رغم الدعم القطري.. الاقتصاد التركي لا يزال «هشًا»

الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 10:09 ص
طباعة رغم الدعم القطري.. معاذ محمد
 
وجهت أنقرة الشكر إلى قطر، عقب الدور الذي لعبته الأخيرة في دعم الغزو التركي لشمال شرق سوريا، على الرغم من الإدانات الدولية والانتقادات اللاذعة التي وجهت إليها.



وقال مولود أوغلو، وزير الخارجية التركي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الأحد 3 نوفمبر 2019: «خلال لقائنا مع أمير قطر الشقيقة في الدوحة، بلغنا تحيات رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان.. نشكر قطر على دعمها» للعملية العسكرية.



وبحسب وكالة الأناضول التركية، فإن أمير قطر تميم بن حمد، عقد لقاء مع وزير الخارجية التركي في الدوحة، على هامش زيارة الأخير، في إطار التحضير للاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين.



والتقى «أوغلو» نظيره القطري محمد آل ثاني، الأحد 3 نوفمبر 2019، وبحثا العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك بين الجانبين.

الموقف القطري من «نبع السلام»


أثناء العملية العسكرية «نبع السلام»، التي نفذتها تركيا في الشمال السوري، بداية من 9 أكتوبر 2019، توالت الإدانات من الدول العربية والأوروبية كافة، غير أن الدوحة كان لها رأي آخر، فأعلن وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لها، عبر اتصال هاتفي مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول.

قطر تدعم اقتصاد تركيا


لم يحدد «أوغلو» نوع الدعم القطري لبلاده في عمليتها التي شنتها في الشمال السوري، غير أنه من المعروف أن الدوحة تضخ استثمارات في أنقرة من وقت لآخر، لإنقاذ الاقتصاد التركي.



ففي 15 أغسطس 2018، أعلنت السلطات القطرية والتركية، أن أمير قطر قرر دعم الاقتصاد التركي بـ15 مليار دولار، في صورة استثمارات جديدة وودائع وضمانات، خلال زيارته إلى أنقرة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الأخيرة وانهيار سعر الليرة مقابل الدولار الأمريكي.



وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، في بيان له آنذاك، إن «قطر ستستثمر 15 مليار دولار في أنقرة لأن الاقتصاد التركي يستند على أسس متينة»، مضيفًا أن بلاده «ستخرج أقوى من هذه المرحلة» وفقًا لما نقلته «الأناضول».

فشل الدعم القطري


وعلى الرغم من الدعم القطري، الذي تحدث عنه وزير الخارجية التركي، فإن وكالة «رويترز»، قالت في 15 أكتوبر 2019، إن الليرة التركية هوت في أعقاب التوغل العسكري التركي في سوريا، وأصبحت الأسوأ أداءً بين العملات الرئيسية في العالم في شهر أكتوبر.



كما أكدت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، أن ثلاثة بنوك حكومية في تركيا أقدمت على بيع مليار دولار، عقب أيام قليلة من غزو أنقرة للشمال السوري، لوقف ارتفاع الدولار أمام الليرة.



ووفقًا لمعهد الإحصاء التركي في تقريره السنوي، أغسطس 2019، فإن اقتصاد أنقرة يواصل النزيف، خصوصًا أن صادراتها بلغت 12.52 مليار دولار، وقفزت الواردات إلى 15.02 مليار دولار بارتفاع 1.5% مقارنة بأغسطس 2018.



وفي 23 سبتمبر 2019، أعلن صندوق النقد الدولي، أن تركيا لا تزال عرضة لمخاطر خارجية ومحلية، ومن الصعب تحقيق نمو قوي ومستدام إذا لم تنفذ الحكومة المزيد من الإصلاحات.



وبحسب وكالة رويترز، في تقرير لها سبتمبر 2019، فإن التضخم وأسعار الفائدة في تركيا، قفزا بعدما فقدت الليرة 30% من قيمتها العام الماضي، كما هبط الطلب المحلي بشدة، ما دفع الاقتصاد نحو الركود.




وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن تنفيذ العملية العسكرية «نبع السلام» في الشمال السوري، 9 أكتوبر 2019، لإنشاء ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»، لنقل اللاجئين السوريين إليها.



وتوصلت واشنطن وأنقرة إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في شمالي سوريا وإيقاف العملية العسكرية التركية لمدة 120 ساعة، لضمان انسحاب آمن لوحدات الشعب الكردية.



وفي 22 أكتوبر 2019، اتفقت روسيا وتركيا على تسيير دوريات مشتركة في شمال شرق سوريا، وانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية إلى ما بعد 30 كيلومترًا من الحدود التركية، ومغادرة بلدتي تل رفعت ومنبج.

شارك