إيران تستفز العالم.. تنتهك سواحل المتوسط وتدعم الإرهاب وتُخصب اليورانيوم
الأحد 17/نوفمبر/2019 - 12:36 م
طباعة
محمد عبد الغفار
يعتقد النظام الإيراني أن تصعيده الدبلوماسي والعسكري المتواصل- منذ إعلان الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، مايو 2018- سوف يجدي نفعًا، دون النظر إلى طبيعة الخلاف ما بين النظام الحالي والسابق الذي عقد الاتفاق النووي معها في عام 2015.
ولم يكتفِ نظام الملالي بالخطوات الأربع التي اتخذها لتقليص التزاماته تجاه الاتفاق النووي، والتي ركزت على رفع الحد الأقصى لتخصيب اليورانيوم المخصب، وتشغيل أجهزة الطرد المركزي، وإعادة تشغيل المنشآت النووية مثل منشأة فوردو النووية في 6 نوفمبر 2019، ولكن امتد إلى ما هو أبعد من ذلك بمزيد من التصريحات والتصرفات المستفزة.
على صعيد التصرفات غير المسؤولة والتصريحات المنفلتة برتوكوليا، أعلن قائد مقر ثامن الأئمة التابع للقوات البرية في الحرس الثوري حسين مرتضوي خلال كلمته بمناسبة احتفالات عيد المولد النبوي، الخميس 14 نوفمبر 2019، أن توجيهات المرشد الإيراني كانت السبب في وصول القوات الإيرانية وأتباعها إلى ساحل البحر المتوسط.
واعتبر القائد في الحرس الثوري الإيراني أن الميليشيات الإرهابية التي تتبع لبلاده، والتي وصفها بـ«المقاومة»، نجحت في التواجد بقوة في المحيط الإقليمي لطهران، في إشارة إلى حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق، مضيفًا أن هذه القوات نجحت في «تأمين محيط إيران بصورة تامة».
ولم يكن هذا الاعتراف الإيراني هو الأول من نوعه منذ الأزمة النووية الأخيرة؛ حيث أعلن رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، أكتوبر 2019، خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة فونيكس الصينية، عن تولي ميليشيا الحرس الثوري تقديم الدعم اللوجيستي والعسكري لقوات الحوثي الإرهابية الموجودة في اليمن.
وأضاف باقري في حديثه إلى أن بلاده لم تتوقف عن دعم من وصفهم بالحلفاء في اليمن، ولكن امتد الأمر إلى دعم الميليشيا الإيرانية الموجودة في سوريا والعراق، والتي تتدخل بصورة واسعة في الحياة السياسية بالدول.
رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، 8 مايو 2019، رغبته في عقد اجتماع شامل بالقادة الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق جديد، مقدمًا 12 شرطًا كأساس لاتفاقية متكاملة، وهو ما أكد عليه المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران برايان هوك في تصريحات صحفية، إلا أن إيران اعتبرت الخطوة الأمريكية تنازلا من واشنطن، وبدلا من الذهاب إلى طاولة المفاوضات تمادت في صلفها واستفزازها بممارسة أنشطتها المشبوهة نوويًّا، علاوة على دعمها الصريح للإرهاب.
وقال الخبير في الشؤون الدولية حسن الهشميان في تصريحات تلفزيونية: إن إيران تعترف بالتدخل في دول المنطقة بصورة واضحة، ويرجع ذلك إلى وجود صراع بين الحرس الثوري الإيراني والقوات التابعة له وبين الحكومة الإيرانية، وسيطرة قاسم سليماني على ملف السياسة الخارجية، ورغبته في مواجهة القرارات الأمريكية واقتناعه بالقدرة على مواجهة العقوبات الأمريكية في الملف النووي.
وأضاف الخبير في الشؤون الدولية أن إيران تتحكم في أعداد بالغة من الأفراد في ميليشياتها، خصوصًا في سوريا والعراق واليمن ولبنان، والتي تأخذ أوامرها من المرشد الإيراني وقاسم سليماني، وهي دول عسكرية داخل الدول العربية، ولابد من الوقوف أمامها بصورة واضحة وقوية لحماية نفسها، معتبرًا أن اعتراف طهران بهذه التدخلات يعد تحديًا واضحًا للدول العربية بصورة خاصة وللنظام الدولي بصورة عامة.