تقرير دولي يكشف عن مستقبل «داعش» في أوروبا

الأحد 17/نوفمبر/2019 - 12:45 م
طباعة تقرير دولي يكشف عن معاذ محمد
 
نشر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ومقره هولندا، الجمعة 15 نوفمبر 2019، تقريرًا أعدته وحدة الدراسات والتقارير، تحت عنوان: «تنظيم داعش.. كيف سيكون نشاطه في أوروبا؟»، ناقش خلاله مستقبل التنظيم في القارة، واحتمالية وقوع هجمات إرهابية، خصوصًا مع عودة المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق.
وبحسب المركز، فإن الإرهاب ظل يشكل تهديدًا رئيسيًّا للأمن في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي عام 2018، ونفذت هجمات إرهابية في باريس ولييج وستراسبورغ، ليظل تنظيم داعش هو التهديد الفعلي والراهن لها، خصوصًا بعد الحديث عن عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، وصعوبة التحكم في تدفقهم ورصد تحركاتهم بدقة.
ويقول التقرير، إن مستوى النشاط الإرهابي لتنظيم داعش في أوروبا تراجع، مشيرًا إلى أن عدد الوفيات انخفض بنسبة 75%، من 827 في 2016 إلى 204 في 2017، موضحًا أن البيانات الأولية لعام 2018 تشير إلى أن هذا الاتجاه سيستمر.
وأوضح المركز، أن أوروبا تحسّنت من أثر الإرهاب، وسجلت انخفاضًا ملحوظًا في عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب، على الرغم من تهديد العائدين والتطرف الإلكتروني، فإنه بالرغم منذ ذلك ارتفعت عدد الحوادث الإرهابية إلى 282.
ووفقًا للتقرير، فإن انخفاض تلك الهجمات الإرهابية في أوروبا الغربية يشير إلى أن قدرة تنظيم «داعش» علي التخطيط و تنسيق الهجمات الإرهابية على نطاق أوسع قد انخفض، وأن زيادة التدابير الرامية إلى مكافحه الإرهاب فعالة.
وأشار التقرير، إلى أن تنظيم «داعش» اعتمد كثيرًا على الجانب الأمني والاستخباراتي المعلوماتي في عمله أكثر من الجهد العسكري، موضحًا أن التسريبات من داخل التنظيم كشفت أنه اعتمد أكاديمية عسكرية أمنية في تدريب بعض أفراده، ومنحهم دروسًا مطولة عبر الانترنت في مجال الاستخبارات.
وشدد المركز في تقريره، على أن التنظيم لا يزال يمثل تهديدًا برغم الهزائم التي مني بها، مشيرًا إلى أن جهاز الاستخبارات التابع له هو أحد الوحدات السرية التي تُشكِّل الهيكل التنظيمي، وأتيح له كل الإمكانات المتاحة، واستطاع تجنيد الجواسيس والاتصال بأعداد كبيرة من المتطرفين في مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أنهم لعبوا دورًا حيويًّا في جميع العمليات الإرهابية التي شنها «داعش». 
بحسب تقرير لصحيفة «إندبندنت» البريطانية، 24 مارس 2019، فإنه تم الكشف عن خطة تنظيم «داعش» لتوجيه هجمات إرهابية جديدة في أوروبا، بعد أن فقد آخر قطعة في سوريا،
كما كشفت وثائق سقطت من طرف جهاديي التنظيم تفاصيل مخططات لتنظيم و تمويل وتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة في أوروبا.
وأشار المركز الأوروبي، إلى أن مراقبين متخصصين في مجلس الأمن الدولي، رسموا صورة مقلقة لحركة إسلامية متطرفة عالمية لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا على الرغم من النكسات الأخيرة، بسبب العدد الكبير من الأجانب الذين سافروا إلى «الخلافة» للقتال، ولا يزال الكثير منهم على قيد الحياة.
وأوضح المراقبون، أن مصدر القلق الدولي في المستقبل من ناحية «أجانب داعش»، ينبع من احتمالية انضمام بعضهم إلى تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات الإرهابية التي قد تظهر، مما ينتج عنه قادة أو متطرفين.
ويقول التقرير، إن الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش قد انجزت، إلا أن هذا لا يعني هزيمة داعش كحركة وأيديولوجيا فكرية، والتي يمكن أن تستمر في العديد من المواقع والمناطق، خصوصًا أوروبا الغربية.
ويتوقع المركز، أن يؤدي تراجع تنظيم داعش إلى زيادة الهجمات على الأراضي الأوروبية، على الرغم من ضآلته في السابق، بالإضافة إلى عودة المزيد من الجهاديين إلى أوروبا، حتى وإن كانت الأعداد صغيرة.
وأشار التقرير، إلى أنه من الممكن أن تعلّق الخلايا السرية للتنظيم نشاطها في أوروبا، مع الإبقاء على عنصر الاتصال بها لفترة متوسطة أو طويلة، لغرض تمويه أجهزة الأمن والاستخبارات الأوروبية، من أجل أن تنفذ بعد ذلك سلسة هجمات، معتمدين في ذلك على عنصر المفاجأة والمباغتة، بهدف بث الرعب.
وشدد تقرير المركز، على ضرورة زيادة التنسيق الاستخباراتي بين الدول الأوروبية، وخصوصًا التي تحوي عناصر مشبوهة يحتمل سفرها للوصول إلى أراضي القارة، بالإضافة
إلى تكثيف الاستخبارات لعمليات الاختراق داخل المناطق والأحياء المشتبه في أنها تحتوي على خلايا نائمة قد تكون تابعة لـ«داعش».
كما أكد ضرورة تكثيف الجهد الاستخباري في رصد ومتابعة الجماعات المتطرفة محليًّا أو في سوريا والعراق، بجانب استمرار فرض الرقابة على الجماعات المتطرفة، حتى بعد انقضاء فترات محكوميتهم.

شارك