نيران الغضب العراقي ضد تدخلات إيران وأذرعها الفاسدة
الثلاثاء 05/نوفمبر/2019 - 01:46 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
بغداد حرة حرة.. إيران برا برا" ذات الهتاف تسمع أصدائه في مختلف المدن العراقية من كربلاء إلى البصرة حتى ساحة التحرير في بغداد، موقف شعبي وحدته قبضة طهران وهيمنتها على اقتصاد ومقدرات بلاد الرافدين.
يذكر أن الهتافات ضد النفوذ الإيراني في العراق بدأت في سبتمبر 2018 حين اندلعت احتجاجات واسعة بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وحمل المتظاهرون طهران والأحزاب التابعة لها مسئولية الفساد المستشري في البلاد، لينطلق المحتجون في البصرة ويقتحموا القنصلية الإيرانية، وأحرقوا المبنى ورفعوا العلم العراقي فوقه.
وتكرر المشهد الأحد 3 نوفمبر 2019 في كربلاء أحد ميادين سيطرة إيران، حيث أقدم المتظاهرون على رشق مبنى القنصلية الإيرانية بالحجارة بعد أن حاصروها من جميع الجهات، وأضرموا النيران في أحد جدرانها، واشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين وسقط 3 قتلى منهم، ورفع المحتجون العلم العراقي فوق جدار القنصلية وهتفوا بشعارات مناوئة لإيران وتدخلها في الشأن العراقي.
وشهدت مدينة كربلاء مظاهرات دامية بلغت حد تمزيق صور المرشد الإيراني علي خامنئي ورفع شعارات ضد قائد فيلق القدس قاسم سليماني، كما أحرق المتظاهرون مقرات أحزاب عدة موالية لإيران من بينها منظمة بدر وتيار الحكمة وحزب الفضيلة وعصائب أهل الحق وحركة النجباء.
فيما انتشرت صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمحتجين يمسحون اسم شارع "الخميني" في محافظة النجف ويستبدلونه بـ"شهداء ثورة تشرين".
وخلال أكتوبر الماضي ردد المتظاهرون في بغداد والمحافظات الجنوبية هتافات رافضة للتغلغل الإيراني الصارخ في شؤون البلاد الداخلية.
وبحسب المراقبين فإن انتقاد السياسات الإيرانية في ساحة التحرير أو في أحياء العاصمة قد يكون أمرًا طبيعيًا، كما هو الحال عند انتقاد بعض الأطراف الدولية، لكن أن تخرج تظاهرات حاشدة ومخصصة لانتقاد المرشد العام الإيراني، وعراب سياساته في العراق قاسم سليماني فهذا أمر غير طبيعي، حركته انتقادات خامنئي للتظاهرات الشعبية في العراق وتدخله في الشؤون الداخلية لإرادة التغيير لدى العراقيين المنتفضين على سطوة إيران.
عملت طهران بحسب المتظاهرين طيلة 16 عامًا على استغلال الاقتصاد العراقي، ومنعت عودة تشغيل المصانع العراقية الكبرى، وسعت لضرب الثروة السمكية وزيادة الإطلاقات الملحية في مياه شط العرب من أجل الإضرار بالحياة الزراعية في محافظات جنوب العراق.
ووفق تقارير اقتصادية يواجه العراق أزمات اقتصادية ومعيشية عميقة رغم امتلاكه ثروات ضخمة، ويلقي العراقيون باللوم على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، إضافة إلى هيمنة إيران وميليشياتها على اقتصاد بغداد.
وبحسب الأرقام الرسمية الإيرانية بلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران عام 2018 نحو 8 مليارات دولار، فيما تقدر مصادر أخرى أنه بلغ 12 مليار دولار، وتسعى طهران لرفع المبلغ إلى 20 مليار دولار سنويًا.
ويشتري العراق من إيران 1300 ميجاواط كهرباء من إيران وكذلك الغاز لتشغيل محطاته مما وضعه أمام سداد فاتورة بنحو ملياري دولار.
ووفق أرقام صادرة عن وزارة التخطيط العراقية احتلت إيران المرتبة الخامسة في قائمة المصدرين الرئيسيين للعراق في العام 2016، فيما احتلت المرتبة الأولى في العام 2018.
وخلال السنوات القليلة الماضية أغرقت السوق العراقية بالبضائع المستوردة من إيران بسبب رخص أسعارها، وشملت تلك البضائع خضروات ومنتجات ألبان وسلع وأجهزة كهربائية وسيارات ومواد البناء.
وأدى تنامي العمالة الإيرانية لارتفاع نسبة البطالة في العراق، وارتفع عدد العاملين الإيرانيين في البلاد بشكل لافت خلال العامين الماضيين خاصة بعد تردي الأوضاع الاقتصادية نتيجة العقوبات الأمريكية على إيران.
ويرى المتابعين للشأن العراقية أن إيران تبذل جهودًا لتعزيز نفوذها داخل مفاصل العراق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويتضح الدور السلبي لهذه اللعبة في الاستحواذ على الأسواق والاستثمارات في عمليات أشبه بالنهب الممنهج لثروات العراق.