مع مطالبات إسقاط المرشد.. الاحتجاجات تتسع بوجه نظام الملالي

السبت 16/نوفمبر/2019 - 02:37 م
طباعة مع مطالبات إسقاط أميرة الشريف
 
يبدو أن أيام نظام الملالي أصبحت معدودة مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات في ايران بعد رفع أسعار البنزين، حيث أغلق المحتجون الإيرانيون طرقاً رئيسة في طهران وأصفهان وشيراز، كما هتف المحتجون ضد تدخلات إيران في الخارج.
وعمت مساء أمس الجمعة عدة مدن إيرانية احتجاجات ضد رفع أسعار الوقود، وملأت المقاطع المصورة مواقع التواصل الاجتماعي مظهرة هتافات الغضب التي أطلقها المحتجون ضد السلطات الإيرانية، حتى إن بعضها طال المرشد الإيراني، علي خامنئي، والسياسة الخارجية أيضاً، إذ هتف البعض "لا سوريا ولا غزة" .
وفي يومها الثاني، بلغت الاحتجاجات حد إحراق فرع للمصرف الوطني، بالتزامن مع مطالب بإسقاط نظام المرشد، ورفض تدخل طهران في شؤون الدول العربية.
وارتفع عدد قتلى احتجاجات إيران إلى 5 أشخاص بعد مقتل متظاهر في سيرجان البارحة، وسقوط 4 متظاهرين في مدينة المحمرة جنوب إقليم الأهواز بينهم طفل يدعى علي غزلاوي التميمي ويبلغ من العمر 12 عاما، بالإضافة إلى 13 جريحا، فجر السبت، برصاص قوات الأمن.
من جهته، وصف المدعي العام الإيراني محمد جعفر منظري الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب" مهددا بمواجهة المحتجين.
ووفق "إيران إنترناشيونال" كشفت أن الاحتجاجات امتدت إلى 18 مدينة إيرانية.
من جهتها، قالت مريم رجوي؛ رئيسة الجمهورية المنتخبة من قِبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ائتلاف مجاهدي خلق: إن نظام الملالي، برفع سعر البنزين بنسبة ثلاثة أضعاف، يتسبّب في جعل الكادحين أكثر فقراً، بينما مفاصل اقتصاد البلاد في قبضة خامنئي وروحاني ومختلسي آلاف المليارات في حواشيهم.
وأضافت: هؤلاء ينهبون ثروات الشعب ويبدّدونها في إشعال الحروب والمشاريع النووية والصاروخية اللا وطنية خدمة لغصب السلطة الشعبية.
وقالت "رجوي": تحية للمواطنين الغيارى في مدن مشهد وشيراز وكرج وسيرجان والأهواز وأخرى من مدن محافظة خوزستان الذين انتفضوا للاحتجاج على زيادة سعر البنزين من قبل نظام الملالي الفاسد وهم يهتفون الموت للدكتاتور والموت لروحاني.. أدعو جميع الشباب إلى القيام بدعم المتظاهرين.
وكان التلفزيون الإيراني قد أكد أن سعر لتر البنزين العادي سيزيد إلى 15 ألف ريال (12.7 سنت أمريكي) من عشرة آلاف ريال، وأن الحصة الشهرية للسيارة الخاصة تحددت عند 60 لتراً، وسيبلغ سعر أي مشتريات إضافية 30 ألف ريال للتر.
في ذات السياق ، أفادت مصادر للعربية نت أن الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في إيران اتسعت، اليوم السبت 16 نوفمبر 2019، لتطال عشرات المدن، فيما قُتل محتجان أحدهما يدعى جواد نظري والآخر ميثم عبدالوهاب منيعات، وأصيب عدد آخر بجروح في مدينة سيرجان الإيرانية.
ونقلت وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) شبه الرسمية عن حاكم مدينة سيرجان بالإنابة محمد محمود آبادي قوله: "للأسف قتل شخص"، مؤكداً أنه "مدني". وأشار إلى أنه لا يزال من غير الواضح إن كان "تم إطلاق النار عليه أم لا". وأضاف أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح خلال التظاهرات.
وشدد محمود آبادي على أنه "لم يُؤذَن لقوات الأمن بإطلاق النار وسُمح لهم فقط بإطلاق عيارات تحذيرية، وهو ما قاموا به".
وذكر أن بعض الأشخاص استغلوا "التجمّع الهادئ" الذي أقيم في سيرجان وقاموا بـ"تخريب ممتلكات عامّة ومحطات وقود وأرادوا الوصول إلى خزّانات الوقود وإضرام النيران فيها".
وأفاد ناشطون إيرانيون، بامتداد التظاهرات المنددة برفع سعر الوقود إلى 53 مدينة إيرانية، حيث عمد عدد من المحتجين، في طهران، إلى قطع "أوتوستراد همت"، و"أوتوستراد حكيم" عبر إطفاء محركات السيارات، بغية الاحتجاج على رفع أسعار الوقود.
