جدال مغربي حول تقارب بعض قوى اليسار مع الإسلام الأصولي
الأحد 03/نوفمبر/2019 - 01:11 م
طباعة
حسام الحداد
فتح الكاتب والمفكر المغربي عبد الرحمان النوضة حوارا على عدد من المنصات الإلكترونية حول " رِهانَ بعض اليساريين على الإسلاميين" وجاء في ردّ عبد الله الحريف (وهو قِيادي في “حزب النهج” اليساري) (على المقال الثاني لرحمان النوضة) أن النضالات الجماهيرية قادمة بالتّأكيد، وأنه إذا رفض اليسارُ التعاونَ، ومنذ الآن، مع “حزب العدل والإحسان” (الإسلامي الأصولي)، أو مع غيره من الحركات الإسلامية الأصولية، فإن «النتيجة هي أن اليسار [سيضطرّ] لوحده لِقِيَادَة السيرورة الثورية ومَوْجَاتِها المتصاعدة». وأضاف الحريف: «هل اليسار مُؤَهَّل لذلك في المستـقبل المنظور؟ لا أعتـقد ذلك». وتساءل أيضًا الحريف: «هل ستنتظر الجماهير الشعبية المُنتـفضة [حتى] يؤهّل اليسار نفسه لقيادتها»؟ وَأجاب الحريف: «القِوى الأكثر تنظيما هي التي ستـقود [تلك النضالات]، وهذه القوى هي القوى [الإسلامية] الأصولية». وفي هذه المحاولة لِاسْتِطْلَاع المُستـقبل، تساءل الحريف عن الاحتمالات الممكنة: «هل سيصطف اليسار آنذاك مع المَخْزَن [المقصود هو النظام السياسي] ضد [الإسلاميين]، لأنهم أخطر من المَخْزَن كما يطرح الرفيق نوضة، وذلك ضِدًّا على طموح الشعب للتغيير، أم سينعزل [اليسار] لوحده ويَكُونُ فعله هَامِشِيًّا»؟ واستنتج عبد الله الحريف من هذا الاستشراف للمستـقبل، أن أحسن استراتيجية هي تَحَاوُر، وَتَعَاوُن، أو تَحَالُف قوى اليسار، منذ الآن، «مع كل القوى المُتَـضَرِّرَة مِن المَخْزَن»، بما فيها القوى الإسلامية الأصولية.
وعبد الرحمان النوضة: مهندس، وكاتب، ومعتقل سياسي سابق، كان محكوما بالسجن المؤبد، والتهمة هي المس بأمن النظام الملكي بالمغرب، قضى قرابة ثمانية عشر سنة في السجن خلال عهد الملك الحسن الثاني. نشر عشرات المقالات السياسية. نشر عدة كتب سياسية، باللغتين العربية والفرنسية، أبرزها الكتب الثلاثة التالية باللغة الفرنسية : (Le Sociétal, Le Politique, L Ethique politique). وله كتب أخرى بالعربية، ومنها : كراس “كيف نتجاوز القمع”، وكتاب “طبقات المجتمع”، وكتاب “نقد مشروع الربط القار بين المغرب وإسبانيا (دراسة جيو – استراتيجية)”، وكتاب “كيف؟ (في فنون النضال السياسي الثوري)”، وكتاب “كيف نسقط الاستبداد (في فنون النضال الجماهيري السلمي المشترك)”، وكتاب “نقد الشعب والأصولية واليسار والدولة” (حوار حول معيقات تقويم المجتمع
ويقول النوضة في رده على عبد الله الحريف يستدعي هذا التحليل السّابـق عدّة مُلاحظات:
