الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
الأربعاء 20/نوفمبر/2019 - 12:28 م
طباعة
اعداد: حسام الحداد
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 20 نوفمبر 2019
العربية نت: لقاء تركيا ليس الأول.. نرصد اجتماعات الإخوان وإيران بـ40 عاماً
لم يكن اعتراف كل من إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، ومحمود الإبياري، القيادي بالجماعة، بصحة ما ورد في تسريبات الموقع الأميركي "ذا إنترسيبت" The Intercept حول لقاء بين وفد من الجماعة وإيرانيين في العام 2014 بتركيا، وأنه الأول والأخير، سليما وصحيحا، بل كانت هناك لقاءات أخرى عقدت بين الجانبين على مدار 40 عاماً، ومنذ وصول الملالي لحكم إيران أعقاب ثورة العام 1979.
موضوع موقع ذا انترسبت عن الإخوان وإيران
وفي هذا التقرير ترصد "العربية.نت" وفق معلومات حصلت عليها من مسؤول أمني مصري سابق، وباحثين في ملف حركات الإسلام السياسي وإيران، لقاءات سابقة على هذا اللقاء، ولقاءات أخرى بعده جمعت الطرفين الإيراني والإخواني، وكانت الاتفاقات بينهما على التنسيق والتشاور في ملفات وقضايا إقليمية، ووصلت لحد التعاون المشترك لتشكيل حرس ثوري في مصر عقب وصول الإخوان للسلطة على غرار الحرس الثوري في إيران، ودعم مالي من طهران لحكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي قدره 10 مليارات دولار، ومعلومات مؤكدة بقيام الإخوان في مصر بإرسال معلومات عبر مكتب الرئاسة في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، للحرس الثوري الإيراني.
الخميني
نبدأ من العام 1979، وعقب الثورة الإيرانية وعودة روح الله موسوي خميني، الشهير بـ"الخميني" واعتباره رمزا للثورة الإيرانية ضد الشاه، حيث رتب يوسف ندا، المفوض العام للعلاقات الخارجية في جماعة الإخوان، وفق تصريحاته لوسائل إعلام غربية ومصرية، ووفق ما قاله مصدر أمني مصري لـ"العربية.نت"، طائرة تقل وفدا من جماعة الإخوان للتوجه إلى طهران، وتقديم التهنئة للخميني. وسبق ذلك، كما يعترف ندا، بأنه زار الخميني في مقر إقامته في نوفشاتيل بفرنسا، قبل عودته لبلاده بعد نجاح الثورة، وكانت طائرة وفد الإخوان التي توجهت إلى طهران هي ثالث طائرة تزور إيران لتقديم التهنئة للخميني عقب إعلان نجاح الثورة ضد الشاه.
تطوير المدن الإيرانية بشركات إخوانية
وتكشف المعلومات أن ندا اتفق مع الخميني على تنفيذ شركات الإخوان لمخطط تطوير المدن الإيرانية مقابل مليار دولار، حصلت عليها شركاته التي هي في الأساس شركات الجماعة. ويقول ندا في اعترافاته إنه عقب أحداث السفارة الأميركية في طهران واحتجاز الرهائن الأميركيين تم فرض حصار على إيران، وهو ما أدى لنقص كبير في المواد الغذائية والضرورية في البلاد.
يوسف ندا
يعترف يوسف ندا ويقول إن رضا صدر، وزير التجارة الإيراني وقتئذ، طلب منه العون باعتباره يعمل في مجل النقل البحري والتدخل لتسهيل نقل المواد الغذائية إلى بلاده لسد الفجوة ومواجهة الأزمة، مضيفا أنه نقل إلى الإيرانيين 100 ألف طن من الصلب، و450 ألف طن من القمح، وخسر في هذه العملية 5 ملايين دولار.
ويكشف ندا أنه نقل البضائع بالقطارات، واحتاج لكي ينقل الحديد الصلب إلى 3300 عربة من عربات السكك الحديدية، انطلقت من هامبورغ في ألمانيا إلى كوتكا في فنلندا، ثم اتجهت شرقا بالقطار عبر روسيا إلى بحر القرم، وأخيرا وصلت إلى جولفا في إيران.
