«هرمز للسلام».. مبادرة إيرانية لخطب ود الولايات المتحدة
الأحد 03/نوفمبر/2019 - 06:11 م
طباعة
نورا بنداري
يحاول نظام الملالي التخفيف من وطأة العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة عليه، والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني بالداخل والخارج، إضافة إلى إعلان واشنطن والعديد من الدول العربية والدولية أن إيران قوة داعمة وراعية للإرهاب بالمنطقة.
ودفع ذلك النظام الإيراني إلى الشروع في حوار إقليمي مع دول الخليج من خلال ما أسمته طهران بـ«مبادرة هرمز للسلام»، إذ أرسل الرئيس «حسن روحاني» تفاصيل مبادرته للسلام، إلى عدد من الدول الخليجية، وهو ما كشفت عنه طهران خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ بأنها تهدف لتعزيز الثقة مع دول الخليج، وضمان أمن الملاحة.
مبادرة إيرانية
وفقًا لما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «عباس موسوي»، في بيان صحفي، نشرته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» في 2 نوفمبر الجاري؛ فإن الرئيس الإيراني أرسل خطابًا لقادة دول مجلس التعاون الخليجي يحوي تفاصيل خطة «هرمز للسلام»، وطالبهم بالعمل معًا لتنفيذها، وأكد أن هذه الخطوة تعكس جدية إيران وأهمية دول المنطقة في ضمان الاستقرار والأمن بمنطقة الخليج.
وفي 10 أكتوبر الماضي، نقلت صحيفة «الراي» الكويتية، عن وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» أن بلاده سلمت إلى مساعد وزير الخارجية الكويتية، الرسائل الموقعة من «روحاني» إلى العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، وملك البحرين الشيخ «حمد بن عيسى آل خليفة»؛ بسبب عدم وجود علاقات رسمية بينهم، مؤكدًا أن طهران لم ترِد أن تسلمها عبر مكاتب رعاية المصالح.
وقال «ظريف» إن إيران تابعت الأمر عبر الوسائط الدبلوماسية ووجدت ردة فعل إيجابية من دول المنطقة في هذا المجال، خصوصًا من ناحية تأمين الملاحة في مضيق هرمز، وإحلال السلام بالمنطقة، وحلحلة الخلافات مع الجيران، موضحًا أن هذا المشروع يتضمن حل خلافات دول المنطقة عبر عقد مؤتمر قمة بين دول الإقليم يحتمل أن يكون في الكويت.
بيد أن «ظريف» أوضح في كلمة له على هامش لقاء لمجموعة العمل الرئيسية لمؤتمر ميونخ الذي عقد أواخر أكتوبر الماضي، أن مبادرة هرمز تقوم على أربعة مبادئ رئيسية، هي عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم الاعتداء، والتزام أمن الطاقة، والاحتكام إلى القانون الدولي.
ومن الجدير بالذكر، أن المبادرة تسلط الضوء على مضيق هرمز، أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم لتجارة النفط، وتعد مسألة تأمين الملاحة فيه من أكثر المسائل حساسية؛ بسبب مرور خمس عدد شحنات النفط المتداولة في العالم عبر هذا المضيق، في ظل توترات بين الدول المطلة عليه.
دوافع الملالي
يوضح «إياد المجالي» الباحث المختص في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية، في تصريح له، أن إيران تسعى في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية إلى البحث عن قنوات سياسية للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لرفع العقوبات الاقتصادية المشددة من جانب، ومن الناحية الأخرى تريد إرسال رسائل سياسية لشركائها الأوروبيين في الاتفاق النووي أن إجراءات التصعيد الأمريكية ضدها غير مبررة، خاصة أنها تبذل مساعي لتشكيل حلف لحماية أمن الملاحة البحرية في الخليج دون مشاركة إيران.
ولفت «المجالي» إلى أن إيران تستخدم أكثر من استراتيجية لمعالجة أزمتها مع الولايات المتحدة من خلال تقديمها هذا النوع من المبادرات، خاصة أنها جاءت في أعقاب جهود الوساطة الدولية مع المملكة العربية السعودية؛ لتخفيف حدة التوتر والجلوس على طاولة المفاوضات، كما أن الولايات المتحدة هي الهدف من مساعي إيران في محاولات التقارب والتواصل، بهدف إثبات تغيير سلوكها العدائي تجاه جيرانها من دول الجوار.
وأشار الباحث المختص في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية، إلى أن الدوافع التي تم ذكرها هي التى دفعت إيران للإعلان عن هذه المبادرة من خلال تقديم خطة عمل مشتركة، كونها تمتلك ١٢٠٠ كيلومتر شواطئ على الخليج، ومن المتوقع أن تتضمن المبادرة عرض مشاركة محدود لدول الخليج لحماية أمن الملاحة.