«الدرونز».. سلاح داعش المفخخ في السماء

الثلاثاء 19/نوفمبر/2019 - 01:07 م
طباعة «الدرونز».. سلاح أحمد سلطان
 
في فبراير 2016، داهمت قوات الأمن العراقية مقرًا لتنظيم داعش الإرهابي بمدينة الرمادي، لتكتشف وجود نماذج للطائرات بدون طيار داخل ورشة تصنيع خاصة للتنظيم، لكن الأمن العراقي لم يستطع كشف نوايا «داعش» بشكل كامل في ذلك التوقيت.
بعد مرور نحو 10 أشهر، فوجئت القوات العراقية المدعومة بقوات التحالف الدولي، باستخدام تنظيم داعش للطائرات بدون طيار الحاملة للقذائف، والمفخخة للتصدي للقوات العراقية والكردية التي كانت تحاول استعادة مدينة الموصل من «قبضة داعش».
وعبر عدد من الإصدارات المرئية، ظهرت الطائرات الداعشية وهي تهاجم وحدات الجيش العراقي، وقوات البيشمركة الكردية، بينما صور التنظيم سلاحه الجديد بأنه سلاح فعال ضد القوات المهاجمة للموصل.
بحسب وثائق حصل عليها «المرجع» فإن تنظيم داعش، أسس عددًا من ورش تصنيع وتطوير الدرونز في معاقل سيطرته السابقة، تحت مسمى هيئة التصنيع العسكري قسم الطيران، والتي كانت مسؤولة بشكل أساسي على تهريب نماذج الطيران وشرائه عبر السوق السوداء وتطويرها وتجهيزها بالقنابل لتناسب الاستخدام العسكري.
واتبع قسم الطيران في هيئة التصنيع العسكري نظامًا بيروقرطيًا في عمليات شراء وتطوير الدرونز، إذ فرض على عناصر «داعش» ملء استمارات لطلبات شراء لدرونز، بالإضافة لتقارير استخدام الدرونز التي تشمل الغرض (استطلاع، تدريب، عمليات عسكرية).
وخصصت هيئة التصنيع العسكري آلاف الدولارات شهريًّا لشراء معدات الدرونز، كما أنشأت وحدة لمراقبة الطيران.
ولجأ «داعش» لشراء طائرات الدرونز من السوق السوداء واعتمد بشكل أساسي على الطائرات التي ترواح سعرها ما بين 650: 1000 دولار، وكانت أبرز النماذج التي بحوزة داعش هي الدرونز ذات الأجنحة الثابتة من طرازي Sky hunter، Sky walker، بالإضافة للطائرات المروحية من طراز DJI PHANTOM.
وأدار عناصر «داعش» في وحدة مراقبة الطيران (تابعة لقسم التصنيع العسكري في هيئة التصنيع العسكري الداعشية) الطائرات عبر برنامج Qground control 2.0 وهو برنامج مفتوح المصدر يُستخدم بالأساس لتخطيط رحلات الطائرات بدون طيار، وذلك بحسب الإصدرات الداعشية التي نُشرت خلال معركة الموصل ومنها إصدار فرسان الدواوين (يناير 2017).
ويتيح البرنامج بتخطيط وإعداد الطيار الآلي، وعرض خريطة الرحلة ومسارات الطيران، وبث الفيديوهات خلال الطيران، بالإضافة لإتاحته إمكانية التحكم في أكثر من طائرة بدون طيار في وقت واحد.
ويستخدم برنامج Qground control 2.0  خرائط جوجل، ويتيح إمكانية إضافة أوامر للطائرات بدون طيار خلال رحلة الطيران.
لجأ «داعش» لاستخدام الدرونز في العمليات العسكرية لأغراض عدة منها؛ تكبيد القوات المعادية له أكبر قدر من الخسائر، وتصوير اللقطات لأغراض الدعاية الإعلامية، وتنفيذ عمليات الاستطلاع والمراقبة بدقة أكبر.
كما استخدم التنظيم الإرهابي الطائرات بدون طيار في توجيه السيارات المفخخة، وتوجيه أعمال القصف بواسطة مدفعية الهاون، بالإضافة لتنفيذ الهجمات المباشرة عن طريق إسقاط المتفجرات من الدرونز التي تحلق في السماء.

شارك