اجتماع إخواني إيراني
توطدت العلاقات بين النظام الإيراني وجماعة الإخوان بعد ذلك التاريخ، ومن قبله كانت مجرد علاقات ودية تقتصر على الزيارات التاريخية بين الطرفين، باعتبارهما يسعيان لهدف واحد وهو الخلافة الإسلامية، إيران تنفذها وفق ولاية الفقيه، والإخوان ينفذونها وفق مبدأ الحاكمية. فالإخوان ينظرون للثورة الإيرانية على أنها النموذج الملهم للثورات، وحكم الملالي من وجهة نظرهم هو النموذج الذي يجب أن يكون عليه الحكم الإسلامي بعد بناء ما يطلقون عليه المجتمع المسلم.
التقريب بين المذاهب
تعددت اللقاءات بين الإيرانيين وقيادات جماعة الإخوان تحت مسميات متعددة، كان أبرزها مسمى التقريب بين المذاهب، وعقدت اجتماعات ومؤتمرات تحت هذا المسمى في طهران، ومدن أوروبية منها لندن وإسطنبول، وحضرها مقربون من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية وقيادات التنظيم الدولي للجماعة، و منها مؤتمر عقد في لندن خلال العام 2009، ومؤتمر في العام 2017 في لندن أيضا، وقبلها كانت هناك اتصالات ومشاورات مستمرة بين الطرفين للتنسيق حول بعض القضايا.
مهدي عاكف
وفي العام 2006، خرج مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان وقتها بتصريح أكد فيه استعداده للدفع بنحو 10 آلاف مقاتل لمساعدة حزب الله في حربه ضد إسرائيل، ولاقى التصريح ارتياحا إيرانيا. وبعد انتهاء الحرب نقل حسن نصر الله الأمين العام للحزب عبر وسطاء إشادته وشكره لموقف الإخوان ومرشدهم العام، وقال عاكف في تصريح تليفزيوني له إنه سعيد بترحيب الجنوب اللبناني بتصريحاته.
تواصل التنسيق بين الإيرانيين والإخوان عقب أحداث ثورة يناير من العام 2011، وهنأ المرشد الإيراني علي خامنئي المصريين بالثورة، وتحدث بالعربية ليخبرهم أن بلاده تقف معهم للإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك، وخلال فترة تولي الإخوان للحكم في مصر رصدت الأجهزة الأمنية عدة لقاءات بين عناصر وقادة الإخوان وقيادات إيرانية وقيادات من الحرس الثوري.
علي خامنئي
ويقول المصدر الأمني إن تقريرا أمنيا قُدم للنيابة المصرية في قضية التخابر مع حماس التي اتهم فيها قيادات الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسي، رصد تواصل عناصر من جماعة الإخوان مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، كما رصد وتأكد من أن طاقما كبيرا في مكتب الرئيس المعزول قام بتسريب العديد من المعلومات للحرس الثوري وبعلم ومباركة الرئيس الراحل مرسي.
ورصدت الأجهزة الأمنية وفق تقاريرها سفر القيادي بجماعة الإخوان، خالد عبدالمعطي، لبيروت بناء على تكليف من عناصر حزب الله، والتقائه هناك بعناصر إيرانية.
إنشاء "حرس" إخواني على غرار الحرس الثوري
ويضيف المصدر الأمني أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني زارت مصر خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، لتدريب عناصر من الإخوان على إنشاء ميليشيات مسلحة تابعة للجماعة على غرار الحرس الثوري، مؤكدا أن الرئيس المعزول طلب من الحكومة دخول 200 ألف سائح إيراني إلى مصر لتنشيط السياحة، ورفصت الأجهزة الأمنية المصرية ذلك.
وفي العام 2011 أيضا زار وفد إخواني يقوده كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، والذي كان يزعم خروجه من عباءة الجماعة وانشقاقه عنها إيران، وأدلى بتصريحات من هناك أثارت الرأي العام المصري، حيث سرد إنجازات حكومة الملالي، واصفا الخميني بأنه الأستاذ الذي يتعلم منه طلابه، وأنهم (أي جماعة الإخوان) تعلمت منه كما تعلموا من مؤسس جماعتهم.
