تركيا تنفذ تهديدها وتشرع في ترحيل الدواعش الأجانب إلى بلدانهم
الإثنين 11/نوفمبر/2019 - 12:40 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
بدأت تركيا في ترحيل عناصر تنظيم داعش الموجودين في سجونها إلى دولهم، وأعلنت وزارة الداخلية التركية، اليوم الاثنين 11 نوفمبر، أنه سيتم ترحيل 7 مقاتلين ألمان ينتمون لداعش إلى بلادهم يوم الخميس، كما سيتم ترحيل أمريكي ينتمي داعش أيضًا إلى بلاده.
وكانت السلطات التركية أعلنت في 4 نوفمبر الجاري، أنها ستعيد معتقلي تنظيم داعش الإرهابي إلى دولهم، حتى إذا ألغيت جنسياتهم، منتقدة نهج الدول الأوروبية بشأن القضية.
ويأتي القرار التركي ردا على تمسك كل من السلطات البلجيكية والبريطانية، بمحاكمة مقاتلي تنظيم داعش في العراق وسوريا.
حيث تلجأ بريطانيا، مثلا، إلى إجراء سحب الجنسية من الإرهابيين، حتى تقطع الطريق على عودتهم من سوريا والعراق.
أما فرنسا فتصر على وضع آلية قضائية قادرة على محاكمة جميع المقاتلين الفرنسيين على الأراضي العراقية، بعد نقلهم من سوريا، مكتفية باسترجاع نحو مئة من أطفال المقاتلين القابعين في مخيمات الاعتقال.
ولم يعرف بعد عدد المتشددين من تنظيم داعش الذين سيتم ترحيلهم، وتشير الأرقام إلى أن 1200 معتقلا من مقاتلي داعش يقبعون في سجون تركيا، و20% من هؤلاء أوروبيون، لكن الدول الأوروبية متشبثة بعدم استقبالهم.
وكانت تركيا هددت بإعادة مقاتلي داعش الأجانب الموجودين في قبضتها إلى دولهم، حيث قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، قبل أسبوع، إن "تركيا ستعيد أي مقاتلين في صفوف داعش الإرهابي قبض عليهم إلى بلادهم حتى لو كانوا جردوا من جنسياتهم".
وأضاف صويلو: "سنعيد من هم في قبضتنا، لكن العالم خرج بطريقة جديدة الآن: إسقاط جنسياتهم... هم يقولون إنه تجب محاكمتهم حيث اعتقلوا. أتصور أن هذا معيار جديد للقانون الدولي".
وتابع: "لا يمكن قبول هذا. سنعيد أعضاء داعش الذين في أيدينا إلى بلدانهم سواء ألغيت جنسياتهم أم لا. هم لكم، افعلوا بهم ما شئتم".
وبدوره أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية التركية، اسماعيل جاتاكلي، اليوم الاثنين، بدء ترحيل الإرهابيين الأجانب إلى خارج الحدود التركية.
وأوضح جاتاكلي، أن سلطات بلاده رحلت صباح اليوم إرهابيا أمريكيا، بعد إتمام إجراءاته القانونية في مركز الترحيل.
وأضاف جاتاكلي أن السلطات التركية تعتزم ترحيل اثنين آخرين أحدهما ألماني والآخر دنماركي، خلال الساعات القادمة، ليصل إجمالي المرحّلين إلى ثلاثة إرهابيين.
وأشار إلى انتهاء إجراءات ترحيل 7 إرهابيين يحملون الجنسية الألمانية، وأنه سيتم ترحيلهم يوم 14 نوفمبر الجاري.
ولفت جاتاكلي إلى وجود 11 فرنسيا واثنين يحملان الجنسية الايرلندية في مراكز الترحيل التركية، وأن إعادتهم إلى بلدانهم ستتم فور الانتهاء من إجراءات الترحيل المتخذة بحقهم.
وأكد متحدث الداخلية التركية، أن تركيا عازمة على ترحيل الإرهابيين الأجانب الذين ألقي القبض عليهم في سوريا، إلى بلدانهم.
وبحسب تقارير إعلامية فإن التهديد التركي لم يحدد دولاً بعينها إلا أن المعتقلين من الدواعش الأجانب ينتمون إلى أكثر من 70 دولة، خمسهم من الأوروبيين وفق بيانات سابقة، 1200 منهم موجودون في المعتقلات التركية اليوم، بالإضافة إلى 270 أخرين تقول أنقرة أنها ستضيفهم إلى حساباتها بعد ان قامت باعتقالهم مؤخرًا خلال عملياتها العسكرية في الشمال السوري.
يشار إلى أن تركيا دأبت على التلويح بإعادة المعتقلين الدواعش إلى بلدانهم كلما ساءت العلاقة مع العواصم الغربية، وهذا ما حصل مؤخرا، بعدما أدانت الدول الأوروبية العدوان التركي على شمال شرقي سوريا، بذريعة وجود صلات بين وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني الذي تدرجه أنقرة في قائمة المنظمات الإرهابية.
ويرى متابعون أن تركيا التي تلقي باللوم على الأوروبيين، هي التي سهلت عبور الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، عن طريق الحدود المشتركة، بعد الأحداث التي تلت سنة 2011، لكن أنقرة تصور نفسها، اليوم، بمثابة ضحية للمتشددين، رافضة أن تتحمل مسؤولية الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها.