هل تهزم احتجاجات العراق ولبنان عرش الملالي؟
الأحد 03/نوفمبر/2019 - 01:18 م
طباعة
إسلام محمد
ينتاب الساسة الإيرانيون مخاوف، بسبب تصاعد الاحتجاجات في لبنان والعراق رفضًا لتدخلات طهران، بعدما أظهرت الأحداث الأخيرة خسارة نظام الملالي للشعوب وتصاعد مشاعر الكراهية ضده.
ففي العراق واصل المتظاهرون انتقاداتهم لطهران وأحرقوا علمها، وهم يهتفون لمغادرتها البلاد، ويشوهون ملصقات خامنئي ويهاجمون مقرات الميليشيات التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني.
كما انتشرت على تويتر دعوات لمقاطعة المنتجات الإيرانية في العراق، تحت هاشتاج #خليها_تخيس، بعد اعتبار المرشد الإيراني علي خامنئي التظاهرات العراقية مجرد فوضى، وهو الأمر الذي اعتبر تدخلًا سافرًا من قبل بعض المحتجين.
وحتى في كربلاء، المدينة «الأقدس» لدى الشيعة في العراق، هاجم المحتجون التدخلات الإيرانية وأظهرت فيديوهات نشرها ناشطون على مواقع التواصل، محتجين يرفعون لافتات منددة بالتدخلات الإيرانية وحملت إحداها عبارة: «إيران سبب مآسينا وتدمير البنية التحتية».
وقد لفتت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تقرير، السبت 2 نوفمبر 2019، إلى أن المسؤولين الإيرانيين تفاجأوا من أن نفوذهم في المنطقة ينهار بسرعة، كما يعتقدون أن المظاهرات في لبنان والعراق تشكل تهديدًا وجوديًّا لنظامهم، ويتخوفون بشدة من انتقال الاحتجاجات إلى داخل إيران نفسها، بسبب تشابه الظروف المعيشية السيئة، حيث يعتقد النظام الإيراني أن المظاهرات الضخمة المناهضة للحكومة في كلا البلدين، عرضت مصالحه للخطر.
وأضافت الصحيفة أنه إذا نجح المحتجون اللبنانيون والعراقيون في الإطاحة بحكومتيهم وإضعاف الأحزاب السياسية الراسخة ذات العلاقات العميقة مع قادة إيران، فإن طهران ستخسر عقودًا من الاستثمارات المالية والسياسية والعسكرية.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، وصف الاحتجاجات الشعبية في العراق ولبنان منذ أسابيع بأنها «أعمال شغب تديرها أمريكا وإسرائيل وبعض دول المنطقة»، وفق تعبيره، كما أغلقت إيران العديد من المعابر الحدودية مع العراق أمام التجار والمسافرين حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، كما تم تصوير الأحداث في لبنان والعراق بشكل سلبي في الإعلام الإيراني.
ووصف المسؤولون في إيران الانتفاضات بأنها "فتنة" – وهو نفس المصطلح الذي استخدموه في المظاهرات المحلية المناهضة للحكومة في عامي 2009 و2017.
من جانبه قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، محمد عبادي: إن المسؤولين الإيرانيين يشعرون بالقلق بشكل كبير من أن تنتقل الاحتجاجات الشعبية من الدول المجاورة إليها.
وأضاف في تصريحات لـه أن التحركات اشتملت أيضًا على تكثيف المطالبات بإنهاء الفساد وهو مطلب شعبي في إيران أيضًا الذي ينخر الفساد في أساسه، قائلًا: إن الطبقة السياسية العراقية تخضع لإيران والشعب العراقي يرى أن بلده يُستخدم ساحة بالوكالة للصراع على الهيمنة الإقليمية بين أمريكا وإيران.