لتحسين صورته.. أردوغان يدفع ملايين الدولارات لـ«ترامب» وشركات أمريكية
الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 10:11 ص
طباعة
أسماء البتاكوشي
لايتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إنفاق ملايين الدولارات لشركات اللوبي الأمريكية من أجل تحسين صورته، بعدما تلطخت سمعته بجرائم الفساد والرشوة التي ظهرت في عام 2013.
وتسلط دراسة أجراها الكاتب والصحفي الأمريكي «آدم كلاسفيلد» نشرها موقع «Courthouse News» الضوء على القوى الناعمة لتركيا وأنشطة اللوبي.
وتقول الدراسة إن جماعات الضغط الأمريكية والجمعيات الخيرية الموالية لـ«إدارة دونالد ترامب» تلقت الملايين من النظام التركي والشخصيات المرتبطة بها؛ من أجل تحسين صورة أردوغان في أوروبا.
وتعيد الدراسة إلى الأذهان بداية مبادرة الحكومة التركية لزيادة أنشطتها التي تهدف إلى تحسين وتلميع صورتها عام 2014.
وفي هذا التاريخ ظهرت تسجيلات صوتية لرئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان وهو يأمر فيها ابنه بلال بإخفاء مليارات الدولارات التي حصل عليها عن طريق غسيل أموال.
وأوضحت الدراسة أن تلك التسريبات تشير إلى خوف الرئيس التركي من قيام شرطة إسطنبول بمداهمة منازل ومواقع كبار المسؤولين في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، خاصة بعد اعتقال حليف أردوغان رضا زراب، تاجر الذهب الإيراني الأصل، بتهمة الفساد والرشوة.
واعتبر الكاتب «آدم كلاسفيلد» أن ظهور فضائح الفساد والرشوة في عام 2014 شكّل ضربة لسمعة وصورة أردوغان؛ حيث إن جماعات الضغط الأمريكية المرتبطة به تقوم بالدعاية لصالحه، مظهرةً إياه أنه زعيم سياسي يجمع في حكومته المعايير الإسلامية والديمقراطية في وقت واحد.
وبعد 3 سنوات من ظهور فضائح الفساد والرشوة، وخروج رضا زراب من السجن في تركيا بتدخل من أردوغان، ألقت السلطات الأمريكية القبض عليه أثناء زيارته للولايات المتحدة، وفتحت محكمة اتحادية في نيويورك تحقيقات بحقه بتهمة تأسيس شبكة فساد وغسيل أموال دولية؛ لاختراق العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
ثم علقت الدراسة أن هذا التطور دفع أردوغان إلى بذل ما في وسعه للهروب من تهم الفساد والرشوة، وخرق العقوبات الأمريكية؛ من خلال ممارسة ضغوط كبيرة بمساعدة من إدارة ترامب ومحاميه رودي جولياني.
وقال «آدم كلاسفيلد»: إن شركة «Courthouse News» درست قاعدة بيانات جماعات الضغط الخارجية لوزارة العدل؛ لتحديد أكبر 5 متلقين للأموال المرتبطة بالحكومة التركية بين عامي 2014 و 2018.
وتابع «كلاسفيلد» إن أول 5 مجموعات وشركات اللوبي التي عملت لصالح الحكومة التركية هي «Amsterdam & Partners» و«Ballard Partners» و«Gephardt Group» و«Greenberg Traurig» و«Mercury Public Affairs»، مشيرًا أن جميعها لها علاقات قوية مع إدارة ترامب.
وقالت الدراسة: إن ميزانية هذه الشركات تضاعفت من 1.7 مليون دولار في عام 2014 إلى أكثر من 7.3 مليون دولار في عام 2018.
بالإضافة إلى تضاعف ميزانيات الجمعيات الخيرية الموالية لتركيا المرتبطة بكل من أردوغان وترامب خلال هذه الفترة.
الأمر الذي يكشف أن الرئيس التركي أنفق من أموال الدولة نحو 6 ملايين دولار؛ لتلميع صورته بعدما تلطخ عقب ارتكابه جرائم فساد ورشوة مع شريكه الإيراني رضا زراب الذي كشفت الوثائق التي سربتها المعارضة التركية في عام 2017 أنه جاسوس يعمل لصالح إيران.
ويقول «محمد حامد» الباحث في الشأن التركي إن أردوغان حرص على تشكيل جماعات ضغط؛ من أجل الترويج لسياساته وتحقيق أهداف ومؤامرات معينة، خاصة في ما يتعلق بملاحقة خصومه ومعارضيه فتح الله جولن الذي يعيش في الولايات المتحدة، وتتهمه أنقرة بالوقوف وراء مسرحية الانقلاب المزعوم منذ منتصف 2016.
وتابع «حامد» في تصريح لـه: أن السجلات التي تم الكشف عنها بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، أظهر أن مدفوعات تركيا تأتي مع وصول وفد رفيع المستوى إلى وزارة الخارجية، ووزارة الخزانة والبيت الأبيض.
وأكد أن أردوغان فقد شرعيته في بلاده لذلك يسعى جاهدًا؛ من أجل شرائها في الولايات المتحدة.