صحيفة هندية: باكستان تعيق إرساء السلام في أفغانستان
الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 07:30 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
تعد المنطقة الآسيوية الممتدة جغرافيًّا بالقرب من الحزام "الأفغانى ـــ الباكستانى" بؤرة اضطراب أمني تعيق الاقتصادات العابرة بخريطة القارة، كما تهدد استقرار المصالح الأجنبية أيضًا، وفي ضوء ذلك قدمت صحيفة هندية ورقة بحثية لسياسيين بدائرة أبحاث الكونجرس الأمريكي حول الأجندات الدافعة للتطرف في هذه البقعة.
ودفع بحث «إيكونوميك تايمز» بأن باكستان تخشى من التطويق الإستراتيجي من قبل الهند، ولذلك تلعب دورًا سلبيًا في أفغانستان، استنادًا على رغبتها في إبقاء "كابول" ضعيفة ومزعزعة الاستقرار على أن تكون دولة قوية وموحدة، إذ تحتفظ أجهزة الأمن الباكستانية بعلاقات مع الجماعات المتمردة الأفغانية، وعلى الأخص شبكة حقاني المتطرفة.
دعم إرهابي
وطبقًا لما قدمته صحيفة «إيكونوميك تايمز» لعبت باكستان دورًا نشيطًا ولكن سلبيًا في الشؤون الأفغانية الداخلية على مدار عقود، وما زالت المؤسسة الأمنية الباكستانية تسير على هذا النهج، وتنظر إلى حركة "طالبان" الأفغانية على أنها عنصر صديق نسبيًّا ومناهض للنفوذ الهندي.
كما أن الكثير من القوة والتمرد والعنف الذي تحظى به الجماعات الإرهابية في المنطقة لن يكن متاحًا دون دعم مباشر أو غير مباشر من أجهزة الدول، وتحديدًا باكستان المتهمة دومًا من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها الملاذ الآمن لمعسكرات الإرهابيين الذين تقاتلهم واشنطن منذ فترة حتى أنها قررت في النهاية التفاوض معهم، نظرًا لما باتوا يمتلكونه من قوة.
أجندات سياسية
أضافت الصحيفة الهندية أن الاهتمام الباكستاني بأفغانستان ينبع إلى حد كبير من التنافس الإقليمي الأوسع للهند مع باكستان، ما يعوق الجهود الهندية لإقامة علاقات تجارية وسياسية أقوى وأكثر مباشرة مع آسيا الوسطى، كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شجع الهند على لعب دور أكبر في التنمية الاقتصادية الأفغانية، الأمر الذي زاد المخاوف الباكستانية بشأن النشاط الهندي في المنطقة، فالهند تهدف إلى أن تكون أكبر مساهم إقليمي في إعادة إعمار أفغانستان، لكن نيودلهي لم تبد رغبة في متابعة علاقة دفاعية أعمق مع كابول فيما يتعلق بمحادثات السلام الأفغانية.
ويشير التقرير إلى أن الجماعات الإرهابية أظهرت قدرات كبيرة في عام 2019، ما ألقى بصدمة شديدة على التحديات الأمنية الهائلة التي تواجهها الحكومة الأفغانية وشركاؤها الأمريكيون والدوليون، وفي الوقت نفسه تبدو احتمالات التفاوض المدفوعة بمحادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وبين حركة طالبان غير مؤكدة بعد إلغائها في سبتمبر 2019، ورفض "طالبان" المستمر التحدث مع الحكومة الأفغانية التي تعتبرها دمية ضعيفة في يد واشنطن.