بنفي اقتحام سفارتها.. إيران تنفصل عن الواقع والعراقيون يكملون ثورتهم

الثلاثاء 05/نوفمبر/2019 - 07:40 م
طباعة بنفي اقتحام سفارتها.. نورا بنداري
 
في الوقت الذي يواصل فيه العراقيون تظاهراتهم ضد التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون بلدهم، نجد إيران ترفض بشدة لما يحدث في بغداد، لأنها تعلم أن نجاح الثورة العراقية سيؤدي إلى إنهاء دور نظام الملالي في العراق، وهو ما لا يريده هذه النظام.

رفض عراقي
وفي إطار التظاهرات الرافضة للدور الإيراني، توافد بعض المتظاهرين إلى القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء للتعبير عن رفضهم وغضبهم من الوجود الإيراني في  العراق، ومحاولات طهران استخدام أساليب قمعية لإيقاف التظاهرات العراقية، ورفع المتظاهرون علم بلادهم على حائط القنصلية الإيرانية، وقُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 19 عندما حاصر محتجون القنصلية الإيرانية في كربلاء، وفقًا لما أعلنته وسائل الإعلام العراقية.
وفي بيان حكومي من طهران أذاع التلفزيون الرسمي الإيراني  بيانًا الثلاثاء 5 نوفمبر 2019، نفى فيه أن تكون السفارة الإيرانية ببغداد قد تعرضت لهجوم من قبل المتظاهرين العراقيين، وموضحًا عن مسؤولين في السفارة الإيرانية قولهم إن قوات خاصة من مكافحة الإرهاب، وكذلك قوات مكافحة الشغب توجد أمام السفارة الإيرانية في بغداد، وأن التقارير الإعلامية التي تفيد بأن السفارة الإيرانية في بغداد قد تعرضت للهجوم لا صحة لها، لأن الأمن موجود حول السفارة.

تخوف إيراني
أوضح «أحمد قبال» الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح له،أن نفي النظام الإيراني وتلفزيونه الرسمي لتعرض السفارة الإيرانية لهجوم من جانب المتظاهرين العراقيين، وأن التقارير التي نقلت ذلك غير صحيحة، يتفق تماما مع نهج النظام الإيراني وإعلامه عندما يتعلق الأمر بتمرير رسائل إلى الرأي العام الداخلي، حتى وإن تعمد الكذب وتزييف الحقائق.
وأكد «قبال» أن تعرض السفارة الإيرانية ببغداد مؤخرًا لهجوم من قبل المتظاهرين العراقيين، يعيد إلى الأذهان والرأي العام الإيراني ذكرى احتلال السفارة الأمريكية في طهران في أعقاب الثورة الإيرانية، والتي اعتبرها الإيرانيون وكرًا للجاسوسية ونشر الفساد داخل إيران على مدى عقود من حكم النظام البهلوي، وهي الواقعة التي اعترف بها المسئولون العراقيون.
ولفت الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن نفي الإعلام الإيراني لحادث السفارة الإيرانية في العراق، يعكس في الوقت ذاته تخوف السلطات الإيرانية من اندلاع مظاهرات داخل الشارع الإيراني بالتزامن مع تفاقم الأزمات الاقتصادية ومعاناة المواطن البسيط في ظل سياسات النظام وتداعيات العقوبات الأمريكية المتتالية ضد إيران، إذا أخذنا في الاعتبار أن العديد من المحللين يلقون باللائمة على النظام الإيراني وسياساته الإقليمية ويرون أنها تسببت في تشويه صورة إيران على الصعيد الإقليمي والدولي وصولًا إلى الاستهانة بعلم إيران وسفارتها في العراق وأن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة أحد تداعيات وسلبيات تلك السياسة. 

شارك