في ردّه الأول، برّر الحريف «تـقارب» “حزب النهج” (اليساري) من “حزب العدل والإحسان” (الإسلامي الأصولي) بكون «أحزاب اليسار الثلاثة هي التي رفضت التعامل مع حزب النهج». فاضطرّ “حزب النهج” (اليساري) إلى محاولة فكّ العزلة عنه عبر تـقارُبِه من “حزب العدل والإحسان” (الإسلامي الأصولي). وفي رَدِّه الثاني، برّر الحريف تـقارب “حزب النهج” من “حزب العدل والإحسان” بنظرة استشرافية للمستـقبل. واعتبر فيها الحريف أن النضالات الجماهيرية آتية، وأن القوى الوحيدة المؤهّلة لقيادة هذه النضالات هي القوى الإسلامية الأصولية، لأنها هي الأكثر تنظيما. فيصبح التَحَاوُر والتَعَاوُن مع القوى الإسلامية الأصولية ضروريا لِتَلَافي انْفِرَادِهِم بـقيادة هذه النضالات الجماهيرية المُقبلة. ومعنى الكلام السّابق، هو أن الحريف استعمل نوعين مختلفين من المُبَرِّرات. مُبرّر أول مبني على أساس «رفض» أحزاب اليسار الثلاثة. ومُبرّر ثان مبني على أساس اِسْتِشْرَاف مُعَيَّن للمستـقبل. فَأَيُّ المُبَرِّرَين كان هو السَبَب الأوّل في تـقارب حزب النهج من “حزب العدل والإحسان”؟ هل هو المُبرِّر الأول، أم الثاني؟ يظهر لي أن المُبَرّر الأول كان هو السّبب الحاسم، أما الثاني فهو مجرّد تنظيرات، جاءت فيمَا بَـعْد، وبُنِيَت لَاحِقًا، بِهَدَف إِيجاد تَبْرِير نَظَرِي لِاخْتِيَارات وَسُلُوكِيَات قَدِيمَة.
وإذا كان اِسْتِشْرَافُنَا للمُستـقبل يُظهر أن النضالات الجماهيرية الحَاشِدَة آتِيَة (كما قال الحريف)، فالحَلّ ليس هو قَبُول التَعَاوُن، أو عَقْد التحالف، بين قوى اليسار والقوى الإسلامية الأصولية، وذلك بِدَعْوَى ضُعف أو «عَدَم تَأْهِيل» قوى اليسار، أو بهدف تَلَافِي انفراد الإسلاميين بِقيادة هذه النضالات (مثلما كتب الحريف). وإنما الحل الثوري هو الانكباب أَوَّلًا، وَفَوْرًا، على إعادة تأهيل قوى اليسار، وتَـقْوِيمِهَا، وتَثْوِيرِهَا، وتَـقْوِيَتِهَا، لكي تعتمد قوى اليسار على نفسها، ولكي تصبح في مستوى المهام الثورية والتاريخية المُلقاة على عاتـقها. وهذا هو خلافي مع “حزب النهج” (في مجال قضية التعامل مع القوى الإسلامية). وأنا أَرْفُضُ القَـفْزَ على «عَدَم تَأْهِيل» قِوَى اليسار، أو تَجَاهُلِه، ومحاولة «الاِسْتِعَاضَة» عن ضُعف قوى اليسار بِـ «التحالف» مع قوى إسلامية أصولية، يُفْتَرَضُ فيها أنها أكثر قُوّةً. وَأُؤَكِّدُ أن الحلّ الثوري الوحيد، والسَّلِيم، هو الخط السياسي المبني على أساس اعتماد قوى اليسار، كُلِّيًا ودَائِمًا، على نفسها. وكل تفريط في مبدأ الاعتماد على النّـفس، يمكن أن يدفع بالقوى اليسارية إلى تقليد القوى الإسلامية، التي لا تنشأ، ولا تتـقوّى، ولا تنجح، إلّا عبر التوصّل بالمَال، وبِالْبِتْرُو دُولَارْ (pétro-dollars)، الآتِي عبر شبكات سِرِّيَة من السعودية، أو من الإمارات العربية، أو من قَطَر، في الشَّرْق الأوسط. وهي شبه مُسْتَعْمَرَات، أو مَحْمِيَات، خاضعة للإمبرياليات الغربية.
