيادات القاعدة والنصرة، وكانت دائمًا صاحبة السبق في نشر عمليات وفيديوهات التنظيم الإرهابي.
وأضاف في تصريح لـه أن «الجزيرة» أصبحت بوقًا ومنبرًا للإرهاب، وخلال السنوات الماضية تكشفت جيدًا العلاقة بين الإرهاب وبين القناة، متابعًا أن المسألة متعلقة في الأساس بالمشروع الشرق أوسطي ومؤداه سيطرة الدول الإقليمية غير العربية، واتساع نفوذها في الداخل العربي استغلالًا وتأجيجًا للصراعات الأيديولوجية والمذهبية بين السنة والشيعة، وتوزيع النفوذ بالمنطقة العربية بين تركيا وإيران وإسرائيل على حساب النظام العربي القائم.
ولفت إلى علاقة «الجزيرة» بأسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة الذي كانت تقرن اسمه -خلال مداخلاته معها- مقرونًا بوصف «الشيخ»، وكذلك عند استضافتها لأبي محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الإرهابية، وهو ما يوضح طبيعة العلاقة بين «الإرهاب» وبين الجزيرة القطرية إحدى أدوات النظام القطري في ترويج ودعم الإرهاب.
وتابع قائلا: «وجدت دويلة قطر في هذا المشروع فرصة ذهبية لتحقيق حلم مستحيل عبر دعمه ماليًّا وإعلاميًّا وسياسيًّا؛ لكي تتخلص من عقدة النقص العربية التي تلازمها، وتزاحم القوى العربية الكبيرة التقليدية، بل وتذهب بعيدًا في الإضرار بها، والتعالي عليها استقواء بالمشروع الإقليمي التوسعي الذي يعتمد على نشر الإرهاب والفوضى والطائفية».
وأوضح أن شراكة قطر في هذا المشروع الاستعماري الذي يحمل عناوين دينية وطائفية جاءت من منطلق الرغبة في النفوذ، وتحقيق المزيد من الهيمنة في مجال الاقتصاد والظهور، كما لو كانت قوة مؤثرة في الإقليم، رغم فقرها البائس على كل المستويات حضاريًّا وجغرافيًّا وثقافيًّا وبشريًّا واستراتيجيًّا عدا ما تمتلكه من مال».
وتابع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قائلا: إن هناك قناعة قد رسخت لدى من يقودون هذه الدويلة، أنهم من رابع المستحيلات أن يحققوا مثل هذه الأهداف المستحيلة إلا في سياق مشروع خارجي، إذ لن تقدر بمفردها على مناهضة الدول العربية، لذلك انخرطت بكل ما تمتلك من قوة في المشروع الإقليمي غير العربي التوسعي الاستعماري الذي يحقق مصالح استعمارية من منطلقات دينية مذهبية لكل من إيران وتركيا وإسرائيل.