مجلس كنائس الشرق الأوسط ينعي مقتل داعش لكاهن الأرمن بسوريا
الثلاثاء 12/نوفمبر/2019 - 12:37 م
طباعة
روبير الفارس
أصدر مجلس كنائس الشرق الاوسط بيانا نعي فيه مقتل داعش لراعي كنيسة الارمن الكاثوليك في دير الزور بسوريا وجاء في البيان الذى صدرت بعدة لغات مرّة جديدة يضرب الإرهاب الإجرامي الأبرياء فيحصد أرواحًا نقيّة ويجرح مواطنات ومواطنين عزّل في القامشلي، ومرة أخرى تدفع الكنيسة ثمنًا غاليًا، إذ طالت يد الغدر راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك في المدينة هوسيب أبراهام بيدويان ووالده حين انتقالهما من محافظة الحسكة الى دير الزور للإشراف على ترميم كنيسة الأرمن الكاثوليك في المدينة.إن مجلس كنائس الشرق الأوسط إذ يُدين هذه الجريمة النكراء كما كل الجرائم بحق الأبرياء يدعو المؤمنين لرفع الصلوات عن روح كل الشهداء، والاستثمار في مبادرات السلام والمصالحة، واستلهام شهادة الأب بيدويان لتثبيت الحضور المسيحي علامة رجاء ومحبة في هذا الشرق الجريح.
وعقب مقتل الكاهن قتل ستة مدنيين على الأقل وأصيب 22 آخرون بجروح في ثلاثة تفجيرات متزامنة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر كردي.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن هذه التفجيرات التي وقعت بعد وقت قصير من تبني تنظيم داعش قتل كاهن أرمني كاثوليكي من المدينة مع والده أثناء توجههما إلى مدينة دير الزور في شرق البلاد.
وضربت ثلاثة تفجيرات مدينة القامشلي، استهدف أحدها وفق المرصد منطقة مكتظة في سوق وسط المدينة وثان قرب مدرسة، ونتجت عن تفخيخ سيارتين ودراجة نارية. وشاهد مراسل فرانس برس في المدينة سيارات متفحمة ودخانًا يتصاعد من موقعين على الأقل، بينما عمل مسعفون على نقل الجثث والجرحى وانهمكت سيارات الاطفاء باخماد النيران.
وقتل الكاهن ووالده أثناء توجههما إلى دير الزور للإشراف على عملية ترميم كنيسة فيها، وفق المرصد، بعد تعرضهما لاطلاق نار من مسلحين. وفي وقت لاحق، تبنى تنظيم داعش في بيان تناقلته حسابات جهادية ارتكاب الاعتداء. ونشر صورة عن بطاقة الكاهن ويدعى الأب ابراهيم حنا بيدو صادرة عن أبرشية الأرمن الكاثوليك في شمال شرق سوريا. تبنى تنظيم “داعش” عملية اغتيال راعي كنيسة “الأرمن الكاثوليك”، الكاهن هوسيب أبراهام بيدويان، ووالده أبراهام حنا بيدو، في ريف دير الزور الشرقي.
ونشرت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، بحسب ما رصدته عنب بلدي عبر “تلجرام”، أمس، الاثنين 11 من نوفمبر، بيانًا قالت فيه إن مقاتلي “داعش” أطلقوا النار على السيارة التي كانت تقل هوسيب ووالده أبراهام، في قرية الزر التابعة لناحية البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
كما نشرت شبكة “فرات بوست” المحلية تسجيلًا مصورًا يظهر السيارة التي كانت تقل هوسيب ووالده أبراهام، بعد وقت قصير على مقتلهما، مشيرة إلى أنهما كانا متوجهين لترميم كنيسة “الأرمن الكاثوليك” في مدينة دير الزور، ليتم اغتيالهما في طريق السفر.
وينشط تنظيم “داعش” في مناطق شرق الفرات، عبر خلايا متفرقة تنفذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات عسكرية ومدنية وإدارية، وسط تبنٍّ يومي لتفجيرات وعمليات أمنية عبر إعلامه الرسمي.
وانتهى نفوذ تنظيم “داعش” في آخر معاقله ببلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، في آذار الماضي، بعملية عسكرية خاضتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وتشهد أرياف دير الزور والرقة والحسكة عمليات أمنية بشكل يومي من قبل مجهولين، وتركز على قياديين وعناصر من “قسد”، إلى جانب اغتيالات تطال مخاتير وشخصيات إدارية ودينية ومدنية، ويتبنى تنظيم “الدولة” معظم تلك العمليات عبر وكالة “أعماق” التابعة له.
وكان المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جلين فاين، حذر ، من عودة تنظيم “داعش” للظهور في سوريا، في حال سحبت الولايات المتحدة قواتها من البلاد.
وقال فاين، “رغم خسارته خلافته على المستوى الإقليمي، إلا أن تنظيم داعش عزز قدراته في العراق، واستأنف أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي من السنة”.
وأصدرت المنظمة الكاثوليكية الفرنسية "لوفر دوريان" بيانًانشره موقع ابونا الكاثوليكي بالاردن نددت فيه بـ"الاعتداء الارهابي الذي استهدف الأب ابراهيم حنا، الناشط بشكل ملفت في مشاريع اعادة الاعمار واستقبال اللاجئين في شرق سوريا" موضحة أنه كان متوجها لزيارة موقع للمنظمة عندما تعرض للقتل. كما نددت المنظمة بالتفجيرات الثلاثة "التي وقعت على مقربة من كنائس في القامشلي" ودعت المجتمع الدولي والسلطات الكردية والسورية الى "ضمان سلامة الطوائف المسيحية".
ويعيش نحو مليون مسيحي في سوريا.
وغالبًا ما تعرضت المدينة لاعتداءات داميّة عدّة خلال سنوات النزاع، تسبّب أكبرها في مايو 2016 بمقتل 48 شخصًا على الأقلّ وإصابة العشرات بجروح وفق المرصد، جرّاء تفجير شاحنة مفخّخة في المدينة، تبنّاه تنظيم داعش.
ويتقاسم الأكراد وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي منذ العام 2012، حين انسحبت قوات النظام تدريجيًا من المناطق ذات الغالبية الكردية. وتحتفظ دمشق بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وتعرضت مناطق في شمال شرق سوريا لهجوم شنته تركيا الشهر الماضي ضد المقاتلين الأكراد، انتهى بسيطرتها على منطقة حدودية بطول نحو 120 كيلومترًا. وأوقفت تركيا هجومها في 23 اكتوبر بعد وساطة أميركية واتفاق مع روسيا نصّ على أن تسهّل موسكو انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها أنقرة "إرهابية"، من منطقة بعمق 30 كيلومترًا من الحدود مع تركيا. كما تم الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة قرب الحدود، تستثني بشكل أساسي مدينة القامشلي.