ويوجد مشكل مُحَيِّر، لم ينتبه إليه الرفيق الحريف. لذلك أرجو من الحريف أن يشرح لِي هذه المُعضلة: “حزب النهج” (اليساري) يُشْبِهُ أحزاب اليسار الثلاثة في: التـقدّمية، والديموقراطية، والثورية، وَرَفْضِ النظام السياسي “المَخْزَني”، والماركسية، والاشتراكية، إلى آخره. وَيَتَنَاقَضُ حزب النهج مع “حزب العدل والإحسان” (الإسلامي الأصولي) في كلّ شيء. فَكَيْفَ يمكن “لحزب النهج”، الذي يفشل منذ العديد من السنوات الماضية، في التـفاهم مع ثلاثة أحزاب يسارية، تشبهه في كثير من الأشياء، كيف يمكنه أن ينجح، في نفس الوقت، في التـفاهم مع حزب إسلامي أصولي (هو “حزب العدل والإحسان”)، والذي يتناقض معه في كل شيء؟ هل سُوء تـفاهُم “حزب النهج” مع أحزاب اليسار الثلاثة يرجع لأسباب شخصية، أم فِكْرِية، أم عقائدية، أم استراتيجية، أم ماذا؟ ولماذا لَا يكون الاحتمال الأكبر هو أن “حزب النهج” سَيَفْشِل أيضًا في تَـعَامُلِه مع “حزب العدل والإحسان”؟ وإذا كان الحريف يظنّ أن تَعَامُلَه مع “حزب العدل والإحسان” سيكون ناجحًا، فَلْيَشْرَح لنا أسباب هذا النجاح. ولْيُفَسِّر لنا لماذا تُوجد أسباب نجاح هذا التَعَامُل في “حزب العدل والإحسان”، ولا تُوجد في أحزاب اليسار الثلاثة؟
وكتب الحريف أن النضالات الجماهيرية آتِيَةٌ [وأنا أَتَّفِـقُ معه]، وأن قوى اليسار «غير مُؤَهَّلَة» حَالِيًّا [وأنا أتّـفق معه]. ومعنى ذلك أن قوى اليسار عاجزة حَالِيًّا على تأطير وقيادة هذه النضالات الجماهيرية المُقبلة [وأنا أتّـفق معه]. وأضاف الحريف: «بالنسبة إليه [أي إلى رحمان النوضة] التغيير مُؤجل إلى حين أن تُـؤَهِّلَ قوى اليسار نفسها. لكن هل ستنتظر الجماهير الشعبية المنتـفضة أن يُـؤَهِّلَ اليسار نفسه لقيادتها، أم أن القوى الأكثر تنظيما هي التي ستـقودها، وهذه القوى هي القوى الأصولية». وهنا أختلف مع الحريف. لأن القوى الإسلامية «غير مُؤَهَّلَة» لِقِيَادة النضالات الجماهيرية الحَاشِدَة (من نوع “حركة 20 فبراير”، أو “حِرَاك الرِّيفْ”، أو “حِرَاك اجْرَادَة”، أو “حِرَاك زَاكُورَة”). ولأن هذه النضالات الجماهيرية هي ثورية في جوهرها، بينما تبقى القوى الإسلامية الأصولية في طَبيعتها يَمِنِيَة، أو رِجْعِيَة. وقد بَيَّنَت لنا التجارب الحديثة أن القوى الإسلامية الأصولية، إِمَّا أنها تَتَجَاهَلُ ذلك الصِّنْف من النضالات الجماهيرية المطلبية الحَاشِدَة، وإِمَّا أنها تُساهم في مُنَاهَضَتِهَا أو قمعها. وحتّى إذا سَانَدَتْهَا أو شاركتها فيها، فإنها تَنْتَهِي إلى التَشْكِيكِ فيها، أو إلى الانسحاب منها، أو إلى التنديد بها (مثلما فعل “حزب العدل والإحسان” مع “حركة 20 فبراير” خلال سنة 2011).
