متظاهرو العراق يحرقون رموز وبضائع الملالي
الثلاثاء 05/نوفمبر/2019 - 02:00 م
طباعة
روبير الفارس
تغير اسم شارع الخميني بالعراق وإحراق القنصلية الإيرانية في كربلاء ومقاطعة البضائع الايرانية مظاهر واضحه كالشمس لغضب العراقيين من نفوذ ايران بل واحتلالها لوطنهم وبحسب صحيفة اندبندنت عربية، إذ أن المدينة تغلي ضد نفوذ طهران منذ بدء الاحتجاجات مطلع أكتوبر الماضي.
غضب كربلائي
قالت الصحيفة إن كربلاء بدا عليها الغضب الكبير ضد النفوذ الإيراني، عندما خرج الآلاف من سكانها يومي الجمعة والسبت، ليهتفوا ضد تدخلات الحرس الثوري وجرائمه في العراق. يقول سكان كربلاء إن الإيرانيين يسيطرون على مدينتهم، مستغلين الجانب الديني، حيث يقصدها ملايين “الزوار” سنوياً، من داخل البلاد وخارجها، لأداء مراسم الزبارة.
إيران تحتكر الاقتصاد المحلي
على سبيل المثال، تحتكر شركات إيرانية عملية نقل مئات آلاف الإيرانيين سنوياً للزيارات في كربلاء، وتحتكر كذلك عملية إسكانهم وإطعامهم عبر فنادق ومطاعم تملكها في المدينة، التي تقتصر فوائد أبنائها على العمل أجراء يوميين في هذه الشركات التي تقع مقراتها في طهران وقم.
وحاولت القوات المكلفة حماية القنصلية تفريق المحتجين عبر قنابل الغاز والهراوات، لكن عدد المتظاهرين الكبير عرقل الجهود الأمنية، وتسبب العنف الحكومي للمتظاهرني السلميين أمام القنصلية بسقوط 6 قتلى وإصابة العشرات.
وأضافت الصحيفة، أنه وبعدما أيقن المتظاهرون عجز قوات مكافحة الشغب عن مجاراتهم، ارتقى عدد منهم جدران القنصلية، ورفعوا العلم العراقي بعدما أنزلوا العلم الإيراني من موقعه. وبعد لحظات اندلعت النيران داخل القنصلية. وبينما كانت ألسنة النيران تظهر من خلف الجدران الكونكريتية التي تطوق مبنى القنصلية، أطلق عدد من المحتجين الألعاب النارية في سماء المدينة من مكان قريب، احتفالاً بهذه العملية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن ثلاثة شبان سقطوا لحظة إضرام النار في القنصلية الإيرانية، من دون كشف ملابسات مقتلهم، لكن نشطاء أكدوا على أنهم تعرضوا لرصاص حي من داخل القنصلية وخارجها، لحظة احتراقها. وهذه هي القنصلية الإيرانية الثانية التي تتعرض للحرق في العراق، بعد قنصلية البصرة خلال تظاهرات العام الماضي.
من جانبه قال الكاتب “شاهو القرة داغي”، إن إيران تمنع تشكيل وتسيير القرار السياسي داخل العراق والبلدان التي تسيطر عليها، وتؤسس الجهات المسلحة التي تعدد الولاءات وتعدد الأطراف، وبالتالي عندما تقع احتجاجات أو تظاهرات خرج الأوضاع عن سيطرة الوجود الإيراني، تكون هناك ميليشيات وقوات أمن وأطراف تحمل السلاح خارج الدولة.
واضاف قائلا وتميزت الانتفاضة بشكل آخر، لأنها جاءت بمطالب وطنية صرفة، ولم تكن تمثل مكون معين، بل كانت تمثل العراقيين جميعا، وحملت الهوية العراقية، كما أن الخطاب في التظاهرات الحالية هو خطاب وطني بامتياز، ولم يكن هناك خطاب طائفي أو فشوي، ولم تركب موجتها تيارات سياسية أو أحزاب.
وعن الوعي الكبير الذي تشهده تظاهرات اليوم، قال ، أن “هناك درجة عالية من الوعي وصل إليه شباب العراق، وهو رفض التدخلات الخارجية، وكان هناك شعارات تطالب بإنهاء النفوذ الإيراني في البلاد
كما أطلق الشعب العراقي حملة لمقاطعة بضائع النظام الإيراني في أسواق البلاد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأطلق النشطاء هاشتاج تحت عنوان "خليها تخيس" و بهذا الشكل دعوا العراقيين لمقاطعة أي نوع من أنواع المنتجات التي كتب عليها إيران..
وذكر نشطاء على صفحاتهم على التويتر بأن أحد أهداف هذه الحملة هو معاقبة طهران والضغط الاقتصادي عليهم من أجل وقف تدخلاتها في العراق.
كما تهدف الحملة إلى تشجيع العراقيين على شراء المنتجات المحلية لتنشيط الاقتصاد العراقي المدمر.
هذا في الوقت الذي أصبحت فيه انتفاضة الشعب العراقي أكثر انتشارًا ضد نظام الملالي وتدخله في الشؤون الداخلية العراقية يوماً بعد يوم، وقد نادى الشعب بشعارات في بغداد وكربلاء والبصرة علنًا ضد خامنئي، الولي الفقيه لنظام الملالي وقاسم سليماني، قائد قوة القدس الإرهابية في الأيام الأخيرة.
وقام المتظاهرون الغاضبون بإنزال وحرق راية النظام وصور خامنئي وقاسم سليماني.
في الأيام الأخيرة، كان هناك المزيد من الأخبار حول الدور المباشر لنظام الملالي ودور قاسم سليماني في قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
خلال السنوات الماضية، كان السوق العراقي مليئًا بالمنتجات المستوردة من البلد المجاور للعراق، لكن المنتجات الإيرانية كانت تحتل أعلى معدل من الواردات بسبب جودتها المتدنية وسعرها المنخفض.
بين مارس 2018 و 2019 ، قام النظام الإيراني بتصدير ما يقرب من 9 مليارات دولار إلى العراق، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية تسنيم.
وتشمل العناصر المستوردة من إيران كل شيء تقريبًا بدءًا من السيارات إلى المنتجات البلاستيكية ومواد البناء وحتى الخضار ومنتجات الألبان.
وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، في عام 2017، كانت 20 ٪ من صادرات إيران إلى العراق تتكون من البلاستيك ، و 8 ٪ للأغذية ، و 6 ٪ للفواكه ومنتجات الفواكه.
وتأتي حملة "خليها تخيس" وسط موجة من الغضب المتزايد في العراق والاحتجاجات ضد تدخل النظام الإيراني وزيادة تشكيل الميليشيات التابعة لطهران.
وكتب المستخدمون العراقيون على موقع التواصل الاجتماعي، "لا تشتري أي بضاعة إيرانية من السوق ، فلنبدأ الوقوف ضد إيران من الآن، لأن العراق هو البلد الوحيد الذي يستورد من إيران أكثر من الجميع".
وتشهد مدن العراق الوسطى والجنوبية حراك شعبي اندلعت شرارته مطلع تشرين الأول الماضي، مطالبين بإسقاط النظام وطرد الأخزاب، وإنهاء الهيمنة الإيرانية للعراق.
وردت الحكومة على المتظاهرين السلميين بالعنف المفرط، والذي أوقع أكثر من 260 قتيلًا وإصابة نحو 12 ألف آخرين، منذ اندلاع الاحتجاجات.