"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 11/نوفمبر/2019 - 10:27 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 11 نوفمبر 2019.
العربية نت: الجيش اليمني يحرر مواقع جديدة في الجوف
أعلنت قوات الجيش اليمني، الأحد، تحرير مواقع جديدة في مديرية خب والشعف، شرق محافظة الجوف، شمال شرقي البلاد.
وقال مساعد قائد المنطقة العسكرية السادسة قائد اللواء 101 مشاة، العميد محمد بن راسيه، إن قوات الجيش حررت جبل صبرين وجبل "أم الحجار" ومواقع أخرى في جبهة صبرين بمديرية خب والشعف.
وأكد العميد بن راسية أن المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية، وفق بيان نشره الموقع الرسمي للجيش اليمني.
ولفت إلى أن الفرق الهندسية لقوات الجيش تمكنت من نزع شبكات ألغام واسعة كانت قد زرعتها الميليشيات، في محاولة منها لمنع تقدم قوات الجيش الوطني، في الجبهة.
الاتحاد: هادي: اتفاق الرياض فرصة لسلام شامل في اليمن
جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي التأكيد على إصدار التوجيهات لكافة أجهزة الدولة للبدء الفوري في تنفيذ كل جهة ما يخصها من اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، والذي يؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والسلام واستكمال التحرير في مواجهة قوى التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية الإيرانية.
ولفت خلال لقائه أمس سفراء دول مجموعة العشرين المعتمدة لدى اليمن إلى جهود إخراج الاتفاق الذي تم من خلاله تغليب مصلحة البلاد على ما عداها من خلال استيعاب الجميع على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية والمرجعيات الثلاث وتأطير الجميع في المؤسسات، وقال «إن مصدر تفاؤلنا يكمن في ثقتنا بالأشقاء في المملكة العربية السعودية وجديتهم وحرصهم على تنفيذ الاتفاق، وكذلك الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بما يشكله الاتفاق من فرصة كبيرة لإنجاز حالة سلام شاملة في اليمن تقوم على سيادة الدولة وحضور مؤسساتها وسحب السلاح وتفويت الفرصة على المتربصين باليمن سواء من القوى الخارجية أو من الجماعات الإرهابية».
ودعا هادي مجموعة العشرين إلى دعم تنفيذ الاتفاق في أزمنته المحددة، وأشار إلى إيلاء ملف مكافحة الإرهاب أولوية كبيرة خلال المرحلة المقبلة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء. كما تطرق إلى اتفاق أستوكهولم الذي يستكمل عاماً كاملاً، دون تحقيق تقدم يذكر ما يتطلب مراجعة صريحة من قبل الدول الراعية لمعرفة الأسباب والوقوف على من يعرقل التنفيذ، وقال: «نريد لهذا الاتفاق أن يشكل أرضية جيدة للانطلاق نحو الحل الأشمل، رغم عدم مبالاة الانقلابيين الحوثيين بالوضع الإنساني وتحويلهم هذا الملف إلى وسيلة للضغط السياسي والابتزاز».
وهنأ سفراء دول مجموعة العشرين بنجاح توقيع اتفاق الرياض، وأشادوا بجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في الإسهام الفاعل في هذا الإنجاز في سبيل إرساء معالم الأمن والاستقرار وتحقيق السلام الذي يتطلع إليه الشعب اليمني ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأكدوا على أن توقيع الاتفاق خطوة تاريخية تمثل إنجازاً يحتاجه اليمن في مثل هذه الظروف لتحقيق إنجازات متلاحقة على صعيد السلام الشامل في اليمن وفق المرجعيات الثلاث وتحت القيادة الشرعية.
إلى ذلك، وإذ أعلنت وزارة الخارجية اليمنية استئناف كافة أعمالها في عدن ابتداءً من أمس، وقالت في بيان، إن استئناف عملها يأتي تنفيذًا لتوجيهات هادي حول العمل بشكل فوري لتنفيذ اتفاق الرياض. أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد بن سعيد آل جابر، على أن اتفاق الرياض، يمهد لمرحلة مفصلية في اليمن، ستكون إيجابية، وقال خلال ورشة العمل المشتركة بين المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية، التي حملت عنوان «مستقبل التنمية والإعمار في اليمن»، في الرياض، بحضور رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك: «حرصنا كل الحرص على البدء مع شركائنا في الحكومة اليمنية للتخطيط لمستقبل التنمية والإعمار في اليمن حالياً، والذي يحتل أولوية كبرى للانتقال من مرحلة الإغاثة إلى التنمية والسلام المستدام.