وإذا كان تَـشْخِيص عبد الله الحريف لِضُعْف، أو «عدم تأهيل»، قوى اليسار، صحيحا اليوم، فإنه غير حَتْمِي في المستـقبل. وكل مناضل، أو حزب ثوري، يَرْصُدُ «ضُعف» قوى اليسار، يتوجّب عليه فَوْرًا، أن يقف عند هذا المُعطى الاستراتيجي، وأن لا ينساه، وأن لا يقفز عليه بسرعة. وعلى عكس ظنّ الحريف، لا تُمكن معالجة ضُعف قوى اليسار عبر اللجوء إلى حلول تَرْقِيعِيَة، أو وَهْمِية، مثل محاولة «الاستعاضة» عن «ضُعف» قوى اليسار بِـ «الاستـقواء» بِالتَـفَوُّق العَدَدِي أو التنظيمي، المُفْتَرَضَيْن لدى قوى إسلامية أصولية، تتناقض مع قوى اليسار في كل شيء.
فالمطلوب من الرفيق الحريف، ومن غيره من اليساريين، أن لا يكتـفوا بِرَصْدِ «ضُعف» قوى اليسار، بل يجب عليهم أن يَسْتَخْلِصُوا كلّ الاِسْتِنْتَاجَات الـلّازمة من «ضُعف» قوى اليسار، ونطلب منهم أن يضعوا استراتيجية متكاملة لإخراج قوى اليسار من هذا «الضُعف» الخطير، والمُهَدِّد. ولماذا؟ لأنه ما دامت قوى اليسار «ضَعيفة»، فإن مصيرها الأكثر احتمالًا سيكون هو القُصُور، والتهميش، والهزيمة، والزوال، والانـقراض، ولو تحالفت قوى اليسار مع أقوى التنظيمات الإسلامية الأصولية. بل تحالف اليسار، وهو في حالة «ضُعف»، مع الإسلاميين الأصوليين، يمكن أن يُعجل بِهَزْمِ اليسار، وبِتَدْمِيره، وبموته. وحتى إذا تَعَاونت أو تَحَالَفَت قوى اليسار مع أحزاب إسلامية أصولية (كما يريد الحريف)، فإن الإسلاميين لن يقبلوا أبدًا اقتسام قيادة النضالات الجماهيرية مع قوى يسارية «ضَعيفة»، أو «تَبَعِيَة» [مثلما حدث في “حركة 20 فبراير” في سنة 2011]. بل الاحتمال الأكبر في المستـقبل، هو أن الإسلاميين الأصوليين سَيَسْتَعْمِلُون نُفوذهم على هذه النضالات الجماهيرية لتوجيه الضربة النهائية والقاتلة لقوى اليسار «الضَعيفة». لِذا قُلنَا: إن تَعاون قوى اليسار، وهي في حالة «ضُعف»، مع الإسلاميين، هو بمثابة انتحار.
