ما بعد البغدادي.. هل يتحلل «داعش» أم يُبعث من جديد؟

الثلاثاء 05/نوفمبر/2019 - 11:20 م
طباعة ما بعد البغدادي.. شيماء حفظي
 
احتفى العالم بمقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي «أبوبكر البغدادي»، لكن التساؤلات مازالت تطرح حول مستقبل التنظيم الذي فقد آخر معاقله في سوريا ولكنه مازال يملك خلايا نائمة حول العالم.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن فى 29 اكتوبر أن "البغدادي" قتل بعد تفجير "سترته" الناسفة، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من رفاقه قتلوا أيضًا في العملية، التي لم يسقط فيها قتلى من القوات الأمريكية.
وأكد التنظيم التصريحات الأمريكية بشأن مقتل زعيمه، وأعلن فى 31 اكتوبر 2019 تعيين أبي إبراهيم الهاشمي القرشي خليفة له.
ويقول خبراء في مكافحة الإرهاب إن ظهور البغدادي عام 2014 كزعيم للخلافة المزعومة في الموصل كان وسيلة لتشتيت الانتباه عن البعثيين السابقين المتشددين الذين هيمنوا على المجلس المكون من ثمانية أعضاء، والدليل على ذلك أن «داعش» كان يسعى لتجنب أخطاء الجماعات الجهادية في الماضي.
وقال الخبراء لصحيفة "إندبندنت" البريطانية إن «داعش» استعد أيضًا لموت البغدادي في نهاية المطاف ووضع هيكلًا لسد أي فجوات في القيادة بسرعة، من خلال شبكة عالمية تشبه نموذج الامتياز التجاري أكثر من التسلسل الهرمي من أعلى إلى أسفل، إلا أنهم قالوا إن البغدادي هبط منذ فترة طويلة إلى دور قائد شخصي، متحدث باسم التنظيم وليس قائد عمليات.
وفي الوقت الذي كانت فيه وفاته، على أيدي القوات الخاصة الأمريكية التي اقتحمت مخبأه في شمال غرب سوريا، بمثابة ضربة للتنظيم، يشير الخبراء إلى أن التنظيم سيتجدد تمامًا كما فعلت بعد خسائر سابقة.
قال نوار أوليفر، الخبير العسكري في معهد عمران، وهو مركز أبحاث في إسطنبول: "إن فقدان شخصية أو قائد بارز في داعش ليس بالنسبة لهم خرقًا للصفقات.. سوف يتكيفون، ولديهم هذه القدرة على تغيير الشكل على الفور."
ويرى الباحث أن قدرة التكيف لا تنفي أن قتل "البغدادى" يمثل ضربة قوية للتنظيم، لكنه على الجانب الآخر تم تقديم الكثير من تعهدات الولاء أو "البيعة" من قبل مجندين وتنظيمات في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا، لزعيم جديد، لكن الولاء الجديد من أطراف متباعدة، سيعقد الجهود للحفاظ على العلاقات بين المجموعات، التي تمتد من «أبو سياف» في الفلبين إلى بوكو حرام في نيجيريا، بحسب الباحث.
وهذه النقطة طرحها ها-هيلير، الزميل المشارك في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، الذي قال في تصريحات للصحيفة البريطانية إنه نظرًا لأن الدواعش فقدوا الأرض، كان من الصعب جدًا الترويج للرواية القائلة بإنهم دولة تختلف عن أي مجموعة متطرفة هناك، والآن بعد رحيل البغدادي حتى كشخصية رمزية، فإن أي شخص يحل محله سوف يتمتع بعائق إذا وعد بإعادة الخلافة مرة أخرى."
وقالت أماندا روجرز أستاذة دراسات الشرق الأوسط بجامعة كولجيت، إن «داعش» منظمة مرنة وقابلة للتكيف بشكل مكثف وتعلمت من أخطاء المجموعات الأخرى.. يمكن القول إن «داعش» فكرة فيروسية، ويُعتقد أيضًا أن التنظيم يحتفظ بخزينة هائلة من الذهب، نُهبت من العراق وشمال سوريا ويمكنه استخدامها لتمويل عمليات مستقبلية، حيث يقدر تقرير للأمم المتحدة أن التنظيم يحتفظ بمبلغ 300 مليون دولار.
ومع حيازة قدرات عسكرية لا تزال هناك قوة فعالة، تمكن التنظيم من شن هجمات شبه يومية في كل من العراق وسوريا، ويعيد تأسيس نفسه في ليبيا وشن عمليات في أراض جديدة.
ويري الخبراء أن مقتل البغدادي لا يعني موت التنظيم، إذ أن مقتل أسلافه «أبومصعب الزرقاوي» وأسامة بن لادن، وكل النكسات التي حلت بالإرهابيين، فشل كل ذلك في نهاية المطاف في قتل الجماعات.
وقال كريستوفر جريفين، وهو مختص في مكافحة التمرد، ويركز على الشبكات الأفريقية المتطرفة: «لا يزال بإمكانهم الاستمرار سيكونون قادرين على الاختيار سيقولون البغدادي رحل، وسنتحرك».

شارك