من أوروبا إلى آسيا.. جولة أمريكية مكوكية لمكافحة التهديدات الإرهابية
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تكثيف الجهود لمكافحة التهديدات الإرهابية الدولية، إذ يقوم المنسق الأمريكي لمكافحة الإرهاب «ناثان سيلز» خلال الفترة من 18 إلى 21 نوفمبر، بجولة يزور خلالها العاصمة البلجيكية «بروكسل»، والفلبينية «مانيلا»، ومدينة «لاهاي» الهولندية، بهدف مناقشة عدد من المبادرات التي تركز على مكافحة التهديدات الإرهابية في أوروبا وجنوب شرق آسيا.
ووفقًا للصفحة الرسمية
لوزارة الخارجية الأمريكية أشارت «مورجان أورتاجوس» المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية
إلى أن «سيلز» سيلتقي في بروكسل مع أعضاء البرلمان الأوروبي لمناقشة الأنشطة الإرهابية
لإيران وحزب الله في أوروبا وحول العالم، وفي لاهاي، سيناقش جرائم الإرهاب بدوافع عرقية
وإعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى وطنهم، أما في «مانيلا» فسيلتقي بمسؤولي الأمن
القومي ومكافحة الإرهاب لمناقشة تبادل المعلومات والجهود المبذولة لمكافحة تمويل الإرهاب
في المنطقة.
تركز الولايات المتحدة
على تقديم الدعم للبلدان التي توجد بها جماعات إرهابية في إطار الجهود المشتركة لمكافحة
الإرهاب، وبالنظر إلى الفلبين نجد انتشارًا لعدد من الجماعات الإرهابية، أهمها، «أنصار
الخلافة» التي تأسست عام 2014، وبايعت في وقت سابق تنظيم «داعش»، وتعتبر من أعنف الجماعات
الإرهابية هناك، إضافة إلى «أبو سياف» التي تأسست في عام 1991 ويرأسها حاليًا «عبدالرزاق
أبوبكر جنجلاني» وترتبط بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، وأيضًا «جماعة ماوتي» ، تم تأسيسها
بين عامَي 2012 و2013، وهي منظمة مسلحة تهدف إلى إنشاء دولة إسلامية.
ولأن الفلبين وجهة
أساسية للجماعات الإرهابية، بسبب الطبيعة الجغرافية لها؛ حيث تتألف من أكثر من
7600 جزيرة؛ قامت واشنطن في يوليو 2018 بتقديم منحة تقدر بـــ26.5 مليون دولار إلى
أجهزة إنفاذ القانون بالفلبين، إضافة إلى منح معدات وتدريب الأطقم المعنية لرفع قدرة
الأجهزة على منع العمليات الإرهابية، كما تعتزم واشنطن تقديم مساعدة للفلبين في مجال
التحقيقات والملاحقات القضائية في قضايا الإرهاب.
أما بلجيكا فتعد
أكثر الدول الأوروبية التي تعرضت لهجمات إرهابية في السنوات الأخيرة بداية من عام
2014 وحتي 2017، من خلال تنظيم «داعش» الذي استهدف محطات قطارات ومطارات؛ إضافة إلى
أنها شهدت انضمام العديد من مواطنيها للتنظيم في سوريا، إضافة إلى وجود تنظيم يصنف
بأنه من أكثر التنظيمات الإرهابية وهو «الشريعة من أجل بلجيكا» الذي أسس في 3 مارس
2010؛ بهدف إنشاء حكومة تستند على الشريعة.
وفيما يخص هولندا،
عانت الدولة الأوروبية من العمليات الإرهابية، الأمر الذي دفع السلطات لتكثيف جهودها
لمواجهة تنظيم "داعش" كما انضمت للتحالف الدولي ضده، ويوجد بها خلية جهادية
تعرف باسم «هوفستاد جروب» و«هوفستاد نتويرك» أسست عام 2002، وتتبني أيديولوجية التكفير
وتصنف بأنها من أبرز الجماعات الإرهابية هناك.
ويوضح «علي بكر»
الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية، أن الجولة الأمريكية تأتي في وقت تسعي فيه
واشنطن لتوسيع استراتيجياتها في مكافحة الإرهاب، خاصة أنها تأتي بعد مقتل «البغدادي»
زعيم «داعش» وتصنيف عدد من الكيانات والأشخاص على قائمة الإرهاب بعضهم من تنظيم القاعدة
وآخرون من «داعش».
وأشار «بكر» في تصريحات
خاصة لـ«المرجع» إلى أن اختيار واشنطن لهذه البلدان الثلاثة تحديدًا، بسبب وجود تخوفات
من تصاعد ظاهرة الإرهاب في هذه البلدان، وخاصة الفلبين، أما الدول الأوروبية فيعد نوعًا
من التحفيز لتفعيل المشاركة الأوروبية مع واشنطن في مواجهة الإرهاب الذي أصبح ينتشر
في مناطق واسعة من العالم، ولم يعد يقتصر على منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في مناطق
أخري تمثل تهديدًا للأمن والاستقرار الدولي.
ولفت الباحث في شؤون
الجماعات الإسلامية، إلى أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا كثيرة لمواجهة قضية الإرهاب
التي أصبحت الآن ظاهرة معقدة ومتداخلة ومن الصعب القضاء عليها في وقت وجيز، ومن ثم
يجب أن يكون هناك تعاونًا دوليًّا حقيقيًّا من أجل مواجهتها ولكن من خلال الاستناد
على ركيزتين، وهما المواجهة الفكرية إلى جانب
العسكرية.