موقع أمريكي: تصفية القادة ليست الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب
الثلاثاء 05/نوفمبر/2019 - 10:08 ص
طباعة
معاذ محمد
نشر موقع «ذا ميديا لاين» الأمريكي، الإثنين 4 نوفمبر 2019، تقريرًا بعنوان: «يجب أن تتجاوز استراتيجية محاربة الإرهاب القضاء على القادة»، تحدث فيه عن تعامل الولايات المتحدة مع الإرهاب، مؤكدًا على ضرورة تبنى استراتيجية أعمق وأشد تأثيرًا في هذا الأمر.
فشل الاستراتيجية الأمريكية
شدد التقرير، على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب، ودراسة العوامل التي تدفع الناس إلى التطرف، وتساعد في تعبئة الشباب المغتربين الساخطين، مشيرًا إلى أن عملية مقتل أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش أمر مهم، إلا أن استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، مازالت مستمرة في الفشل.
ونقل الموقع عن كينيث بوب، أحد الباحثين في شؤون الاستخبارات بجامعة ميسيسبي، قوله: «إذا كان هناك شخص يختبئ في نفق مع أطفال، فهو بالتأكيد لم يعد يدير منظمة إرهابية عالمية»، مشيرًا إلى المكان الذي وُجد فيه «البغدادي» وقت العملية.
وبحسب التقرير، فإنه تم استخدام الصور في عملية مقتل «البغدادي»؛ لإضعاف معنويات «داعش»، حتى يفكر المجندين المحتملين في التنظيم الإرهابي مرتين قبل الانضمام، مشددًا على ضرورة الحد من استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.
ونقل الموقع، عن محلل سابق في المخابرات البحرية الأمريكية، قوله: إن طريقة وفاة أبي بكر البغدادي تبعث برسالة قوية مفادها: «أنه حتى القائد كان على استعداد؛ للتخلي عن نفس الطريق».
التنظيم لا ينتهي
من جهتها، قالت الدكتورة ميا بلوم، أستاذة الاتصالات والدراسات الشرق أوسطية في جامعة ولاية جورجيا: إن الناس يشعرون بالتحسن عندما يتم اغتيال قائد إرهابي، مضيفةً: «لكن الأيديولوجية قد انتشرت في آسيا وإفريقيا مع مجموعات تابعة»، مشددةً على أن مقتل «البغدادي»، لا يعني نهاية التنظيم.
وشددت «بلوم» على أن «داعش» لا يزال مهمًا، خصوصًا أنه تمكن من السيطرة على الأراضي لبعض الوقت، وأظهرت مدى سرعة تمكنها من السيطرة على العراق، مشيرةً إلى أن أمريكا والعديد من الدول خاضوا ما يسمى الحرب على الإرهاب، منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، ولا توجد نهاية في الأفق.
وأوضحت أستاذة الاتصالات والدراسات الشرق أوسطية لـ«ميديا لاين»، أن أمريكا ليس لديها بالفعل سياسة في الشرق الأوسط»، مشيرةً إلى أن الكثير من ردود الأفعال يكون فقط عبر« تغريدة »، وليس من خلال وزارة خارجية متماسكة، مشددة على أن ضرورة تبني واشنطن استراتيجية أوسع لمكافحة الإرهاب.
ورأى الدكتور إميل ناكله، مدير معهد سياسة الأمن القومي والعالمي بجامعة نيو مكسيكو، أن مقتل «البغدادي» جزء من ثلاثية نجاحات، بدأت بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أبي مصعب الزرقاوي في العراق عام 2006، وأسامة بن لادن في باكستان عام 2011، غير أنه شدد في تصريحاته لـ«ميديا لاين» على ضرورة تطوير الولايات المتحدة استراتيجيتها؛ لتكون أعمق وأكثر فعالية، متابعًا: «لم نعالج الأسباب الجذرية للإرهاب، والعوامل التي تدفع الناس إلى التطرف وتساعد في تعبئة الشباب».
التصفية ليست حلًا وحيدًا
وأشار التقرير الأمريكي، إلى أن نهج تصفية الشخصيات البارزة لعمليات القتل فعالًا، غير أنه ليس الحل النهائي، مشددًا على أن القلق ليس من «داعش» فقط، وإنما التوحيد بين الجماعات الإرهابية الأخرى «طالبان وبوكو حرام» على وجه التحديد.
وأكد تقرير «ميديا لاين»، أنه على الرغم من أن مقتل «البغدادي» هي ضربة نفسية لـ«داعش»، إلا أنها في الواقع لن تؤثر على الجانب التشغيلي لشبكاتها، مضيفًا: «ستستمر خطط الإرهاب، بغض النظر عما إذا كان القائد حيًّا أم ميتًا».