ووصف الهلباوي خامنئي بـ"القائد الصابر"، متمنياً أن تكون إيران نموذجا يحتذى به في كل شيء، في العدل وفي جمع السنة والشيعة، وفي حقوق الإنسان.
أحمدي نجاد في مصر
وخلال عهد مرسي خرجت العلاقات بين إيران والإخوان للعلن، وزار مرسي إيران، ومن هناك دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لزيارة مصر، ولبى الأخير الدعوة، وزار الأزهر وأشار بعلامة النصر من هناك.
التقارب مع مصر في عهد الإخوان
وفي 24 يناير من العام 2016، كشف المستشار عزت خميس، رئيس لجنة إدارة أموال الإخوان، خلال مؤتمر صحافي، أن إيران وبموافقة الجماعة حاولت التقارب مع مصر خلال عهد الإخوان عن طريق ضخ نحو 10 مليارات دولار كوديعة، وإمداد حكومة مرسي بالمواد البترولية، كما عثر على مستندات بمقر الجماعة في المقطم تفيد بإنشاء جهاز أمني إخواني تابع لرئاسة الجمهورية وبمساعدة إيرانية.
وفي يوليو من العام 2017، عقد لقاء في العاصمة البريطانية لندن ضم إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان، وعددا من القيادات المقربة من مرشد الثورة الإيرانية على رأسهم محسن الآراكي، أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، كما عُقد لقاء آخر في أغسطس الماضي، ورغم نفي الجماعة لأن يكون هذا اللقاء بغية التنسيق مع إيران، إلا أن اللقاءات كانت تستهدف التنسيق والتشاور حول ملفات المنطقة، وتقديم دعم إخواني لإيران في العراق وسوريا واليمن، مقابل دعم إيراني للجماعة في حربها ضد النظام المصري.
الوطن: الإخوان.. وطريقة "الغشيم والتوتة"
المعتاد دائماً أن أى حركة على الأرض لأى تنظيم أو حزب أو جماعة ما، إنما تتم بمعرفة أعضاء هذا الكيان، إما أن يتولى الحركة من هم ليسوا أعضاء، ويتفانون فى أداء التكليف، فهذه هى الطريقة التى ابتدعتها جماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما بدأت فى رصده فى أعقاب أحداث 25 يناير، وما صاحبها من تداعيات وكوارث، أسفرت عن وصول الإرهابيين لحكم مصر.
تلك الطريقة كشفها دون قصد نائب إخوانى وقت سيطرتهم والسلفيين على البرلمان عام 2012، جلس النائب فى البهو الفرعونى، ليحكى بعضاً من ذكريات طفولته فى القرية مدللاً بها على سماحتهم -كإخوان- وقدرتهم على الاندماج والتعايش مع بقية البشر فى كل مفردات حياتهم.
حكى النائب: أيام الطفولة كنا نلتف حول التوتة «شجرة التوت»، ونختار من بيننا «عيل»مستعفى وشايف نفسه.. ومخه على قده، ونتحداه إن استطاع الصعود لـ«التوتة» ليهزها بكل ما استطاع من قوة، ويفعل وسط تشجيعنا له، ويمد كل منا طرف جلبابه لالتقاط ثمارها.. وبمجرد أن نلمح نيته فى النزول بعد انقطاع أنفاسه، نشجعه ليستجمع قواه مرة أخرى ليواصل الهز، ونواصل نحن جمع التوت.
ونستمر هكذا إلى أن نشعر بأنه لن يستجيب للتشجيع، بعد أن انهد حيله.. وقبل أن تلمس قدماه الأرض.. نهرب نحن بما جمعناه، وينزل ولا يجد شيئاً.. والنكتة -يواصل النائب- أن الغشيم لا يستوعب الدرس، ونكررها معه.. وفى كل مرة يهز التوتة، ونجمع الثمار ونجرى.. تقول إيه.. غشيم ومتعافٍ!
انتهت حكاية النائب.. وفاجأنا تعليق نائب سلفى: «عادتكم ولّا هتشتروها».. استوقفنى التعليق أمام المغزى العميق الذى ربما لم يخطر على بال نائب الإخوان نفسه.
