تقرير أمريكي: أردوغان يستخدم "الهندسة الديموغرافية" لإعادة رسم الخريطة العرقية للشرق الأوسط

الأحد 10/نوفمبر/2019 - 01:34 م
طباعة تقرير أمريكي: أردوغان فاطمة عبدالغني
 
"أردوغان يريد إعادة رسم الخريطة العرقية في الشرق الأوسط"، عنوان لتقرير في مجلة فورن بوليسي الأمريكية يكشف المساعي التركية لتغيير التركيبة الديموغرافية في سوريا.
حيث تتماشى المساعي التركية في سوريا في الوقت الحالي مع التاريخ الطويل من التهجير القسري للسكان الذي مارسته الامبراطورية العثمانية، ولكن الأمر المأسوي حاليًا هو أن يكون أحفاد من تم تهجيرهم قسرًا من مناطق في تركيا بالقرن الماضي هم ضحايا جدد لغزو شنته تركيا في سوريا.
وبحسب فورن بوليسي فإن من الأسباب التي أدت إلى التوغل التركي الأخير في سوريا، هي خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرتبطة بترحيل اللاجئين السوريين إلى المنطقة الأمنة التي اقترحتها أنقرة، خطة تهدف إلى إعادة توطين ما بين مليون ومليوني لاجئ سوري من أصل 3.6 مليون يقيمون في أراضي بلاده حاليا، إلى المنطقة الآمنة التي يرغب في إقامتها على الحدود مع سوريا.

تقرير أمريكي: أردوغان
وبحسب المجلة تعتمد خطة أردوغان على أن يكون معظم اللاجئين العائدين من السوريين العرب الذين نزحوا من مناطقهم في حلب وأدلب بفعل الحرب، وهو ما يعني تقليل الوجود الكردي بذريعة محاربة "حزب العمال الكردستاني" المصنف تنظيما إرهابيا من قبل أنقرة، والفصائل المرتبطة به، إضافة إلى ذلك يهدد أردوغان أوروبا بفتح باب الهجرة إلى القارة العجوز وإغراقها بالمهاجرين. سلام".
وهو أمر سبق وأن حذرت منه قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية والتي سبق ونبهت لمحاولات انقرة تغيير التركيبة السكانية في المنطقة الحدودية.
ووفق المجلة الأمريكية فإن أردوغان أيضًا يسعى إلى إعادة رسم الخريطة العرقية بالشرق الأوسط دون دراية ربما بأن النازحين المسحيين الذين هربوا من مدينة رأس العين بعد العدوان التركي يواجهون اضطرابات وصدامات ناتجة عن الماضي بجانب الحاضر.
وذهبت المجلة إلى حتمية فشل أردوغان في تحقيق أطماعه؛ إذ إن الاتفاق المبرم مع روسيا في أكتوبر ، سمح له بالسيطرة على مساحة 75 ميلًا من الأراضي الحدودية بين تل أبيض ورأس العين، مشيرة إلى أن هذا الجزء أصغر بكثير مما كان يأمل فيها أردوغان وسعى لتحقيقه خلال مباحثاته مع الولايات المتحدة.
واعتبرت المجلة الأمريكية أن الواقع الجديد وضع عقبات عملية أمام أردوغان الذي يتوجب عليه حشر هذا العدد من اللاجئين في تلك المساحة الضيقة التي حصل عليها.
وتقول فورن بوليسي "لا يمكن التكهن بما إذا كانت أنقرة ستنجح في خطتها بشأن نقل اللاجئين إلى شمالي سوريا أم لا، لكن من الواضح أن ما يحدث ليس ما تخيّل هؤلاء السوريون اللاجئون لما يمكن أن يكون عليه وطنهم، حيث يتم ارتكاب جرائم حرب باسم نبع السلام".
تقرير فورن بوليسي ليس الأول من نوعه الذي يتحدث عن خارطة عرقية جديدة ترسمها أنقرة، فهذا التقرير في المجلة نفسها يعود لعام 2016 بعنوان "خرائط تركيا الجديدة تستعيد الامبراطورية العثمانية" تحدث عن اطماع تركية لضم أراض من العراق واليونان.
تقارير عدة إذن تحدثت عن الطموحات التركية في توسعة أراضيها أو تغيير التركيبة السكانية في أراضي جيرانها، وهو ما يكشف محاولات أردوغان لاستخدام "الهندسة الديموغرافية" كأداة سياسية لإعادة رسم الخريطة العرقية للمنطقة   

شارك