«مهووسًا وخائفًا من الأعداء».. الأيام الأخيرة في حياة «البغدادي»
الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 09:00 م
طباعة
معاذ محمد
رغم مرور ما يقرب من 9 أيام على إعلان مقتل «أبوبكر البغدادي»، زعيم تنظيم "داعش" السابق، فإن هناك العديد من التقارير الإعلامية التي تكشف بعض الحقائق عنه، ما زالت تصدر، خصوصًا مكان اختبائه وكيفية الوصول إليه، وحياته في الأيام الأخيرة.
ونشرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 تقريرًا تحدثت خلاله عن الأيام الأخيرة لزعيم التنظيم، وكيف قضى حياته قبل مقتله.
وبحسب الوكالة، فإن «البغدادي» كان مضطربًا وخائفًا، خلال الأشهر الأخيرة، ويتنكر في بعض الأحيان كـ«راع للغنم»، ويختبئ أحيانًا تحت الأرض، كما يعتمد بشكل دائم على دائرة صغيرة من المقربين، مكونة من 7 أشخاص.
وأشارت «أسوشيتد برس»، إلى أن "البغدادي"، كان مهووسًا بأمنه في أيامه الأخيرة، ويبحث عن مخبأ آمن في بلدات سوريا وصحاريها، بالقرب من الحدود العراقية، مضيفة أنه كان يحتفظ بمراهقة أيزيدية كـ«أمة»، ويتنقل مع مجموعة أساسية مكونة من سبعة من المقربين.
ووفقًا للوكالة الأمريكية، فإن «البغدادي» فوض معظم صلاحياته في الأيام الأخيرة إلى نائب كبير، رجحت أن يكون «أبوإبراهيم الهاشمي» الذي أعلنه تنظيم «داعش» خليفة له، الخميس 31 أكتوبر 2019.
محاولات عديدة للهروب
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن الفتاة الأيزيدية التي كانت تلازم «البغدادي»، وتم إطلاق سراحها مؤخرًا من قبل القوات الأمريكية، قولها: «إنه حاول أولًا الفرار إلى إدلب السورية في أواخر عام 2017، وذات يوم خرجت قافلة مؤلفة من ثلاث مركبات تضم زعيم داعش وزوجته وحاشيته الأمنية، متجهة إلى إدلب، لكن عند وصولها إلى طريق رئيسي، عادت خشية أن تتعرض لهجوم».
وكان محمد علي ساجت، أحد المرافقين لـ«البغدادي»، قال في حوار أجرته معه قناة «العربية»، 29 أكتوبر 2019، إن زعيم التنظيم كان دائم التنقل بين الحدود "السورية ــــ العراقية"، وكان له أكثر من مكان إقامة في أكثر من مكان، خصوصًا سوريا، مشيرًا إلى أنه كان دائم التخوف من خيانات في صفوف القادة الكبار في «داعش» وولاة المناطق.
وقالت الفتاة التى ذكرت الوكالة إنها رافقت "البغدادى" وكانت تبلغ من العمر حينها سبعة عشر عامًا، أنهم ظلوا لمدة أسبوع تقريبًا في مدينة هجين جنوب شرق سوريا، بالقرب من الحدود العراقية، ثم انتقلوا شمالًا إلى داشيشا «بلدة حدودية أخرى في سوريا داخل الأراضي التي يسيطر عليها داعش».
وأشارت الفتاة الإيزيدية، إلى أنها ظلت تعيش في منزل مساعد «البغدادي» لمدة أربعة أشهر، وكان زعيم التنظيم الإرهابي يزورها ليلًا بشكل متكرر ويغتصبها ويضربها في بعض الأحيان، مؤكدة أنه كان يرتدي حذاءً رياضيًّا ويغطي وجهه، مع نحو خمسة رجال آخرين، كانوا ينادونه دائمًا بـ«شيخ».
وفي عام 2018، أعطى التنظيم الفتاة الأيزيدية لرجل آخر أخرجها من داشيشا، وكانت هذه المرة الأخيرة التي شاهدت فيها «البغدادي»، على الرغم من أنه أرسل لها قطعة من المجوهرات كهدية بعدها.
وأشارت الوكالة، إلى أن «البغدادي» يبدو أنه انتقل بعد ذلك إلى مكان آخر في شرق سوريا، بعد أن سقطت معاقل «داعش» في أيدي القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، قبل أن يتوجه إلى إدلب في وقت ما من الربيع.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في كلمة ألقاها الأحد 27 أكتوبر 2019، مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي «أبوبكر البغدادي»، في عملية عسكرية نفذتها القوات الأمريكية، في إدلب شمال سوريا، بعدما فجر سترة ناسفة في نفسه؛ خوفًا من إلقاء القبض عليه.
واعترف تنظيم «داعش» الإرهابي، الخميس 31 أكتوبر 2019، بمقتل «البغدادي، وأبي الحسن المهاجر، الرجل الثاني بالتنظيم، كما أعلنت تعيين «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي»، خليفة لـ«البغدادي»، وأبي حمزة القرشي، متحدثًا باسمه.