تذكرت تفاعل الإخوان مع أحداث 25 يناير، بداية من تصريحاتهم المسبقة بعدم المشاركة، إلى أن نزل الشباب لميدان التحرير وبدأوا فى هز شجرة التوت.. وانتظر الإخوان بعيداً مترقبين لحظة جمع الثمار.. وما إن استشعروا اعتزام الشباب مغادرة الميدان عقب الخطاب الثانى لمبارك الذى أثار عطفهم.. حتى سارعوا بتشجيعهم لمواصلة هز «توتة الثورة».. وهو ما حدث حتى سقط النظام.. وحصد الإخوان الثمار وتصدروا المشهد السياسى، الذى مكنهم من اقتناص السلطة التشريعية..
ولعل الجميع يتذكر كيف وظفت الجماعة الإرهابية كلاً من حمدين صباحى وخالد على فى دور «الغشيم المتعافى» ومعهما عبدالمنعم أبوالفتوح بعد خروجهم من سباق الانتخابات الرئاسية فى المرحلة الأولى، ليعلنوا تأييدهم لمحمد مرسى مرشح الإخوان فى انتخابات الإعادة.
وبحث الشباب عن ثمرة توت واحدة ولم يجدوها.
المصيبة أن التنظيم الإرهابى ما زال يطبق طريقته ويحرك قادته من الشتات وبالريموت كنترول أكثر من «غشيم متعافى»، خد عندك مثلاً الحركة المدنية الديمقراطية، التى تضم أفراداً وأحزاباً يفترض عدم وجود صلة لهم بالإرهاب، ومع ذلك يطرحون أفكاراً لا تخدم سوى الإرهابيين أنفسهم، وهنا نواب فى البرلمان الحالى يؤدون الدور نفسه، وفى مجال العمل الأهلى -الحقوقى تحديداً- ما زال «الغشيم المتعافى» يلعب دوره لصالحهم، وآخر محاولاتهم ما شهدته أروقة اجتماعات المجلس الدولى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فى جنيف، خلال الأسبوع الماضى أثناء استعراض مصر تقريرها الدورى، ورغم قيام أكثر من «غشيم متعافى» بالترويج لمزاعم الإخوان حول «الاختفاء القسرى» و«التعذيب» وغيرها من الأكاذيب، حصل الملف المصرى على تقدير وإشادة أكثر من 80% من الدول المشاركة، بعد أن عرض ما تحقق على أرض الواقع على مدار 5 سنوات فى الحقوق الاجتماعية والثقافية، واحترام حقوق المرأة والطفل وذوى الإعاقة وشئون اللاجئين والهجرة واحترام حقوق الإنسان فى سياق مكافحة الإرهاب، ونشر ثقافة احترام حقوق الإنسان
للأسف لو نظر كل منا حوله فى أى اتجاه سيجد غشيماً ما زال يهز التوتة والجماعة الإرهابية تمد طرف جلبابها لالتقاط الثمار.
الأهالي: أمينة النقاش: تونس فى قبضة الإخوان
بفارق أربعة أصوات عن منافسه من التيار الديموقراطى ، وبدعم من 38 صوتا لنواب حزب “قلب تونس” فاز رئيس حركة النهضة “راشد الغنوشى “برئاسة البرلمان التونسى، بعد أن كان قد أعلن عقب فوزه فى الانتخابات البرلمانية ،انه قادم إما لرئاسة الحكومة، أو لرئاسة البرلمان!
ويوم الجمعة الماضى أعلنت حركة النهضة -الفرع التونسى لجماعة الإخوان المسلمين – بصفتها الحزب الحائز على أعلى الأصوات فى البرلمان، مرشحها لرئاسة الحكومة، لتقع تونس بعد ثمانى سنوات من ثورتها الداعية للعدالة الاجتماعية والحرية والمساواة التى تضمنها حقوق المواطنة، وتعميق المكاسب الحداثية التى أقرها منذ الاستقلال نظام بورقيبة، فى قبضة حكم جماعة الإخوان ومشروعها العقائدى ،الذى يعتبر الأوطان إمارات فى سياق أوهام جماعة الإخوان عن الأممية الإسلامية ،التى لا تتحقق إلا بدولة الخلافة !
