بعد هجوم مالي.. وزير الجيوش الفرنسية في زيارة عسكرية لمنطقة الساحل
الثلاثاء 05/نوفمبر/2019 - 07:45 م
طباعة
أحمد عادل
استقبل رئيس تشاد إدريس ديبي إتنو، الاثنين 4 نوفمبر 2019، وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، في القصر الرئاسي بالعاصمة "إنجامينا"، والزيارة تأتي في إطار جولة تشمل مجموعة دولة الساحل والصحراء الإفريقي، خاصة تشاد ومالي، وذلك بعد هجوم تنظيم داعش الإرهابي الجمعة 2 نوفمبر 2019، في شمال شرقي مالي بالقرب من حدود النيجر في اليوم التالي لهجوم في نفس المنطقة على قاعدة عسكرية في مالي. وذلك بعد مقتل أحد الجنود الفرنسيين في هجوم استهدف أحد التمركزات العسكرية بشمال مالي غرب أفريقيا.
وبحسب موقع راديو "أفريقيا 1"، قالت الوزيرة الفرنسية: إن هذه الزيارة تأتي في سياق أمني، حيث زادت الصعوبات في خلال الفترة الأخيرة على قوات برخان الفرنسية الموجودة في منطقة الساحل والصحراء.
الدعم الفرنسي وتقدم الـ G5"
وخلال الاجتماع، تطرق الطرفان، إلي التقدم الذي أحرزته قوة الساحل الخمسة المشتركة المعروفة بـ"G5"، حيث كانت هناك عملية في الجزء الشمالي من الساحل تم تنفيذها في شهر أكتوبر 2019، التي سمحت باكتشاف أسلحة لدي العناصر المسلحة ومصادرتها.
وأكدت فلورانس بارلي، للرئيس ديبي، ضرورة مواصلة دعم هذه القوة المشتركة التي تمر بمرحلة تقدمية في العملية، كما ناقشا أيضًا المعركة ضد جماعة بوكو حرام حول بحيرة تشاد، والتقدم الذي يمكن إحرازه في تلك المنطقة.
وبعد نهاية الجلسة التي عقدت بين الطرفين، قالت الوزيرة: إن الكفاح ضد الإرهاب كفاح طويل وصعب، مضيفًة أننا بحاجة إلى أن نكون قادرين على الاعتماد على شركاء يعتمد عليهم مثل الشريك التشادي.
وخلال دورة التاسعة للجنة الدفاع والأمن التابعة لمجموعة دول الساحل الخمس، والتي أقميت في أكتوبر 2019، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أشاد قائد الجيوش الفرنسية، الجنرال فرانسوا لوكوانتر، بالنتائج التي حققتها القوة المشتركة لدولة المجموعة الخامسة المعروفة بـ"G5"، رغم قلة الإمكانيات المتاحة لدى بعض الدول، مُضيفًا أن دعم الشركاء الدوليين والممولين لمجموعة دول الساحل سيتواصل بالاعتمادات المالية والسلاح.
الساحل الأفريقي.. بؤرة ساخنة
وتعد منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، واحدة من أبرز بؤر الإرهاب في أفريقيا، إذ ينشط بها إرهابيو تنظيمي القاعدة وداعش، مستغلين حالة التردي الأمني، ومستفيدين من إمكانية التنقل بحُرية وسهولة بين بلدانها مثل مالي والنيجر، إذ اضطر عشرات الآلاف من السكان المحليين إلى الفرار، بسبب الهجمات المسلحة، إضافةً إلى الصراعات بين الطوائف، والتي غالبًا ما يغذيها عنف التنظيمات المتطرفة.
وعزز تنظيم داعش من توحشه في منطقة الساحل والصحراء، منذ أبريل 2019، حينما أعلن أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم السابق، مباركة وجود عناصره في تلك المنطقة، وتأسيس ولاية غرب ووسط أفريقيا، ومنذ ذلك التوقيت، كثفت عناصر التنظيم المسلح وجودها من خلال شن عمليات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين في تلك المنطقة.
برخان والشركاء الجدد
وتعتبر فرنسا، من أكثر الدول الأوروبية نشاطًا في منطقة الساحل والصحراء من حيث المشاركة العسكرية، لكن بعد أربع سنوات من نشر 4 آلاف جندي في عملية مكافحة الإرهاب، التي أطلق عليها "برخان"، يبدو أن هناك حاجة إلى شركاء جدد لاستكمال مكافحتهم للإرهاب في الصحراء، وبالفعل دخلت الولايات المتحدة الأمريكية كشريك في محاربة الإرهاب، والتي من أهم أهداف "برخان" التصدي لأنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، وأبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة أنصار الدين ، وجماعة "بوكو حرام" الناشطة في محيط منطقة بحيرة تشاد، ويبلغ عدد قوات هذه العملية نحو 5 آلاف جندي، وتغطي 5 دول بمنطقة الساحل، وهي: مالي، وموريتانيا، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد.
مصالح فرنسية
وفي تصريح لها، قالت الدكتورة أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الإفريقي: إن فرنسا تسعي لحماية مصالحها في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، من خطر التنظيمات الإرهابية، خاصًة تنظيم داعش الإرهابي، الذي أعلن الحرب على القوات الفرنسية في يناير 2017، مشيرة إلى أن منذ ذلك التاريخ ويحاول التنظيم الارهابي إلي تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات برخان.
وتابعت أن، فرنسا حليف استراتيجي عسكري، في منطقة الساحل والصحراء، إذ عقدت العديد من الاتفاقيات مع تشاد لعل آخرها في أكتوبر 2019، حيث قدمت الدعم اللازم لقوات حرس الحدود، المسؤول عن ضمان أمن المنطقة الصحراوية الشاسعة على حدود ليبيا والسودان.