وأكد آل جابر أن المملكة أسهمت ومنذ عقود في تقديم الدعم في شتى المجالات سياسياً واقتصادياً وتنموياً وإنسانياً، وتشكل الداعم الأول لليمن حيث تجاوز مبلغ المساعدات الإنسانية والتنموية حوالي 14 مليار دولار، وقال:«بدأنا من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بالعمل مع الحكومة في الربط بين مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التنمية والإعمار وبناء السلام من خلال مشاريع، تشمل قطاعات حيوية في مختلف المحافظات وفق استراتيجية ورؤية تهتم بالإنسان اليمني أولاً، وتلامس احتياجاته من الخدمات التي ستسهم في خفض معدل البطالة، وتحريك عجلة الاقتصاد واستقرار العملة اليمنية». وأضاف أن مسار التنمية لا يمكن أن يتحقق دون أن يتحقق الأمن والاستقرار.
وأوضح رئيس الوزراء اليمني أن دعم المملكة من خلال الوديعة في البنك المركزي ودعم المشتقات النفطية في قطاع الطاقة كان عاملاً حاسماً في الانتقال من معدل نمو بالسالب 10-% إلى تحقيق أول معدل إيجابي 2% عام 2018، وقال: هذا الرقم فقط للخروج من معدلات النمو بالسالب والانكماش إلى معدلات النمو الإيجابية وذلك نتيجة الوديعة والمنحة التي ساعدت في تحسين الموازنة العامة للدولة.
وأكد أن الدعم السعودي من خلال الوديعة السعودية في البنك المركزي ساعد في انكماش عائدات النقد الأجنبي للحكومة اليمنية واستعادة قطاعات الإنتاجية وقطاعات الإرادات، مشيراً إلى أنه لولا هذا الدعم لما توقف التدهور السريع للعملة، ولما تمكنت الحكومة من أداء دورها في الإصلاحات الاقتصادية للحكومة والعودة بسعر الريال لسعره الحالي وإيقاف معدل التضخم الذي انخفض إلى 10%، وكل هذه المؤشرات تنعكس على المواطن اليمني في قطاعات الخدمات الأساسية.
الخليج: الحوثي يهدد «اتفاق استوكهولم» بتصعيد جديد في الحديدة
استأنفت ميليشيات الحوثي هجماتها على مواقع القوات المشتركة في المديريات الجنوبية بمحافظة الحديدة وسط مخاوف من تصعيد الأعمال القتالية على نحو يهدد الهدنة الهشة لوقف إطلاق النار طبقاً لاتفاق استوكهولم، في حين ندد رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الأممية في الحديدة، بأعمال التصعيد التي تشهدها محافظة الحديدة مؤخراً، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام بمخرجات الاتفاق.
ونهار أمس، استهدفت ميليشيات الحوثي، مواقع القوات المشتركة في مديرية الدريهمي بقذائف المدفعية الثقيلة وبالأسلحة المتوسطة والقناصة.
كما استهدفت الميليشيات، صباح أمس، بعدد من قذائف مدفعية الهاون الثقيل مدينة حيس، وأصابت منازل الأهالي في عدد من الأحياء الجنوبية للمدينة بالأسلحة الثقيلة بشكل عشوائي.
واستهدفت الميليشيات أيضاً، مواقع متفرقة في منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه، مستخدمة القذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة.
وأوضح المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن ميليشيات الحوثي، استهدفت بعملية قصف واسعة مواقع القوات المشتركة ومناطق أخرى بالمنطقة، بعشرات القذائف الصاروخية.
إلى ذلك، تفقد فريق من قيادة القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي، مستشفى أطباء بلا حدود في مدينة المخا الساحلية، التي تعرضت لاستهداف من ميليشيات الحوثي بالطائرات المسيّرة بالتزامن مع استهداف المدينة نفسها قبل يومين، بعدد من الصواريخ.
وقام الفريق برئاسة العميد الركن صادق دويد، عضو القيادة المشتركة لجبهة الساحل الغربي ومدير عام مديرية المخا سلطان محمود، بتفقد المستشفى والأضرار التي لحقت به جراء الاستهداف الحوثي ورفعها لقيادة قوات التحالف العربي من أجل تقديم الدعم لترميم المستشفى ورفده بالأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية وسيارات الإسعاف والأدوية.
