بعد غلق أبوابه.. «البازار» يعمق جراح النظام الإيراني

الثلاثاء 19/نوفمبر/2019 - 12:48 م
طباعة بعد غلق أبوابه.. إسلام محمد
 
أتى إغلاق البازار الكبير، «السوق المركزي التاريخي»، الأحد 17 نوفمبر 2019، ليعمق من مأزق نظام الملالي، فقد جاءت الخطوة تضامنًا مع المظاهرات التي انطلقت احتجاجًا على رفع أسعار البنزين وتدهور مستويات المعيشة.
وأظهرت لقطات مصورة تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي محال مغلقة، بينما تجمع عدد من المتظاهرين في أحد الجوانب وقد أحاطت بهم قوات الأمن، كما امتد نطاق الإضراب إلى متاجر شيراز وكرج.
و«البازار» له أهمية تجارية كبيرة داخل إيران فهو السوق التجاري الرئيسي، وقد كان رمز الاحتجاجات التي اندلعت عام 2018 بسبب الغلاء عندما أغلق أبوابه لأول مرة منذ نحو 40 عامًا احتجاجًا على انهيار كبير للعملة المحلية آنذاك، كما اكتسب رمزية كبيرة بسبب لعبه دورًا حاسمًا في ثورة 1979 إذ تسبب غلقه في شل الحياة الاقتصادية إلى أن أسقط نظام الشاه.
واعتقلت السلطات الإيرانية ما لا يقل عن 1000 متظاهر في مناطق متفرقة من البلاد بحسب التقديرات المعلنة، وسقط عشرات القتلى بعد استهدافهم بالرصاص الحي من جانب قوات الأمن.
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، أن الاحتجاجات في أصفهان ألحقت أضرارًا في 60 حافلة، وأوقفت 5 محطات مترو، كما تم إشعال النار في مصرف مسكن بمدينة شهريار في طهران.
وزعمت وزارة الاستخبارات أنها تعرّفت على العناصر المحرّكة للاحتجاجات، وأنها ستتخذ إجراءات ضدها، وأن «الأعداء الذين يعوّلون على هذه الاحتجاجات لن ينالوا إلا اليأس وخيبة الأمل»، وأنها «ستتعامل بصرامة مع المخلين بالأمن العام ومن يستهدفون أمن واستقرار البلاد». وقد أكد المرشد الأعلى علي خامنئي تأييده لقرار رفع سعر البنزين، وانتقد المتظاهرين قائلًا: أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا. الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائمًا أعمال التخريب وانتهاك القانون ويواصلون فعل ذلك».
في حين حاول الرئيس حسن روحاني امتصاص الغضب الشعبي بتقديم مساعدات للفقراء، فقد نقلت وكالة أنباء إيلنا العمالية الحكومية، الأحد، عنه قوله إن "المساعدات المالية التي ستدفع بداية من الإثنين موجهة للأسر متوسطة الدخل والأقل دخلًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية".
وانطلقت الاحتجاجات في عموم البلاد منذ ليل (الخميس- الجمعة) بسبب قرار زيادة أسعار البنزين بنسبة 300%
من جانبه قال الباحث في الشأن الإيراني، محمد علاء الدين، إن وقوف «البازار» إلى جانب الثورة الإيرانية ضد نظام الملالي يعطي المحتجين دعمًا كبيرًا وبالفعل فإن الأمور تتطور بسرعة فلم يحدث أن اجتمع الشعب على حرق صور المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، بل وحتى مرشد الثورة الراحل آية الله الخميني بهذه الطريقة.
وأضاف في تصريحات لـ «المرجع» أن الاحتجاجات شملت نحو 100 مدينة حتى الآن وتجار البازار ما هم الا جزء من الشعب وانضمامهم سيكون له نتائج كبيرة.
وتابع: أن هناك احداث احتجاج كثيرة لا توثقها الكاميرات ولا تنقلها الأخبار نظرًا لاتساع رقع الاحتجاج، فالمتظاهرون الآن يحاولون قطع شرايين النقل لشل حركة النظام في جميع أرجاء البلاد، فمثلًا استطاع المتظاهرون في ميناء ديلم المطل على ساحل الخليج العربي، قطع الطريق بين محافظتي الأحواز وبوشهر.

شارك