«داعش والإخوان».. الإرهاب يستهدف طاجيكستان في يوم الدستور

الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 07:28 م
طباعة «داعش والإخوان».. علي رجب
 
شهدت  حدود طاجيكستان، اشتباكات بين مسلحين – ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي- وقوات الأمن الطاجيكية؛ ما أدى إلى مقتل 17 شخصًا في تبادل لإطلاق النار الأربعاء 6 نوفمبر 2019.
وقالت لجنة الأمن القومي في طاجيكستان في بيان: إن المهاجمين الذين كان عددهم نحو 20، قتلوا أحد الحراس وشرطيًّا، قبل مقتل 15 منهم في تبادل لإطلاق النار، بينما اعتقلت السلطات الخمسة الباقين.
وأكدت أن تحقيقًا يجرى في الواقعة التي حدثت على بعد 50 كيلومترًا تقريبًا، إلى الجنوب الغربي من العاصمة دوشنبه.
ولم تفصح اللجنة عن مزيد من المعلومات عن المهاجمين.
ووقع تبادل إطلاق النار عشية يوم الدستور.
وحذرت الحكومة الطاجيكية مرارًا وتكرارًا، من أن الأمن القومي يتعرض لتهديد شديد من الجماعات المسلحة داخل البلاد وخارجها كأفغانستان ، التي تشترك مع طاجيكستان في حدود طويلة يسهل اختراقها، يُشار إليها على أنها مصدر الخطر الأكبر.
وفي الـ19 من مايو 2019، اندلعت أعمال شغب في أحد السجون شديدة الحراسة في بلدة فاخدات الطاجيكية، أسفرت عن مقتل 29 شخصًا من بينهم حراس السجن، وفرار عدد من المعارضين السياسيين، وعناصر تنظيم داعش.
من جانبها، اعتبرت مؤسسة صوفان للخدمات الاستخبارية والأمن الدول، أن الهجمات الأخيرة، تنذر بتمدد الإرهاب داخل طاجيكستان، خاصةً مع وجود خلايا داعشية في تلك المنطقة.
وقالت المؤسسة في تقرير صادر عنها مؤخرًا: إن من بين القتلى في أعمال الشغب الأخيرة، اثنين من كبار قيادات في الحزب الإسلامي الطاجيكي المحظور منذ العام 2015، إضافةً لأحد أبناء غولمرد حليموف، قائد القوات الخاصة الطاجيكية السابق، الذي انضم لداعش وشغل منصب وزير الحرب في التنظيم الإرهابي.
وبحسب تقارير دولية سابقة، فإن المئات من الطاجيكيين التحقوا بتنظيم داعش في سوريا والعراق، بينما لايزال المئات من الشباب متعاطفًا مع الأفكار الداعشية، وينشرون الدعايا الخاصة بالتنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعتبر دولة طاجيكستان، ضمن البلدان التي يطمع بها الكثير من الحركات الإرهابية؛ بسبب موقعها الجغرافي والحركات الإسلاموية بها مثل حزب النهضة الإسلامي «الإخواني»، إضافةً إلى الجماعات المتطرفة الأخرى المتأثرة بالفكر القاعدي وحركة طالبان على وجه الخصوص، ونشطت هذه الجماعات في البلاد بكثافة في بداية تسعينيات القرن العشرين، خاصةً بمنطقة وادي «فرغانة» الواقعة بين أوزبكستان وقرجيزستان وطاجيكستان.
وكانت طاجيكستان إحدى دول آسيا الوسطى، التي سعى داعش إلى تعزيز نفوذه فيها واستقطاب عدد من مواطنيها للانضمام إليه، وقد أشارت تقديرات أجنبية عديدة، إلى أن التنظيم تمكن من ضم ما يتراوح بين 1000 و1400 طاجيكي، خلال المرحلة الماضية، وأن عدد الإرهابيين الطاجيك الذين قاموا بتنفيذ عمليات إرهابية، كان عددهم كبيرًا، مقارنةً بالعناصر الأخرى التي تنتمي لجنسيات مختلفة.
كما تعتبر أحد أهم وأكبر الدول القريبة من أفغانستان؛ إذ تمكن التنظيم من تأسيس خلايا عديدة تابعة له داخل أفغانستان، عن طريق قرب الحدود مه طاجيكستان، ولعل أبرز دليل على ذلك، هو أن عدد الطاجيك داخل ما يسمى بـ«ولاية خراسان»، زاد بشكل كبير في الفترة الماضية.
