«موزمبيق».. الفرع الداعشي الصاعد في أفريقيا
الإثنين 04/نوفمبر/2019 - 09:44 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
مُنيت «موزمبيق» خلال أقل من 48 ساعة بعمليتين إرهابيتين أسقطتا 15 قتيلاً وعشرات المصابين، ففي الأول من نوفمبر 2019، هاجمت مجموعة من المسلحين الراديكاليين الإسلامويين إحدى الشاحنات المارة بمقاطعة كابو ديلجادو شمال البلاد، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص.
وفي اليوم التالى 2 نوفمبر، تكرر ذات الحادث بنفس تفاصيله وبنفس المنطقة أيضًا، ليقع خمسة أشخاص ضحايا إلى جانب إصابة العديد، وقيام المهاجمين بسرقة محتويات الشاحنتين وركابهما وسكان المناطق الأقرب لقرية "مباو" التي شهدت الواقعتين.
من جانبها أعلنت السلطات الحكومية إرسال تعزيزات عسكرية للمنطقة، مؤكدة مقتل تسعة مسلحين في قتال مع قوات الجيش.
تأسيس داعشي
بدأ اسم موزمبيق فى التردد بالآفاق الإرهابية منذ إعلان تنظيم "داعش" على قناته على موقع التواصل الاجتماعي "تليجرام"، مطلع يونيو 2018 عن تأسيس فرع له في البلاد، ويتجه المحللون في الأغلب إلى الدفع بأن هذا الفرع نشأ من رحم مجموعة إرهابية داخلية تطلق على نفسها اسم الشباب أو «ASWJ».
وانطلقت هذه المجموعة الموالية لـ"داعش" في طريقها نحو الهجمات الإرهابية منذ 2017 عندما تبنت إحدى الهجمات على مقرات عسكرية في البلاد، وفي مايو 2018 قامت بقطع رؤوس عدد من السكان بشمال البلاد.
ويبدو أن تكتيك قطع الرؤوس الذي عززته الوحشية الداعشية هو أبرز الاستراتيجيات التي تستخدمها الجماعة الإقليمية، ففي 10 أكتوبر 2019 كشفت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية عن مقتل روسيين اثنين يعملان لدى إحدى الشركات الأمنية الخاصة، وقام التنظيم بذبحهما وقطع رؤوسهما.
وطبقًا للموقع البحثي "ورلد داتا" فإن العمليات الإرهابية في البلاد بدأت في التزايد بين عامي 2012 و2016 إذ شهدت مدينة "سوفالا" بشمال البلاد ما يقرب من 59 هجومًا دمويًّا، وبعد الإعلان الداعشي عن فرعه بالبلاد استمرت الهجمات في الزيادة.
أسباب وتداعيات
من جانبها أوردت مؤسسة "راند" للأبحاث السياسية الأمريكية ورقة بحثية عن الأسباب التي من المحتمل أن تجعل «موزمبيق» تحتضن الفرع الثاني لجماعة "بوكو حرام" الارهابية النيجيرية، إذ لفتت إلى أن وجود آبار للمعادن النفطية والغاز بشمال البلاد سيكون متغيرًا مهمًا في جعل المنطقة أيقونة للصراع الداخلي والاقتتال.
كما أشارت إلى أن تعامل الحكومة مع ملف الإرهاب بشكل عسكري وأمني فقط سيؤجج المشكلة وسيفاقمها، فالعنف المفرط الذي تتعامل به الأجهزة المعنية مع الشعب سيفقد الشباب ــــ وفقًا للدراسة ـــــ بعضًا من انتمائهم الوطني وسيجعلهم ينخرطون في دوائر دينية أخرى للتعبير عن غضبهم .