لِنَفْتَرِض الآن، ولو مؤقّتًا، أن أطروحة ضرورة التعاون بين اليساريين والإسلاميين صحيحة. وقد بدأ تطبيقُ هذا التَـقَارُب بين حزب النهج و”حزب العدل والإحسان” الإسلامي الأصولي على الأقل منذ قرابة سنة 2012. ويشهدُ مناضلون آخرون أن هذا التقارب بدأ قبل ذلك بسنوات. حيث أن فَصِيلَ الطَلَبَة في الجامعة، المُتعاطف مع تِيَار “منظمة إلى الأمام”، كان يدعُو، منذ قرابة 1984، إلى العمل مع فصائل الحركات الإسلامية. وكان المناضل ابراهام السرفاتي، بعد خروجه من السجن في سنة 1991، كان يدعُو في بعض تصريحاته، أو ندواته، إلى «العمل مع جميع شرائح المُجتمع… وخلق الجُسُور… وتخليق الأوضاع في المجتمع… والعمل من داخل المؤسّـسات… وخلق مجتمع ديموقراطي»، إلى أخره. وشهد البعض الآخر أنه، في نفس الاتجاه، دافع عبد الله الحريف في مقال له عن ضرورة التعامل مع الإسلام السياسي في سنة 2001. لكن ما يهمّنا اليوم (في سنة 2019) هو: هل أَثْبَتَ هذا التَـقَارُب صحّته أو فائدته في الوقاع؟ هل أَحْدَثَ هذا التقارب (القديم) نَـقْلَة نَوْعِيَة في دعم، أو في تأطير، النضالات الجماهيرية المشتركة؟ وهل كان لهذا التقارب تأثير إيجابي على مساندة أو إنجاح النضالات الجماهيرية المشتركة؟ الجواب هو لَا. حيثُ تَـشْهَدُ التجارب الملموسة، سواءً في “حركة 20 فبراير” (في سنة 2011)، أم في “حِرَاك الرِّيفْ” (في سنة 2018)، أم في حِرَاك اجْرَادَة، أم في حِرَاك زَاكُورَا، وما شابهها من النضالات الجماهيرية الحاشدة، أن هذا “التقارب” بين الحزبين لم يُنتج أيّ تأثير إيجابي واضح على هذه النضالات الجماهيرية.
[وبالمناسبة، ولِصِيَانَة التَوَازُن في الأَحْكَام، لاحظنا أن حتّى تحالف أحزاب اليسار الثلاثة في «فيديرالية»، أو عَمَلِيَةُ تَوَحِيدها في حزب واحد، لم تُحْدِث بعدُ أَيَّ تأثير فَعَّال، وواضح، على النضالات الجماهيرية المُشتركة].
بل لاحظنا أن مُجمل النضالات الجماهيرية التي حدثت خلال العشر سنوات الأخيرة، اِنْطَلَـقَت من مُبادرات جماهيرية قَاعِدِيَة، وليس من مبادرات الأحزاب (سواءً كانت يسارية أم إسلامية). ومنذ نشأة “حزب العدل والإحسان” إلى حَدِّ اليوم، ورغم كلّ قوّته العددية، لم يسبق له أن بَادَرَ إلى إطلاق أية حركة نضالية جماهيرية حاشدة. وكان “حزب العدل والإحسان” يَكْتَفِي بالالتحاق ببعض المظاهرات الجماهيرية، المنظمة من طرف غيره (مثل مظاهرات حول: الأحوال الشخصية، والتضامن مع العراق، ومع غَزَّة، إلى آخره). وغالبًا ما يكون هدف “حزب العدل والإحسان” من مشاركته في هذه المظاهرات الجماهيرية هو إظهار كثرة أنصاره، أو تعزيز مطالبته بالاعتراف به من قِبَل الدولة كحزب شرعي ومُؤَثِّر.
وعليه، يمكن “لحزب النهج” (اليساري) أن يقدّم لنا تبريرات نظرية لِتَبْرِير تَـقَارُبِه من “حزب العدل والإحسان” (الإسلامي الأصولي)، لكنه لَا يقدر على تقديم تبريرات مُستمدّة من التجارب النضالية الجماهيرية الملموسة بالمغرب لِدَعْم أطروحة «التقارب»، أو «التعاون»، مع “حزب العدل والإحسان”. (وقد سبق لي، في الجزء الأوّل من “نقد التعاون بين اليساريين والإسلاميين”، أن انتقدتُ التأثيرات السلبية للانسحاب المُفَاجِئ لِـ “حزب العدل والإحسان” من “حركة 20 فبراير”).