والجدير بالملاحظة أن حزب “قلب تونس ” الذى منح أصوات كتلته البرلمانية للغنوشى ، كان رئيسه نبيل القروى مرشحا فى الانتخابات الرئاسية التى فاز فيها مؤخرا ” قيس سعيد”، بعد أن أفرج القضاء عنه لخوض تلك الانتخابات استنادا للقاعدة القانونية التى تقضى بعدم صدور حكم بإدانته بالتهم الموجهة إليه بغسيل الأموال والتهرب الضريبى . والمفارقة فى ذلك التصويت المشار إليه، أن الحزب الذى يشكل فى البرلمان التونسى الكتلة الثانية بعد كتلة الغنوشى، سبق ان حمَّل حركة النهضة ، وما أسماه بالممارسات الفاشية، المسئولية عن اتهامه وحبسه !
وسواء صحت الأنباء التى تحدثت عن المهندس الزراعى الحبيب الجملى مرشح حركة النهضة لرئاسة الحكومة أنه مستقل لا ينتمى لأى حزب ، أو لم تصح، فالمؤكد أن حركة النهضة لن تقبل بأى شخص غير قريب منها ، ومن منهجها المحافظ .
بالإضافة لما سبق فإن القضاء التونسى يحقق فى الملفات والوثائق التى تثبت امتلاك حركة النهضة لجهاز سرى مسلح وعلاقات وثيقة بتنظيمات الإرهاب الجهادى داخل تونس وخارجها ، ومسئولية ذلك الجهاز عن اغتيال المعارضين اليساريين شكرى بالعيد ومحمد البراهمى . وكانت هيئة الدفاع عنهما هى من تقدمت بتلك الوثائق للنيابة العامة . وتفضح تلك الأدلة استغلال نفوذها فى فترة حكم الترويكا بقيادتها، فيما بين عامى 2012و2013، لدعم الجهاز السرى ومحو الأدلة و التستر على المعلومات التى تثبت مسئوليتها عن الأغتيال ، ومنع التحرك البرلمانى ، والضغط على سلطات التحقيق و حتى تهديد رئيس الجمهورية قايد السبسى لعرقلة كل أشكال المحاسبة القانونية على تلك الجرائم، وهو تهديد سخر منه السبسى ببيت شعر عربى قديم موجها حديثه لحركة النهضة : إذا خلا لك الجو، فبيضى وإصفرى !
ها هو الجو يخلو لحركة النهضة بما لم يكن يتمناه الرئيس السبسى .فقد تولى راشد الغنوشى رئاسة البرلمان، واختارت حركته رئيسا للحكومة، وقبل ذلك فاز الأكاديمى المحافظ قيس سُعّيد بمنصب رئيس الجمهورية ، وهو خطيب مفوه ذرب اللسان ، لا يخلو حديثه من شعبوية وحسن امتلاك لقواعد اللغة العربية، يفخر بأنه مستقل فى دولة برلمانية يقوم نظامها على التعدد الحزبى . لكن استقلاله لم يمنعه من استخدام خطاب جماعة الإخوان. فلوح بتعديل الدستور وعارض المساوة المشروطة فى الميراث، ونفى أن يكون هناك مفاهيم عن الدولة الدينية والدولة المدنية. ولا يعكس ذلك سوى نقص فى الخبرات السياسية، ومعابثة للتيار الدينى المحافظ الذى غزا الساحة التونسية مع سقوط نظام بن على ، ومنذئذ لم تحظ تونس باى شكل من الاستقرار المجتمعى أو السياسى .
ولم يكن خاليا من المعنى أن يصف قيس سعيد النظام المصرى بأنه نظام إنقلابى ، إذ بات من المعروف أن جماعة الإخوان هى التى تنفرد الآن بوصف ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو 2013 على حكمها بالإنقلاب .
هل من المتوقع أن تلقى تونس مصيرا أفضل من ذلك الذى جرى فى مصر أثناء حكم الجماعة ؟ نتمنى ذلك بقوة، لكن الوقائع على الأرض تخالف ذلك التمنى .فقد فشلت جماعة الإخوان فى إقامة حكم رشيد يقوم على الدستور والقانون ورضا الناس، وليس على القتل و الترويع الإرهاب، فى مصر والسودان وسوريا وليبيا والجزائر !
