تقرير دولي: المخابرات الأمريكية مهدت الطريق لـ«البغدادي» وتلقي الدعم من تركيا

الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 06:51 م
طباعة تقرير دولي: المخابرات معاذ محمد
 
نشر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ومقره برلين، الأحد 3 نوفمبر 2019، تقريرًا بعنوان: «جهاديون ارتبطوا بأجهزة استخبارات غربية»، ناقش خلاله علاقة «أبوبكر البغدادي»، زعيم تنظيم داعش السابق، بالمخابرات الأمريكية، ودعم المخابرات التركية له.

أمريكا صنعت «البغدادي»
وأشار التقرير، إلى وجود علاقة بين «البغدادي» والولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أن ضباط سابقين في المخابرات المركزية عملوا في سجون أمريكا بالعراق، وكشفوا عن كيفية نشأة تنظيم داعش.
وأوضح التقرير، الذي أعدته وحدة التقارير والدراسات بالمركز، نقلًا عن الضباط، أنه في فبراير 2004، ألقت القوات الأمريكية القبض على «البغدادى»، وتم اقتياده إلى سجن بوكا، واعتبرته المخابرات حينها صيدًا ثمينًا بسبب شخصيته ومهارته فى جذب الأتباع، وقدرت له تعاونه معها في الكشف عن أحد التنظيمات المسلحة التى قتلت عددًا كبيرًا من قوات واشنطن.
ونقل التقرير، عن الضباط السابقين قولهم: إن أبا بكر البغدادي حظي في السجن باحترام الجيش الأمريكي، والتقى الكثير من قيادات الجماعة «أهل السنة والجماعة المسلحة»، ببعضهم البعض، مضيفين أن هذا الأمر شكل فترة مهمة في مشوار تطور «داعش» وبلوغها ما هى عليه الآن.
وأضاف المركز الأوروبي، أن واشنطن تخلت عن «البغدادى» ومجموعته مع تدهور وضع تنظيم القاعدة وتلاشى تأثيره على القوات الأمريكية، وأهملتهم سواء من كان منهم خارج سجن بوكا أو داخله، ما جعل زعيم تنظيم داعش السابق يغير موقفه من الأمريكيين ليصبح أكثر كراهية ومقتًا لهم .
كما نقل المركز عن المحلل أندريه أونتيكو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، قوله: إن «البغدادي متعاون بشكل أو بآخر مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية»، مشيرًا إلى أنه مكث في السجن حتى عام 2009، وتم تسليمه إلى السلطات العراقية التي أطلقت سراحه لاحقًا، مضيفًا أنه بدأ على الفور في تنظيم صفوف جماعة «داعش».

تركيا تدعم «البغدادي»
في السياق ذاته، أوضح تقرير المركز، أن «داعش» منذ ظهوره أواخر عام 2014، تلقى الدعم المالي واللوجيستي من السلطات التركية، مشددًا على أن التنظيم أصبح الذراع التركية فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف المركز في تقريره، أن المخابرات التركية وجهت «داعش» في بداية عام 2014 للانفصال عن تنظيم القاعدة، وإنشاء معاقل رئيسية له في الأراضى السورية والعراقية.
وبحسب المركز، فإن هناك معسكرًا لـ«داعش» في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا لتدريب المسلحين، ونقلهم فيما بعد إلى سوريا والعراق للقتال، بالإضافة إلى امتلاك التنظيم مكتبًا غير رسمى في مدينة إسطنبول بشمال غربي أنقرة، تنظم من خلاله عمليات دعم وإمداد في سوريا والعراق بالعناصر الأجنبية.
وشدد التقرير، على ضرورة تكثيف التحالف الدولى عملياته ضد تنظيم «داعش»، وتشكيل فرق من الخبراء والمعنيين للبحث وبالتفصيل في الثغرات الأمنية، وضمان تبادل أفضل للمعلومات بين وكالات إنفاذ القانون المختلفة، وتحديد مواطن الخلل في عمليات تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية، بالإضافة إلى مكافحة وحذف المواد الدعائية للتنظيم، والتي تحض على استقطاب وتجنيد الشباب.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في كلمة ألقاها الأحد 27 أكتوبر 2019، مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي «أبوبكر البغدادي»، في عملية عسكرية نفذتها القوات الأمريكية، في إدلب شمال سوريا، بعدما فجر سترة ناسفة في نفسه؛ خوفًا من إلقاء القبض عليه.
واعترف تنظيم «داعش» الإرهابي، الخميس 31 أكتوبر 2019، بمقتل «أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم، وأبي الحسن المهاجر، الرجل الثاني به».
كما أعلن التنظيم عن تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خليفة لـ«البغدادي»، وأبي حمزة القرشي، متحدثًا باسمه، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز، عن نسخة صوتية من وسائل إعلام تابعة لـ«داعش».

شارك