البيان: مسؤول يمني: خبراء إيرانيون يحوّلون الحديدة لمركز عمليات إرهابية
كشف محافظ الحديدة اليمنية، الدكتور الحسن طاهر، عن تحويل الخبراء الإيرانيين، الذين يديرون عمليات ميليشيا الحوثي، الحديدة، إلى مركز للعمليات الإرهابية، التي تستهدف المياه الإقليمية، فضلاً عن تهريب السلاح والمخدرات، بينما أعلنت الأمم المتحدة، أن التحركات التي قامت بها فرق الانتشار، برئاسة الجنرال الهندي أباهيجيت جوهـا، أسهمت بشكل كبير في خفض مستوى العنف بالمحافظة.
وفي تصريحات صحافية لمحافظ الحديدة، قال إن «المعركة داخل اليمن، أصبحت تدار من الحديدة، بعد أن نقل خبراء الملالي مركز العمليات من صعدة وصنعاء إلى هناك، منذ توقيع اتفاق استوكهولم، الذي ترفض الميليشيا تنفيذه».
وأضاف المحافظ أن الإيرانيين والحوثيين، يستغلون السواحل الشمالية للحديدة، والمتمثلة في سواحل الضحي واللحية والزيدية، في عمليات التهريب، لافتاً إلى أن مرافئ الصيد تحولت إلى مراكز تهريب للسلاح والمخدرات.
مراكب متوسطة
وأشار إلى أن الميليشيا استخدمت مراكب بحرية متوسطة، يقودها بحارة يمنيون، وترفع علم دولة أفريقية، لإدخال شحنة أسمدة تحتوي على 46 في المئة من مادة اليوريا المستخدمة في صناعة الألغام والمتفجرات، كانت قادمة من إيران، في طريقها إلى الحوثيين شمال الحديدة.
وأكد أن سفناً إيرانية تتوقف في المياه الدولية، لتفرغ حمولتها في زواق وسفن يقودها صيادون ومسلحون حوثيون، لإمداد الميليشيا بمواد خام لصناعة الألغام والصواريخ الباليستية، وقطع غيار صواريخ وأسلحة مختلفة، منها سفينة «سافيز» الإيرانية، الراسية على مسافة 87 ميلاً بحرياً من جزيرة كمران، و95 ميلاً بحرياً من ميناء الحديدة، وتحمل أجهزة تنصت، وتقدم دعماً لوجستياً للميليشيا.
والجمعة الماضي، أعلنت قوات خفر السواحل اليمنية، عن ضبط 2000 كيس أسمدة (100 طن)، كانت في طريقها إلى ميليشيا الحوثي عبر التهريب، مؤكدة أن العملية كشفت عن شبكات تهريب متعددة، تستخدمها الميليشيا لتهريب الأسلحة ومواد تصنيع المتفجرات.
5 نقاط
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أن التحركات التي قامت بها فرق الانتشار، برئاسة الجنرال الهندي أباهيجيت جوهـا، أسهمت بشكل كبير في خفض مستوى العنف بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
وذكر جوهـا رئيس البعثة الأممية، في بيان الليلة قبل الماضية، أن تدشين خمس نقاط مراقبة على خطوط القتال الأمامية في مدينة الحديدة، أخيراً، أسهم في تحقيق انخفاض ملحوظ في مستوى العنف على الأرض.
البيان: ميليشيا الحوثي تعتقل 26 ضابطاً من «جهاز الاستخبارات الداخلي اليمني»
اعتقلت ميليشيا الحوثي قبل أيام 26 ضابطاً من منتسبي جهاز الأمن السياسي «جهاز الاستخبارات الداخلي اليمني» بالعاصمة صنعاء.
وأكدت مصادر أمنية مسؤولة، أن من بين المعتقلين رئيس دائرة التوجيه العميد علي الشاحذي، وأودعتهم جميعاً في سجون «جهاز الأمن السياسي».
وأضافت المصادر أن قيادة الميليشيا لفقت تهماً كيدية للضباط المعتقلين لرفضهم الانصياع لسياستها القمعية. وبحسب المصادر فإن المعتقلين يتعرضون لمعاملة سيئة وشتى أنواع الانتهاكات النفسية والجسدية في سجون الميليشيا المعروفة بـ «جهاز الأمن السياسي».
وكانت ميليشيا الحوثي قامت خلال الأشهر الأخيرة بإحالة مئات الضباط من منتسبي جهازي المخابرات (الأمن السياسي والأمن القومي) إلى التقاعد، وإحلال عناصر من «الأمن الوقائي» التابع لها عوضاً عنهم، ما يضمن للميليشيا ولاء الجهاز الكامل.
وقررت سلطات الانقلاب الحوثية في صنعاء، أخيراً، إنشاء جهاز أمني قمعي جديد على أنقاض جهازي الاستخبارات اليمنية (الأمن القومي والأمن السياسي)، تحت مسمى «الأمن والمخابرات».
