هل يساهم المقاتلون الأجانب العائدون الى اوروبا في نشر التطرف؟
الإثنين 11/نوفمبر/2019 - 12:13 م
طباعة
حسام الحداد
توصل المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ المانيا و هولندا في أحدث دراساته إلى أنه أصبح من الضروري أن تقوم الدول الأوروبية بتقديم المساعدات النفسية والاجتماعية اللازمة للعائدين واسرهم وكذلك القصر لكن يتم ذلك تحت الرقابة الأمنية مع إقامة مراكز رعاية للأطفال إلى مراجعة هذه العائلات فور عودتها إلى أوروبا ، تبادل المهارات والخبرات والمعلومات بين السلطات الأمنية المختصة بمكافحة الإرهاب والتعاون المشترك بين العراق وسوريا والأجهزة المعنية في دول أوروبا
حيث ذكرت الدراسة التي قام بها المركز تحت عنوان " المقاتلون الأجانب العائدون الى اوروبا، هل يساهمون في نشر التطرف؟" أن الأوروبيون يقدرون بخمس مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وهم نحو عشرة آلاف تقوم قوات سوريا الديمقراطية بإحتجازهم، وإذا أرسلت قوات سوريا الديمقراطية حراس أماكن الاحتجاز إلي خطوط المواجهة فإن ذلك ينطوي على خطر هروب المحتجزين وفقا لما نقلته وكالة ” رويترز ” فى 13 اكتوبر 2019 ، أما عودة هؤلاء المقاتلون يشكل صداعا في رأس حكومات الدول الغربية، التي تعتبر عودتهم فرصة إما لنشر الفكر المتطرف أو لتنفيذ عمليات إرهابية.
وأنه رغم الهزيمة التي تكبدها ” داعش ” في سوريا والعراق ، ورغم عدم عودة الأوروبيين الملتحقين بالتنظيم الإرهابي بأعداد كبيرة إلى بلدانهم، فإن خطر وقوع هجمات إرهابية فى أوروبا” مرتفع جدا”. هذا ما توصل إليه “اليوروبول” ، وقال مانويل نافاريت، مدير مركز مكافحة الإرهاب في الوكالة في مؤتمر صحفي بمقرها في لاهاي “الخطر الرئيسي يأتي من المقاتلين الإرهابيين الأجانب برغم أن أعداد… العائدين منخفضة” وكشفت الشرطة الأوروبية أن هجمات الجهاديين ضد أهداف أوروبية زادت بأكثر من الضعف العام الماضي 2018، محذرة من أن خطر شن “داعش” هجمات أقل تطورا “لا يزال مرتفعا للغاية”. وذلك نقلا عن دويتشه فيله 20 يونيو 2018 .
كما أشارت الباحثة سيلفين سي، في المركز الدولي للعنف السياسي والإرهاب في سنغافورة، فى 26 اغسطس 2019 إلى مدى خطورة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، إذ سيحصلون على هوية خاصة لمقاتلين مسلحين مخضرمين مما يسبغ عليهم كاريزما مميزة تعطيهم قابلية لأن يصبحوا قادة متطرفين بإمكانهم التواصل مع من يعرفونهم من أعضاء التنظيم، الأمر الذي يعطيهم دافعاً لاستمرار انتمائهم لـ “داعش” والتواصل مع الآخرين إلكترونياً من أجل التجنيد أو نشر الحملات الدعائية لهم أو حتى التخطيط لعمليات إرهابية
كما أفادت دراسة غير الحكومية في 12 سبتمبر 2019 نقلا عن “فرانس برس “بأن ثلث الحالات التي تمت دراستها تتعلق بمقاتلين أجانب “غالبا ما يلعبون دور رواد التطرف أو قادة خلايا أو شبكات جاذبة” عند عودتهم إلى أوروبا. وتبحث السلطات الاوروبية عن 38 من هؤلاء. ولدى تقديم التقرير، تم إبلاغ مسؤولي الاتحاد الأوروبي المرتبطين بالسياسة الأمنية بأن معظم المدانين في أوروبا بجرائم الإرهاب استمروا في ارتكاب جرائم مماثلة بعد إطلاق سراحهم، وكانت جهود القضاء على التطرف غير ناجحة في غالب الاحيان.
نساء وأطفال داعش
وجدت الدراسة التي أصدرتها في بروكسل مجموعة “غلوبسك” غير الحكومية، ومقرها سلوفاكيا، بعد تدقيق في بيانات 326 من المتطرفين الأوروبيين الذين تم أسرهم أو ترحيلهم أو قتلهم منذ عام 2015، أن العديد من النساء والفتيات ما زلن يمثلن تهديدا كبيرا رغم أنهن أقلية صغيرة بين “المقاتلين الإرهابيين الأجانب” نقلا عن موقع ” العربية نت ” فى 12 سبتمبر 2019 ، وذكرت صحيفة ” الشرق الاوسط ” اللندنية ” أنه إلى جانب المقاتلين الأجانب تأتي تبعات النساء والأطفال المنتمين إلى تلك التنظيمات. كشف مخيم الهول في سوريا عن أعداد هائلة من النساء والأطفال المنتمين إلى تنظيم “داعش” ممن قطنوا إقليم باغوز قبل نزوحهم إلى المخيم، عن تأثرهم بالفكر الداعشي المتطرف، وتهديدهم للآخرين بالقتل والانتقام، وتأكيدهم استمرار تنظيم “داعش”. مثل هذه السلوكيات من قِبل النساء والأطفال “الدواعش” أدت إلى وضعهم فى مكان منفصل عن بقية قاطني المخيم. كما تعكس مدى التأثير السلبي على المحيط نتيجة التأثر بالفكر المتطرف والسلوكيات العنيفة.