كما أغلقوا "أوتوستراد إمام علي" أحد أکبر الطرق الرئیسیة في العاصمة.
وهتف المحتجون الذين أوقفوا سياراتهم في العاصمة الإيرانية، السبت، "يسقط الدكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي.
كما أغلق آخرون أحد الطرق الرئيسية في مدينة أصفهان (وسط إيران) بالسيارات، رفضاً لتلك الزيادات المفاجئة.
وأطلقت قوات الأمن النار على المحتجين لتفريقهم في مدينة بوشهر جنوب إيران.
وشهدت مناطق شيراز، وسلطان آباد، عاصمة محافظة فارس جنوب إيران، إغلاقاً للطرق، حيث عمد بعض المحتجين إلى إحراق الإطارات، كما وقعت اشتباكات في مدينة كرمانشاه غرب إيران بين الأمن والمحتجين.
فيما، شهدت مدينة المحمرة، جنوب غرب إيران (ذات أغلبية العربية) اشتباكات بين الأمن والمجتجين، وسط أنباء عن سقوط قتلى.
وفي مدينة بهبهان، جنوب غربي إيران، أضرم محتجون النار في "المصرف الوطني"، بحسب ما أفادت مواقع إيرانية معارضة.
ورفع محتجون في طهران شعارات تتهم قوات الباسيج بالسيطرة على أموال النفط، كما أعلنت أن التظاهرات كانت "كبيرة" في مدينة سيرجان (وسط) حيث "هاجم أشخاص مستودعاً للوقود في المدينة وحاولوا إحراقه"، لكن الشرطة تدخلت لمنعهم.
وأوضحت أن احتجاجات "متفرقة" جرت في مدن بينها مشهد وبيرجند والأهواز وعبدان وخرمشهر وماهشهر وشيراز وبندر عباس، إلا أنها اعتبرت أن الاحتجاجات اقتصرت على تعطيل حركة السير، موضحة أن التظاهرات توقفت بحلول منتصف الليل.
ورد الرئيس الإيراني حسن روحاني على الاحتجاجات بقوله إن "ذلك تم لمصلحة الشعب وطبقات المجتمع الفقيرة". وقال خلال اجتماع للحكومة، الجمعة إن "زيادة سعر النفط تتيح مساعدة فئات المجتمع التي تواجه صعوبات أي 75 في المئة من السكان".
وأضاف "ينبغي ألا يتصور أحد أن الحكومة تقوم بذلك، لأنها تواجه صعوبات اقتصادية، لن يذهب ريال واحد إلى الخزينة العامة".
في المقابل، أكد السياسي المحافظ، أحمد توكلي، عبر تويتر أن هذه الزيادة "ستنقل فقط عبء عدم كفاءة الحكومة إلى كاهل الشعب".
بدوره اعتبر الإصلاحي، مصطفى تاج زاده، أن زيادة سعر البنزين تزامناً مع تنامي التضخم والبطالة والعقوبات هو خيار سيئ.
وبدأت، الجمعة، تقنين توزيع البنزين ورفعت أسعاره بنسبة 50 بالمئة أو أكثر، في خطوة جديدة تهدف لخفض الدعم المكلف الذي تسبب بزيادة استهلاك الوقود وتفشي عمليات التهريب.
وتوفر إيران البنزين الذي يعد الأكثر دعماً في العالم، إذ كان سعر اللتر يبلغ 10 آلاف ريال (أقل من تسعة سنتات).
إلى ذلك، أفادت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أنه من الآن فصاعداً سيكون على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف ريال (13 سنتًا) للتر لأول 60 لتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر. وسيُحسب كل لتر إضافي بـ30 ألف ريال.
واستُحدثت بطاقات الوقود للمرّة الأولى في 2007 في مسعى لإصلاح منظومة الدعم الحكومي للوقود ووضع حد للتهريب الذي ينتشر على نطاق واسع.
وبحسب "إرنا"، فقد دفع انخفاض أسعار البنزين بشكل كبير إلى زيادة الاستهلاك مع شراء سكان إيران البالغ عددهم 80 مليوناً ما معدله 90 مليون لتر في اليوم. وتسببت كذلك بارتفاع مستوى عمليات التهريب المقدّرة بنحو 10 إلى 20 مليون لتر في اليوم.
وازداد التهريب في وقت انخفض الريال مقابل الدولار منذ تخلّت واشنطن بشكل أحادي عن اتفاق 2015 النووي، الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران وأعادت فرض عقوبات مشددة عليها العام الماضي.
ووفق تقارير إعلامية، باتت نسبة التضخم تبلغ أكثر من 40 بالمئة حالياً، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي بأن ينكمش الاقتصاد بنسبة تسعة بالمئة هذا العام وأن يشهد ركوداً في 2020.

شارك