الشرق الأوسط: سخط في صنعاء من بذخ الحوثيين في المناسبات الديني
لم يعد البذخ الحوثي في المناسبات الدينية التي تضيف عليها الميليشيات بصمات طائفية دخيلة على المجتمع اليمني، مفاجئاً لسكان صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران، في الوقت الذي ينتظر فيه موظفو الدولة في تلك المناطق رواتبهم التي يقول الحوثيون إنهم لا يملكون المال الكافي لصرفها منذ ثلاثة أعوام.
وشهدت المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين مراسم احتفالات باذخة بمناسبة المولد النبوي، في الوقت الذي يعاني فيه غالبية سكان اليمن من المجاعة والفقر المدقع جراء الحرب التي شنتها الميليشيات بانقلابها على السلطة الشرعية وبسط نفوذها على جميع مؤسسات الدولة.
وأدخلت الميليشيات الحوثية العاصمة صنعاء ومدناً أخرى في حالة طوارئ، تزامناً مع احتفالات دينية تحرص الجماعة على وضع لمساتها الطائفية في تفاصيلها، وقطعت الشوارع، وكثفت من نقاط وحملات التفتيش، وحرمت آلاف اليمنيين من ممارسة أعمالهم الحرة.
سكان محليون ومواطنون في العاصمة صنعاء شكوا من تصرفات الميليشيات ومضايقات وابتزاز تعرضوا له من قبل المسلحين الموالين للجماعة، والمنتشرين في عدد من شوارع وأحياء وطرقات العاصمة صنعاء.
مظاهر احتفال الميليشيات الانقلابية بالمولد النبوي، في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ نحو 4 أعوام، والتي ظهرت بمشاهد فيها من الغرابة، دفعت سكان في صنعاء إلى القول إن الجماعة تحاول إظهار سيطرتها الكاملة، وإنها ما زالت تتحكم بالمحافظات التي تسيطر عليها، متسائلين: «كيف يتسنى لهذه الجماعة الإرهابية أن تحتفل بالمولد النبوي بأموال منهوبة ومسروقة؟!».
واعتبرت أن احتفال الميليشيات بالمولد النبوي يأتي في الوقت الذي ما زالت تحذر فيه منظمات دولية بينها الأمم المتحدة من أن المجاعة قد تطال 20 مليون يمني نتيجة الحرب، وأن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم.
وسبق للجماعة الانقلابية أن اتخذت من مناسبة المولد النبوي وقبيل الاحتفال به بأشهر، فرصة لنهب الشركات والمؤسسات والتجار واليمنيين بشكل عام، وإخضاعهم لدفع إتاوات وجبايات بحجة دعم احتفالاتها بذكرى المولد النبوي، الذي اعتبره مراقبون ومتابعون محليون، احتفالاً دخيلاً على اليمنيين، حيث لم يكن هذا الاحتفال قائماً من قبل في المناطق اليمنية.
وبحسب مراقبين، فإن طلب الميليشيات وسعيها الدؤوب على تحشيد أكبر عدد من المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها في هذه المناسبة المسيسة زاد، وإن كان ذلك على حساب نهبها واختلاسها لحقوق وممتلكات ملايين اليمنيين.
ولم تتوقف الجماعة عن استغلال هذه المناسبة الدينية وغيرها من المناسبات «لمحاولة التأثير على عواطف اليمنيين، غير مدركة أن انفجاراً مؤجلاً في نفوس تركته ممارساتها ضد أبناء الشعب خلال السنوات الماضية، وحتى الذين غرروا بهم باتوا لا يصدقونهم»، وفقاً لـ«أحمد س.»، وهو رمز وهمي لاسم موظف حكومي يعمل في صنعاء ويخفي اسمه خشية الانتقام.
يقول أحمد إن «الميليشيات وفي الوقت الذي تحتفل بهذه المناسبة وتنفق المليارات من الريالات لإقامتها، ما زالت مستمرة في تجاهل معاناة السكان بمناطق سيطرتها جراء انقطاع رواتب الموظفين وارتفاع الأسعار وتدني قدرتهم الشرائية».
مصادر مالية في صنعاء قدرت صرف الحوثيين نحو 65 مليار ريال يمني (الدولار يساوي 560 دولاراً) لإقامة أكثر من 700 فعالية طائفية، على رأسها المولد النبوي، على مستوى المدن والمديريات والقرى والمؤسسات الحكومية والخاصة اليمنية.