في يوليو 2019، أكد تقرير يحمل عنوان: «العودة الثانية لداعش»، صدر عن المعهد الأمريكي لدراسات الحرب في واشنطن، امتلاك تنظيم داعش القدرة على العودة بقوة إلى سابق عنفوانه.
وأشار التقرير، إلى أن «حلم بناء دولة الخلافة»، لا يزال هو الهدف الرئيسي للتنظيم، مؤكدًا أنه في سبيل ذلك يتبنى استراتيجية الهجوم والانسحاب، وإعادة التموضع في مناطق أخرى من العالم، بعد فشل مشروعه الأول في سوريا والعراق.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإنه رغم الضربات الاستباقية، التى شنتها الولايات المتحدة ضد بؤر تنظيم «داعش» في أفغانستان ومصرع عدد من قياداته عام 2015، جاء إعلان الحركة الإسلامية في طاجيكستان، بمثابة قبلة الحياة للتنظيم في العام ذاته، موضحًا أنها الحركة التى ينتمى إليها آلاف المسلحين من آسيا الوسطى و بلدان عربية والشيشان والهند وبنجلاديش وإقليم الإيجور في الصين.
وأوضح التقرير، أنه بفضل هذا التحالف تعززت مواقع تنظيم داعش في منطقة نانجارهار شمال شرقي أفغانستان، وقويت شوكته في مواجهة «طالبان أفغانستان»، المتوجسين من هذا التنظيم الوافد إلى مناطقهم، محملًا بهزائم الشرق الأوسط، ومعه أمواله أيضًا.
ووفقًا لتقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي، في أواخر فبراير الماضي، فإن عددًا من مقاتلي الحزب الإسلامي الطاجيكي موجودون في ولايات أفغانية حدودية، ويقاتلون في صفوف حركة طالبان، كما تربطهم علاقات بتنظيم القاعدة في خراسان.
ويحذر التقرير من احتمالية انتقال المقاتلين الطاجيك إلى بلدهم، بعد توقف القتال في أفغانستان؛ ما يهدد الاستقرار في منطقة وسط آسيا، مؤكدًا وجود روابط قوية بين فرع تنظيم داعش في خراسان، والإرهابيين الطاجيك.
وفي وقت سابق، كشف مسؤول طاجيكي، مخططًا لحزب «النهضة» الإخواني في طاجيكستان، يستهدف الإضرار بالمؤسسات الاقتصادية.
وقال أنور طورايوف، عضو المجلس الاجتماعي والقانون لمحافظة «صغد» بجمهورية طاجيكستان: إن أعضاء حزب النهضة، يحاولون استهداف الاقتصاد الطاجيكي، من خلال استهداف مؤسسات الكهرباء والقطاع السياحي، وكذلك زعزعة الأمن وإرباك المشهد السياسي.
وأضاف «طورايوف»: أن حزب النهضة حاول استهداف القطاع السياحي، عبر محاولة إرهاب السياح الأجانب بمدينة «دنغره»، بعناصر تحمل علم «داعش»، مؤكدًا أن التحقيقات الأولية في القضية كشفت بعد اعتقال عبدالصمودوف - قائد المجموعة و14 آخرين، أنهم جميعًا من أعضاء حزب النهضة الإرهابي، رغم تبني تنظيم «داعش» للعملية الإرهابية، وهو ما يؤكد علاقة التنظيم بـالإخوان.
واختتم عضو المجلس الاجتماعي والقانوني لمحافظة «صغد»، بالقول: إن حكومة وشعب طاجكستان، يقفون بكل قوة أمام مخططات الإرهاب وداعميه؛ من أجل مستقبل مشرق للدولة، مؤكدًا أن شعبية الاخوان انتهت في الشارع الطاجيكي، وكل محاولتهم بالعودة باءت بالفشل، وأصابهم اليأس من أن يتقبلهم الشعب مرة أخرى.
من جانبه، قال المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار الغباشي: «إن تنظيم داعش في الوقت الحالي، أصبح مثل الغريق الذي يتعلق بأي طوق نجاه، فهو يعلم أن تلك المنطقة هشة أمنيًّا وبعيدة عن الأعين، إضافةً إلى أنه يتحرك بها بشكل أساسي منذ الأعوام السابقة، فكل هذه الأمور ساعدته على الانتشار و التوغل في تلك الأرض».
وأكد غباشي في تصريحات له، أن طاجيكستان تعتبر من الدول القريبة لأفغانستان، و«داعش» في الوقت الحالي يرغب في تكبير ما يقول عنها بـ«ولاية خراسان»؛ لكي يستطيع من خلال هذا الأمر أن يتوغل في القارة الآسيوية. 

شارك