منهج «الكذب الحوثي» يطال جنود السودان في اليمن
الأحد 03/نوفمبر/2019 - 10:25 م
طباعة
نورا بنداري
تعمل ميليشيا الحوثي الإرهابية بين الحين والآخر على نشر الأكاذيب لإظهار بطولات مزيفة، محاولة إعادة بعض الثقة لأتباعها وحلفائها، كان آخرها، ما ذكره المتحدث باسم الجامعة «يحيي سريع» في 2 نوفمبر الجاري، أن إجمالي خسائر الجيش السوادني منذ مشاركته مع قوات التحالف العربي في اليمن، يتجاوز 8 آلاف قتيل ومصاب.
منهج «الكذب الحوثي»
وزعم المتحدث الحوثي في مؤتمر صحفي، أن إجمالي خسائر الجيش السوداني يتجاوز 8 آلاف قتيل ومصاب، منهم 4253 قتيلا، مبينًا أن نحو 850 منهم لقوا مصرعهم في عامي 2015 و2016، بينما سقط 3400 منهم خلال الأعوام 2017 و 2018 و 2019، وأشار إلى أن مهمة جنود الجيش السوداني اقتصرت في البداية على التأمين قبل الدفع بهم إلى الخطوط الأمامية، معتبرًا أن الشعب السوداني تعرض لحملة تضليل إعلامي كغيره من شعوب المنطقة لحجب الحقائق عنه.
ليس ذلك فقط، بل أكد المتحدث باسم الميليشيا الانقلابية أن قوات الحوثيين احتجزت عددًا من الأسرى من صفوف القوات السودانية، معتبرًا أن استمرار مشاركة السودان لا تخدم سوى أجندات السلطة، وتحالف العدوان.
وزعم المتحدث باسم الحوثيين أن عناصر الجيش السوداني ارتكبت جرائم وانتهاكات وصلت حد الاغتصاب، خلال وجودهم باليمن، مشيرًا إلى أن هناك 6 ألوية سودانية تتمركز في الساحل الغربي اليمني، وأن المعلومات تفيد بترحيل ثلاثة منها قوامها 6000 جندي وضابط، لكن هناك 1000 آخرين يوجدون في عدن ولحج؛ حيث يتمركزون في منطقة رأس عباس ومطار عدن وقاعدة العند الجوية، إضافة إلى 2000 في منطقة مجازة و600 ضمن كتيبة موجودة في سقام.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم الحوثيين بعد أيام مما نشرته صحيفة «التيار السودانية»، نقلا عن مصادر لم تسمها، أفادت بعودة 10 آلاف جندي سوداني من اليمن.
رد سوداني
ورد الجيش السوداني على مزاعم الميليشيا الانقلابية، مؤكدًا كذبها، ومعتبرًا أن تصريحات الحوثيين بهذا الخصوص بمثابة حرب نفسية ضد الجنود السودانيين المرابطين في اليمن، ومحاولة لتأليب الرأي العام السوداني.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني «عامر محمد الحسن» في تصريحات لموقع «روسيا اليوم»، أن عدد القتلى المعلن من قبل الحوثيين لا يسنده أي منطق، وأن الجيش السوداني خاض حربًا أهلية لنحو 21 عاما ولم يفقد كل ذلك العدد من الأرواح، فكيف بحرب اليمن، بجانب أن المجتمع السوداني بطبعه متكافل، فيستحيل أن يقتل كل ذلك العدد دون أن يكون له صدى في المجتمع المحلي.
وأوضح «الحسن» أنه لا يمكن الحديث عن خسائر وما زالت الحرب في اليمن مستمرة، ونقاتل ضمن قوات التحالف هناك، نافيًا ما يتصل بالتسريبات بشأن سحب نحو 10 آلاف من قوات الدعم السريع من اليمن.
نهج متواصل
و«الكذب الحوثي» نهج متواصل، إذ سبق وأن زعمت الميليشيات الإرهابية في سبتمبر الماضي، سقوط 3 ألوية عسكرية تابعة لقوات التحالف العربي، وأسر الآلاف منها، وهذا ما تم نفيه من قبل مسؤولين يمنيين وقادة التحالف العربي، موضحين أن العملية التي أعلن عنها الحوثي حدثت قبل شهر ونصف، وفقدت فيها الجماعة الانقلابية نحو 700 عنصر من فرقة النخبة الحوثية.
انتصارات وهمية
وفي تصريح له، أوضح «عبد الكريم الأنسي» المحلل السياسي، المدير التنفيذي لمنظمة «اليمن أولًا»، أن مزاعم الحوثيين بشأن مقتل وإصابة ما يقرب من 8 آلاف من القوات السودانية الموجودة باليمن غير صحيحة، فهي نوع من الانتصارات الوهمية، إذ تعمل الجماعة الانقلابية على اللجوء للكذب؛ لرفع الروح المعنوية داخل جبهاتها المنهارة.
وأضاف «الأنسي» أن الميليشيا الانقلابية تحاول أن تظهر لمقاتليها أنها حققت انتصارات هائلة، وهو ما سيجعلها في موضع قوة عند إبرام الاتفاق السياسي (الذي لم يعلن عنه حتي الآن) بين الجماعة الانقلابية وبين الأطراف السياسية على الساحة اليمنية، وذلك بسبب الضغوط الدولية التي تطالب بحل الأزمة اليمنية سياسيا.
ولفت المحلل السياسي اليمني إلى أن ميليشيا الحوثي تهاجم القوات السودانية؛ لأنها القوة الأكثر أفرادًا ووجودًا بالساحل اليمني، كما استطاعت منذ وجودها باليمن إضعاف قوات الحوثي، وإلحاق المزيد من الخسائر بصفوفها، بجانب قوات التحالف العربي، وهو ما لا يريده الحوثيون ومن ثم يقومون بتأليب الرأي العام السوداني حتى يطالب من قياداته بسحب القوات من اليمن.