الهجوم الأكبر منذ سنوات.. تايلاند تعاني مجددًا في «الجنوب»
الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 10:16 م
طباعة
شيماء حفظي
قتل 15 شخصًا وجرح أربعة آخرون في هجوم مسلح على مركز أمني بجنوب تايلاند مساء الثلاثاء 5 نوفمبر، فيما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع فى بيان الأربعاء 6 نوفمبر: إن عددًا غير معلوم من المهاجمين المسلحين بقنابل يدوية وبنادق اقتحموا قرية وقتلوا 15 شخصًا وجرحوا أربعة آخرين ليل الثلاثاء ــ الأربعاء.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المتحدث إن المتشددين أطلقوا وابلًا من النيران على نقطتي تفتيش يديرهما متطوعون في الدفاع المدني.
ويقول دون باثان، الخبير الإستراتيجي فيما يسمى بـ "الجنوب العميق" في تصريح لصحيفة "الجارديان" البريطانية إن الهجوم هو الأكبر منذ وقت طويل.
وتشهد تايلاند- وهي دولة ذات أغلبية بوذية- تمردًا انفصاليًّا دينيًّا طيلة عقود من الزمن، يشنه متمردون مسلمون من الملايو في جنوب البلاد.
ومنطقة الجنوب- خاصة مقاطعات باتاني ويالا وناراثيوات الجنوبية- كانت تابعة لسلطنة الملايو المسلمة حتى قيام تايلاند (التي كانت تسمى آنذاك سيام)، والتي ضُمت في عام 1909.
ويستشهد المتمردون المطالبون بالاستقلال بالمظالم السياسية والاقتصادية والثقافية، كما يزعم العديد من المتمردين أنهم يشنون الجهاد، ويدعون إلى إنشاء سلطنة إسلامية في جنوب البلاد.
وعلى مدار 15 سنة منذ اندلاع التمرد في عام 2004، نفذت الجماعات الانفصالية عددًا من الهجمات العنيفة، على الرغم من أنها تفتقد القيادة المركزية، ويُعتقد أن الإسلاميين المتشددين يشكلون غالبية المتمردين اعتبارًا من يناير 2019.
التمرد غير المنظم جعل تلك المنطقة صيدًا ثمينًا ووجهة للجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم "القاعدة" والجماعة الإسلامية وحزب الله اللبنانى ، والتي بدأت العمل داخل تايلاند كنقطة عبور، وكقاعدة للتخطيط لشن هجمات على مناطق مجاورة في ماليزيا وإندونيسيا.
ويُعتقد أن الجماعة الإسلامية خططت لتفجيرات عام 2002 في بالي بإندونيسيا انطلاقا من بانكوك عاصمة تايلاند، بالإضافة إلى ذلك، سعى عملاء إيرانيون لمهاجمة دبلوماسيين إسرائيليين على الأراضي التايلاندية.
وبحسب تقرير الإرهاب العالمي لعام 2017، فإن المتمردين الإثنيين من أصول الملايو نفذوا مئات الهجمات في أقصى جنوب محافظات باتاني ويالا وناراثيوات وأجزاء من سونجخلا المعروفة باسم عمق جنوب تايلاند.
ووفقًا للتقرير، شملت أساليب تنفيذ الهجمات إطلاق النار والحرق العمد، والمتفجرات، والعبوات الناسفة، والتفجيرات عن بعد.
وبحسب دراسة لبرنامج مكافحة التطرف، فإن عددًا من المواطنين التايلانديين تعرفوا في السنوات الأخيرة على دعاية "داعش" عبر الإنترنت، وتبنوا أفكاره، وبدأوا الدعوة لها، على الرغم من أن السلطات التايلاندية تعتقد أنها لا تعد هدفًا لـ"داعش".
وراقبت السلطات التايلاندية عددًا من رعاياها الذين يتابعون بانتظام المواد الدعائية لـ«داعش» عبر الإنترنت - بعضها متاح باللغة التايلاندية ـــ ، لكن السلطات تؤكد أنه لا يوجد دليل واضح على انضمام مواطنين تايلانديين إلى «داعش»، ومع ذلك، في نوفمبر 2016، أكدت الحكومة أنها تحقق مع تايلانديين عبَّروا عن دعمهم للجماعات التابعة لتنظيم داعش في جنوب شرق آسيا عبر الإنترنت، بما في ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتزداد الشكوك حول سفر مواطنين من تايلاند لدعم «داعش»، نظرًا للعدد الكبير نسبيًّا من المقاتلين المسافرين من إندونيسيا وماليزيا المجاورتين، فوفقًا لبيانات حكومية غادر 671 إندونيسيًّا البلاد ليصبحوا مقاتلين أجانب في العراق وسوريا و95 ماليزيًّا قد سافروا للخارج لنفس السبب.
ويقول المحلل المقيم في بانكوك، شون كريسبين، في مقال نشره أوائل عام 2016: إن المتمردين التايلانديين أبقوا الجماعات الإرهابية العالمية «بعيدة المنال لتجنب أي خلط لمظالمهم المحلية مع الأيديولوجية التكفيرية المعادية للغرب»، ومع ذلك قد يستلهم المتمردون التايلانديون أساليب الارهابيين أو يتعاطفون معهم.
ويذكر أن تايلاند قدمت مساعدة للقوى الأجنبية في إطار مكافحة الإرهاب الدولي لمنع النشاط المتطرف أو معاقبته، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وسمحت للولايات المتحدة باستخدام أراضيها لاستجواب الإرهابيين المشتبه بهم في حربها ضد الإرهاب.
كما تنفذ تايلاند والولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة، وتتعاون الحكومة أيضًا في جهود مكافحة الإرهاب مع أستراليا؛ حيث أعلنت في أوائل عام 2016 عزمها صياغة اتفاقية جديدة لمكافحة الإرهاب مع أستراليا؛ لمواجهة جهود "داعش " في المطالبة بموطئ قدم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.