قائد "سوريا الديمقراطية" يحذر من عودة داعش علي يد تركيا
الأربعاء 13/نوفمبر/2019 - 11:24 ص
طباعة
أميرة الشريف
اتهم قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم كوباني، تركيا بتشجيع تنظيم داعش الإرهابي على إعادة تنظيم صفوفه والعودة إلى المناطق التي تم طرده منها، محذرا في الوقت نفسه من هجمات محتملة قد يشنها التنظيم في دول غربية.
ووفق "سكاي نيوز"، قال كوباني: "خطر عودة داعش كبير جدا وجدي الكثير من الناس لا يعرفون هذا ولكنه حقيقي، العدوان التركي وفر المساحة وأعطى الأمل لعناصر داعش، والمدن التي دخلتها تركيا ستكون قاعدة لداعش ليعيد تشكيل نفسه".
وشنت تركيا عدوانا علي مناطق في شمال وشمال شرق سوريا، بزعم إبعاد المقاتلين السوريين الأكراد عن الحدود، إلى أن أوقفت العملية العسكرية بعد إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة، يضمن انسحاب الأكراد من تلك المناطق.
وتعدّ أنقرة المقاتلين الأكراد "إرهابيين" وترغب بإبعادهم عن حدودها، وسبق أن نفّذت هجومين في سوريا: الأول ضد تنظيم داعش عام 2016 والثاني ضد الوحدات الكردية عام 2018.
واتهم قائد قوات سوريا الديمقراطية تركيا، العضوة في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بأنها تشجع داعش على العودة إلى المناطق التي طردته القوات الكردية والتحالف الدولي منها.
وقال لـ"سكاي نيوز": "نعم هذا صحيح.. هذا اتهام جدي، ولكن هناك أدلة تثبت صحته، والكثير من الناس يعرفون ذلك"، واستطرد قائلا: "هذا لا يقتصر على عناصر داعش، إذ يشمل أيضا عناصر سابقين في النصرة والقاعدة، الذين قاتلناهم في 2013 و2014".
من جانبها، تنفي تركيا تلك الاتهامات تماما، لكن مقاطع فيديو تم تصويرها في شمال سوريا، تملكها قوات سوريا الديمقراطية، واطلعت عليها سكاي نيوز، أثبتت أن مسلحين متشددين قاتلوا إلى جانب الجيش التركي.
وفيما يتعلق بالمساجين التابعين لداعش، الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية، قال مظلوم كوباني إنه لا يمكن لقواته احتجازهم لوقت طويل.
وأضاف: "طلبنا من الدول الأوروبية مرارا أن تستعيد مواطنيها المحتجزين لدينا وتحاكمهم على أراضيها، أو أن تنظم محكمة دولية هنا، لأنه ليس بإمكاننا أن نحتجزهم إلى الأبد".
وقال كوباني: "هذا ممكن، فهو أحد الأشياء التي قد تحدث في المستقبل، فنحن لا نعرف مصير هؤلاء المساجين في سوريا، كما أن ميزان القوى هنا اختلف".
واستطرد في حديثه بشأن القوات الأميركية الموجودة في سوريا، بعد إعلان ترامب سحبها من تلك المناطق. وقال كوباني: "بالرغم من ذلك (تصريحات الرئيس الأميركي)، فإن مهمتهم أصبحت مشوشة، وبالتالي فإن داعش قادر على إعادة تنظيم نفسه".
وختم لقائه، محذرا من أن يشن تنظيم داعش هجوما كبيرا في أحد الدول الغربية، على غرار الهجوم الذي وقع في "مانشستر أرينا" في بريطانيا، في مايو 2017، وراح ضحيته 22 شخصا.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عنصرا أساسيا فيها، على معظم الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش في سوريا سابقا، وتحتجز الآلاف من الدواعش في السجون وعشرات الآلاف من أسرهم في مخيمات.
وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية 12 ألف عنصر من تنظيم داعش الإرهابي، من بينهم 2500 إلى 3 آلاف أجنبي من 54 دولة، بحسب مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، عبد الكريم عمر.
ويتوزع هؤلاء على 7 سجون مكتظة، موزعة على عدة مدن وبلدات، بعضها عبارة عن أبنية غير مجهزة تخضع لحراسة مشددة.
وعبرت قوات سوريا الديمقراطية مؤخرا عن خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية، سلبا على جهودها في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات، كما في ملاحقة الخلايا النائمة لداعش.