وعلى الرغم من كل هذه التخوفات من سلوكياتهم المتطرفة فإنه يظهر توجه من قِبل الحكومات إلى استقبال الأطفال الذين نزحوا تحت وطأة قسوة وسلوكيات آبائهم نتيجة تطرفهم.
المقاتلون الأجانب في المانيا
سمحت ألمانيا لأول مرة في أغسطس 2019 لأطفال يُشتبه في انتماء آبائهم إلى تنظيم داعش بالعودة إلى أراضيها. وصرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بسعي بلاده لإعادة أطفال لآباء منتمين لـ”داعش” من سوريا إلى ألمانيا، وعدم تحميلهم مسؤولية ما فعله آباؤهم. ترى السلطات الألمانية أن المقاتلين الأجانب يشكلون خطرا داهما على الأمن العام، وتتعامل معهم كمصدر خطر لا يستهان به . وبات الجهاديون العائدون من سوريا والعراق في مركز اهتمام السلطات في ألمانيا، حيث تقوم الأجهزة الأمنية الألمانية بمراقبة العائدين من مناطق القتال، و تبحث كافة الإجراءات لكيفية التعامل مع العائدين وذويهم .أعلنت السلطات الألمانية وفقا لـ”DW” فى 25 يناير 2018 أن ” لا يوجد فارق فى التعامل فيما إذا كانت امرأة أو رجل حمل السلاح من أجل داعش أو أي منظمة إرهابية أخرى”. وأعرب المدعى العام الألمانى فى سياق ذلك أن المرأة التى لم تقاتل بنفسها من أجل “داعش” ولكنها تجوزت من مقاتلى داعش فى سوريا أو العراق . وأنجبت أطفالا هناك وربتهم وفقا لأيدولوجية التنظيم فهى “مدانه”.
وميزت دراسة تحليلية لدائرة “حماية الدستور حول مخاطر التشدد في ألمانيا” فى 7 أغسطس 2018 وفقا لـ”لشرق الأوسط .الهدف منها ليس اضطهاد الأطفال والقاصرين، وإنما “الوقاية من خطر تطرفهم”. بين ثلاث مجموعات من العائلات وهي العائلة التي تقاتل إلى جانب التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق ، العائلة التي عادت إلى ألمانيا بعد التحاقها بالجماعات المتطرفة والعائلة المتطرفة التي تعيش في ألمانيا. أيدت الدراسه مقترح الحكومة الألمانية لشمول القاصرين حتى سن 14 سنة في سنة 2016 بعد تعدد الجنايات التي يرتكبها الأطفال. و قضت المحكمة الاتحادية الألمانية وفقا لـ”DW” فى 5 مايو 2018 بعدم كفاية إقامة امرأة داخل منطقة سيطرة “داعش” لإصدار أمر بالقبض عليها. جاء ذلك بمثابة رفض لطلب المدعي العام القبض على إمرأة عادت مؤخرا إلى ألمانيا كان قد ألقي القبض عليها في العراق.
وخصت الدراسة إلى أن عودة المقاتلين الأجانب إلى دول أوروبا أصبح أمرا يمثل خطورة كبيرة ، وخاصة بعد أن تأثروا بالفكر الداعشى المتطرف وزادت اضطراباتهم النفسية نتيجة الممارسات غير السوية في مناطق النزاع ،و تطرح عودة المقاتلين الأجانب من مناطق النزاع إشكالية ما إذا كان من الممكن إعادة تأهيلهم أو محاكمتهم. نظرا لتداخل وتشابك الكثير من العناصر معا بخصوص العائدين. وتتباين رؤى أجهزة الاستخبارات الأوروبية حول عودة المقاتلين الأجانب إلى أوروبا . فتعتقد بعض الأجهزة الأمنية فى أوروبا أن كثيرين ممن عادوا منهم إلى بلادهم يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، بينما تعتقد فئة أخرى أن بعض هؤلاء “الدواعش العائدين” عادوا بهدف شن هجمات إرهابية ، ومع الكشف عن خطة داعش لشنّ هجمات إرهابية جديدة في أوروبا بعد أن فقد التنظيم آخر قطعة من “الخلافة” السابقة في سوريا من خلال العثور على قرصًا صلبًا يحتوي على وثائق تقدّم بالتفصيل مقترحات “مكتب العلاقات الخارجية لإدارة عمليات داعش في أوروبا” لتنظيم الأعمال الوحشية وتسليحها وتمويلها.. فالعودة هنا في كل الحالات قد تسبب مخاطر أمنية داهمه .