لكن الشعب التونسى قادر أن يصنع مصيرا مغايرا وقتما يريد ذلك.
الرياض: علاقة الإخوان بإيران.. ما الجديد؟!
لا جديد حقيقةً - بالنسبة لنا على الأقل - في التقرير الذي كشف فيه مؤخراً عن الوثائق السرية المسربة للاستخبارات الإيرانية، والتي حصل عليها موقع "إنترسيبت" الأميركي ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية حول الاجتماع السري الذي جرى بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الإخوان من أجل ضرب المصالح السعودية، ووضع إطار عمل للتعاون فيما بينهما بالمنطقة.
فالعلاقة بين الإخوان المسلمين وإيران علاقة متينة منذ القدم، ولا ننسى أن التركيبة الأصولية الإخوانية والتركيبة الأصولية الإيرانية ذات هيكلية متشابكة ومتشابهة، يكفي أن حزب الدعوة هو حزب "الإخوان المسلمون الشيعة" فهم تتلمذوا على كتابات حسن البنا وسيد قطب ويشتركون في "الحاكمية" وتكفير الحكومات والرغبة بإعادة الحكم السلطوي المتشدد تحت ذريعة "تطبيق الشريعة".
إن ارتباط الحركة الإسلامية في إيران بجماعة الإخوان بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي، ونقرأ سياقات تلك العلاقة في كتاب: "إيران والإخوان المسلمون: دراسة في عوامل الالتقاء والافتراق" من تأليف الباحث والصحافي الإيراني عباس خامة يار، بعد نجاح الثورة الإيرانية 1979 أيد الإخوان ذلك الاكتساح، هذا فضلاً عن التبادلات الفكرية بين الطرفين حيث ترجم المرشد الأعلى الحالي خامنئي لسيد قطب "المستقبل لهذا الدين" و"الإسلام ومشكلات الحضارة"، وتوجت العلاقات بتحالف استراتيجي حين بدأت إيران تدعم الحركات السنية لغرض دعم مشروعها في المنطقة وتقويته، واستنسخت تيارات شيعية كثيرة هيكلة تنظيم الإخوان لتأسيس أحزابٍ أصولية، إن تلك العلاقة المتينة والتاريخية على المستويات السياسية والفكرية والوجدانية ساهمت في دمج الإخوان ضمن المشروع الإيراني الذي يدافعون عنه، ولا تغلق أبواب مرشد إيران أمام مرشد الإخوان أبداً، والزيارات السرية والعلنية تترى.
والتحالف بين الإخوان وإيران هو أكبر أسباب محاولة التأزيم عند أي حدثٍ أمنيّ سيادي سعودي أو خليجي، وهذه من أساليب إيران حين تسعد بأن تكون أقلام الإخوانيين السنة موجهةً ضد بلدانهم ومجتمعاتهم وحكامهم.
وحتى على مستوى المنطقة فلا ننسى أيضاً ما كشفته ثورات الدم العربي الكثير من الحجب المخفية، وكيف أعادت تلك الثورات بعض التشكيل السياسي في المنطقة. وقد شهدنا ورأينا ماذا حصل في مصر وتونس وكيف تصاعدت قوىً سنّية مدعومة من إيران بغية إيصالهم بكل قوة إلى سدة الحكم، وكيف حاولت إيران كسب التغيير هذا لصالح مشروعها الذي تدعوه هي بـ"الممانعة"، ومن بين أهم تلك القوى التي نشّطت إيران تعاونها معها بعد ثورة 25 يناير حركة الإخوان المسلمين، ولا ننسى كذلك أن مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف قد دافع في سبتمبر 2008 عن مشروع إيران النووي رافضاً الحديث عن مدّ شيعي، ومؤيداً نفوذها في المنطقة، وشهدنا كيف أن جماعته بالأمس قد طبقت تلك التصريحات على أرض الواقع في مصر إبان حكم مرسي والإخوان الآفل حيث فتحت الباب للمد الإيراني بكل وضوح.