أردوغان يقمع معارضيه.. إقالة رئيس بلدية كردية منتخب

الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 06:47 م
طباعة أردوغان يقمع معارضيه.. أحمد سامي عبدالفتاح
 
أصدرت الداخلية التركية، قرارًا الجمعة، 1 نوفمبر 2019، بتعيين محمد خالص آيدن رئيسًا لبلدية سراي التابعة لبلدية مدينة فان الكبري، ليرتفع بذلك عدد البلديات المصادرة من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إلى 14 في انتهاك واضح لحقوق الإنسان وللمبادئ الديمقراطية.
يذكر أن الداخلية التركية، أصدرت في 29 أكتوبر الماضي قرارًا يقضي بعزل رئيس بلدية جزرة بمدينة شرناق التابع لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، محمد زيريغ، وتعيين داود سنجان أوغلو وصيًّا على البلدية خلفًا لـ«زيريغ» الذي تتواصل بحقه تحقيقات بتهمة الإرهاب.
على صعيد آخر، قامت السلطات التركية بتعيين وصاة على بلديات هكاري ويوكسوفا، في حين تم تعيين ولاة على بلديات كايابينار وبسميل وكوجاكوي في دياربكر وبلدة أرجيش في مدينة فان.
وبدا من الواضح أن حزب العدالة والتنمية يتجاهل تمامًا الاستحقاقات الانتخابية التي أقرها الشعب خلال الانتخابات البلدية التي عقدت قبل عدة أشهر خلال العام الحالي.
ويبرر النظام الحاكم قراراته بأنها محاولة لوقف تمويل التنظيمات الإرهابية كما قال وزير الداخلية، سليمان صويلو، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول الأسبوع الماضي.
بدوره، صعّد حزب الشعوب الديمقراطي من لهجته ضد الحزب الحاكم متهمًا إياه باستخدام الديمقراطية كوسيلة للوصول إلى الحكم.
وأصدر المجلس الأوروبي الأسبوع المنصرم، بيانًا يدين فيه إجراءات الداخلية التركية متهمًا إياها بتجاهل الخيار الشعبي ومصادرة الحقوق السياسية، فيما لم يصدر ردٌّ من الداخلية التركية حتى الآن.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على هذه المناطق، ولذلك كثفت تركيا من الإجراءات التقييدية المفروضة على البلديات بحجة منع وصول التمويل الذي تقدمه هذه البلديات للمنظمات الكردية – بحسب الداخلية التركية.
على صعيد آخر، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا الجمعة 1 نوفمبر 2019، تدين فيه الإجراءات التعسفية التركية بحق المواطنين الأكراد، حيث قالت المنظمة: إن السلطات التركية استغلت ما يطلق عليه «نبع السلام» من أجل اعتقال المواطنين المعارضين من الأكراد بحجة دعم المنظمات الإرهابية ونشر أفكار مغلوطة عن أداء الجيش في سوريا.
وجاء في التقرير أن المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون التركي نشر تحذيرًا في اليوم التالي لبدء العملية العسكرية على سوريا وقال فيه: «لن نتهاون ولن نتسامح مع أي منشورات قد تؤثر سلبًا على الروح المعنوية للأمة التركية والجيش التركي، والتي قد توجه مواطنينا بشكل خاطئ من خلال معلومات خاطئة أو كاذبة أو ناقصة تخدم مصالح وأهداف الإرهاب».
من جانبه، أكد الباحث المتخصص في الشأن التركي، محمد حامد، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستغل تنفيذ الجيش بغزو الأجزاء الشمالية من الأراضي السورية في تحقيق نصر داخلي على حساب حزب الشعوب من خلال اعتقال الموالين له بدعوى معارضتهم للعملية العسكرية.
وأضاف في تصريحاته أن حزب العدالة والتنمية يتبع هذه السياسة منذ 2016 حينما نفذت تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا، مستغلًا هذا الوضع من أجل إعادة الانتخابات وتعبئة النزعة القومية، الأمر الذي سمح له بالبقاء في السلطة حتى الآن.

شارك