لقاء ترامب وأردوغان.. فشل في حل الأزمة السورية

الخميس 14/نوفمبر/2019 - 01:23 م
طباعة لقاء ترامب وأردوغان.. أميرة الشريف
 
علي الرغم من التوترات بين الطرفين، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحب بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترحيبًا حارًا في اجتماع جمع بينهما أمس، الأمر الذي يتناقض مع الغضب السائد في الكونجرس الأمريكي حول الهجوم التركي في شمال سوريا لإبعاد فصيل كردي كان الشريك الرئيسي لواشنطن في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
وطالب ترامب من أردوغان العدول عن صفقة شراء نظام روسي للدفاع الصاروخي، ووصف الصفقة بأنها تحدٍ في غاية الخطورة للعلاقات الثنائية، لكنه وصف لقاءهما برائع.
وبعد الاجتماع الذي ترقبه كثيرون لمعالجة أزمة في العلاقات، قال ترامب إنه من كبار المعجبين بالرئيس التركي، وإن اللقاء بينهما كان مثمرًا.
لكن الزعيمين لم يفسرا بعبارات واضحة كيف سيتغلبان على الخلافات المتصاعدة في قضايا عديدة من توغل القوات التركية في سوريا لمحاربة حلفاء أمريكا الأكراد إلى شراء تركيا نظام الدفاع الصاروخي ”إس-400“ الروسي.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك إن شراء تركيا معدات عسكرية روسية متطورة مثل نظام ”إس-400″ يخلق تحديات في غاية الخطورة لنا، ونحن على تواصل دائم في هذا الأمر.
 وأضاف: تحدثنا عنه اليوم وسنتحدث عنه في المستقبل، ونأمل أن نتمكن من تسوية هذا الوضع.
وبعد دقائق من المؤتمر الصحفي المشترك أصدر البيت الأبيض بيانًا استخدم لهجة أكثر حزمًا من لهجة الزعيمين اللذين يتباهيان بوجود علاقة شخصية وثيقة بينهما، في حين أن العلاقات بين الحكومتين فاترة.
وربط البيان حل خلافات أخرى بـ تسوية المشاكل المتعلقة بشراء تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 “.
وتقول واشنطن إن شراء أنقره النظام الروسي لا يتوافق مع دفاعات حلف شمال الأطلسي ويمثل أيضًا تهديدًا للمقاتلة إف-35، التي تطورها شركة لوكهيد مارتن.
وتخشى واشنطن أن تعمد تركيا، التي كانت حائط صد في مواجهة الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، إلى تعميق العلاقات مع موسكو على حساب شراكتها مع الولايات المتحدة.
وتجاهلت تركيا تهديدات أمريكية بفرض عقوبات عليها وبدأت تتسلم أولى وحدات النظام الروسي في يوليو الماضي. 
وعقابًا لتركيا قررت الولايات المتحدة حظر بيع الطائرة إف-35 لها وأخرجتها من برنامج تشارك فيه عدة دول لإنتاج الطائرة.
ويوم الأربعاء قال الزعيمان إنهما سيعملان على تسوية هذه المسألة دون أن يوضحا السبيل إلى ذلك. وقال ترامب ”طلبنا من وزير خارجيتنا ووزير الشؤون الخارجية (التركي) ومستشارينا للأمن القومي العمل على الفور لتسوية مشكلة إس-400
وقال أردوغان إنه لا يمكن للبلدين التغلب على الخلاف سوى من خلال الحوار، متابعًا: ”نحن متفقون على تعزيز العلاقات التركية الأمريكية على أساس متين، وقد اتفقنا على فتح صفحة جديدة في علاقتنا.
وقال ترامب لأردوغان وهما يقفان متجاورين في المكتب البيضاوي نحن أصدقاء منذ فترة طويلة، تقريبًا منذ اليوم الأول. وكل منا يفهم بلد الآخر.
وقال ترامب عن أردوغان وزوجته أمينة هما يحظيان باحترام كبير في بلدهما وفي المنطقة.
وكانت العلاقات الثنائية تراجعت لمستوى متدنٍ الشهر الماضي عندما بدأ أردوغان التوغل العسكري مستهدفًا الأكراد.
وتعرض ترامب لضغوط شديدة من الجمهوريين بعد أن سحب القوات الأمريكية من المنطقة، ممهدًا الطريق أمام التوغل التركي. ويوم الأربعاء قال أردوغان إن تركيا هي أفضل شريك للولايات المتحدة في الحرب على الدولة الإسلامية.
وقال أردوغان: يمكن لتركيا والولايات المتحدة العمل معًا للقضاء على تنظيم داعش وجلب السلام إلى سوريا.
وأضاف أردوغان إنه طلب من ترامب التوقف عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقره قوة معادية لكنها تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا في محاربة الدولة الإسلامية، لكنه لم يذكر كيف رد ترامب.
وسبق وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن ليس لديها نية لإنهاء الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية.
ودعا ترامب خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى البيت الأبيض لمحاورة أردوغان، فيما يتعلق بأكراد سوريا ونظام الدفاع الصاروخي إس-400.
وعقب الاجتماع قال السناتور لينزي جراهام المقرب من ترامب والذي نادى بفرض عقوبات على تركيا بسبب توغلها في سوريا إن المناقشة التي جرت في البيت الأبيض مع أردوغان كانت صريحة ومباشرة.
وأضاف في بيان آمل أن ننقذ هذه العلاقة، لكن الزمن وحده هو الذي سيكشف ما إذا كان ذلك ممكنًا.
وانتقد أردوغان الكونجرس الأمريكي، خاصة تصويتًا في مجلس النواب الشهر الماضي لصالح قرار غير ملزم يعترف بأن مقتل 1.5 مليون أرمني قبل قرن كان من أعمال الإبادة الجماعية.
ووصف أردوغان قرار مجلس النواب في كلمته اللاحقة بأنه مخزٍ ومخالف للحقائق التاريخية.

شارك