المخاوف تتحول لحقائق.. «قسد»: تركيا استخدمت الدواعش في اجتياح شمال سوريا
الأحد 17/نوفمبر/2019 - 12:48 م
طباعة
محمد عبد الغفار
رغم التحذيرات الدولية للرئيس رجب طيب أردوغان بإمكانية هروب عناصر تنظيم داعش الإرهابي من سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فإنه أصدر أوامره للقوات التركية بإطلاق عملية «نبع السلام» في الشمال السوري، 9 أكتوبر 2019.
وتحولت المخاوف الدولية من إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي إلى حقيقة، مما ساهم في القضاء على مجهودات قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، وكلاهما نجح في دحر التنظيم الإرهابي في معركة الباغوز، مارس 2019.
أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن قسد تمتلك وثائق رسمية تثبت اعتماد نظام العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان على إرهابيين من تنظيم داعش خلال عملية نبع السلام.
وأضاف عبدي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التغريدات القصيرة تويتر، السبت 16 نوفمبر 2019، قائلًا «رجب طيب أردوغان يبتز العالم عن طريقة مجموعة من الإرهابيين السجناء لدى داعش، نمتلك وثائق تؤكد اعتماد تركيا عليهم في غزوها لشمالي سوريا»، مشيرًا إلى ضرورة إيقاف ابتزاز تركيا للعالم «كي نحبط مخططاتهم، ونظهر الحقيقة للعالم، يجب عقد محكمة دولية في شمالي سوريا، للتعرف على الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش».
ويأتي استخدام أنقرة للإرهابيين من تنظيم داعش، الذي مولته ورعته الدولة التركية لفترة طويلة، بهدف إحداث تغيير ديموجرافي كامل في شمالي سوريا، بما يخدم مصالح أنقرة، ويساهم في تمددها على حساب الدولة السورية.
وهو ما أكده المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية قائلًا؛ في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التغريدات القصيرة تويتر: «تركيا تخطط لتغيير ديموجرافي لصالح القومية التركمانية في شمال سوريا، يخطئ من يظن أن تركيا سوف تسكن العرب محل الأكراد في هذه المنطقة، سوف يهجرون الجميع لإسكان التركمان الإيجور الصينيين، هذا جزء من ميثاقهم المللي».
ولم تكن عملية نبع السلام، أكتوبر 2019، هي الأولى من نوعها للنظام التركي في الشمال السوري، حيث شنت أنقرة عمليتين سابقتين، الأولى تحت مسمى درع الفرات، 2016، والثانية غصن الزيتون، 2018، وكلتاهما تحملان هدفًا علنيًا يكمن في إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان رغبته في إبعاد قوات سوريا الديمقراطية وغيرها من التنظيمات التي تعد إرهابية في تركيا عن حدود بلاده.
ولكن هذه العملية تختلف عن سابقتيها في أنها تأتي في الوقت الذي يمكث به عناصر تنظيم داعش الإرهابي في سجون قوات سوريا الديمقراطية، بعد سنوات من الحرب مما يجعل تنفيذها يهدد بخروج آلاف الدواعش من هذه السجون، خصوصًا الموجودة في منطقة القامشلي، وهو ما تم بالفعل. وهو ما طالبت الأمم المتحدة في بيان رسمي، 4 نوفمبر 2019، بضرورة إيقاف مقترحات النظام التركي، والهادفة إلى توطين عائلات المرتزقة والإرهابيين في الشمال السوري، بحجة إقامة المنطقة الآمنة وإعادة السوريين إليها، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وأكدت الأمم المتحدة في بيانها بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، للوقوف على طبيعة الممارسات التركية في الشمال السوري، والتعرف على آليات دعم أنقرة لإرهابيي تنظيم داعش، والذين تستخدمهم لتحقيق أهدافها بهذه المنطقة.
ويرى الباحث السياسي عبدالحميد توفيق في تصريحات صحفية أن أردوغان يسعى لتنفيذ مشروعه الهادف إلى احتلال الأراضي السورية بذرائع واهية، وباستخدام جميع الأساليب سواء عناصر «داعش» الإرهابي الذي ترعاه أنقره لفترة طويلة من الوقت وحتى الآن.
وأضاف توفيق أن هناك عناصر أخرى لخطة أردوغان تكمن في أبعاد تربوية وثقافية لتغيير ديموجرافية سوريا عن طريق الجامعات التركية مثل غازي عنتاب، ودمج اللغة التركية بالمناهج الدراسية السورية، وهو ما يؤكد زيف ادعاءات الرئيس التركي باحترام استقلال "دمشق" وسيادتها على أراضيها.