واعتبرت مصادر يمنية أخرى أن تلك المبالغ التي خصصتها وتخصصها الميليشيات لمهرجاناتها الطائفية تكفي لصرف راتب شهر على الأقل لنحو مليون موظف يمني جائع.
من جانبهم، اعتبر مسؤولون يمنيون، أن مبلغ 65 مليار ريال المرصود من قبل الميليشيات الحوثية لإحياء شعائرها الطائفية المستوردة من طهران، والدخيلة على مجتمعنا اليمني تعد مبالغ جاهزة وحاضرة، فيما رواتب الموظفين تُنهب منذ ثلاثة أعوام وملايين اليمنيين في مناطق سيطرتها يتضورون فقراً وجوعاً.
وقال المسؤولون بحكومة الشرعية، في تصريحات عدة، تابعتها «الشرق الأوسط»، إن الجماعة تستغل مناسبة المولد النبوي لإيصال رسائل سياسية وعدائية وتحشد الناس بالترغيب والترهيب مستغلة جوع الناس وعوزهم، وتنفق أموال الشعب على فعالياتها الدخيلة على المجتمع عبر ترتيبها لإقامة أكثر من 700 فعالية طائفية خصصت لها أكثر من 65 مليار ريال.
وأضافوا أن «الميليشيات تنفق أموال الدولة وما تنهبه من المواطنين على الشعائر الدخيلة، لخدمة المشروع الفارسي، مستغلة المنهجية الصفوية لابتداع الأيام المقدسة». وأشاروا إلى أن الجماعة الحوثية من أجل إقامة فعالياتها أوقفت رواتب موظفي الدولة ونهبتها، كما أنها سرقت المساعدات الإغاثية والإنسانية.
وفي المنوال ذاته، عمدت الميليشيات الانقلابية إلى تحويل العاصمة صنعاء، الخاضعة لبسطتها، إلى مدينة خضراء، بذريعة للاحتفال بالمولد النبوي. وكل ذلك، بحسب ناشطين يمنيين، على حساب أصحاب المنشآت والمحلات التجارية والمواطنين في العاصمة الذين أجبرتهم الميليشيات على إعداد ورفع الشعارات والزينة وتجهيز كل ما هو خاص بالفعالية الحوثية.
وأكد الناشطون اليمنيون، في أحاديث مقتضبة مع «الشرق الأوسط»، قيام الميليشيات وعلى نفقة غيرهم، بطلاء الشوارع والأرصفة والممرات والمنازل والمحلات التجارية باللون الأخضر والزينة البيضاء والخضراء، كونهما اللونين السائدين في شعار الصرخة الحوثية، في خطوة منهم لصبغ العاصمة بلون شعارهم وإظهارها بالمظهر الحوثي الطائفي.
وعبّروا في الوقت ذاته، عن استيائهم الشديد جراء تصرفات الجماعة الانقلابية المفروضة على السكان في العاصمة وبقية المناطق الواقعة تحت قبضتها بقوة السلاح، والمبالغة في الاحتفال بطريقة تعد دخيلة على المجتمع اليمني، فضلاً عن تبذيرها للأموال الطائلة، خصوصاً أن غالبية الشعب اليمني يعاني حالة فقر غير مسبوقة وأوضاعاً معيشية صعبة.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر محلية في محافظة إب (وسط اليمن) أن ميليشيات الحوثي أنفقت نحو 4 مليارات ريال لإقامة فعاليتها السياسية تحت غطاء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
ونقلت وسائل إعلام محلية في إب، عن المصادر قولها إن الميليشيات وعبر مشرفيها في المحافظة والمديريات التابعة لها حشدت كل طاقتها لإقامة فعاليتها السياسية، إضافة إلى فعاليات أخرى مصاحبة لها في المديريات والمؤسسات، مشيرة إلى أن الميليشيات بددت في سبيل ذلك أربعة مليارات ريال كحصيلة ما نهبته من المال العام وما فرضته من إتاوات وجبايات تحت قوة السلاح والترهيب للمواطنين في إب.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فقد صرفت الميليشيات تلك المبالغ المنهوبة مقابل نفقات تحشيد وصور ولافتات وقبعات ولجان دفع.
ووصل إنفاق الميليشيات الحوثية في بقية المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرتها أضعاف أضعاف هذا المبلغ الذي صرفته في محافظة إب.
ويأتي هذا الاحتفال الطائفي الذي تقوم به جماعة الحوثي الانقلابية امتداداً لسلسلة احتفالات سابقة بدأتها بشكل موسع منذ سيطرتها على الدولة، في أواخر عام 2014.