بعد مقتل زعيمه وتحقيقًا للاكتفاء الذاتي.. "داعش" يتجه للاعتماد على أجهزته الإقليمية
الجمعة 22/نوفمبر/2019 - 01:42 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
يبدو أن مواجهة دول العالم لتنظيم داعش الإرهابي ستتخذ أكثر من مسار، فخطوة تصفية زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل أسابيع ليست سوى مرحلة حاسمة ضمن العديد من المراحل وعلى اكثر من صعيد، ذلك ما أدركته العديد من القوى الدولية المنخرطة في محاربة الإرهاب في العالم، فالتحذير الذي أطلقه مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلنجسلي كان أكثر وضوحًا بهذا الشأن، حيث قال إن تمويل تنظيم داعش سيتحول من نظام التمويل المركزي في العراق وسوريا، إلى نظام يعتمد على الفروع بشكل كبير، وأضاف بيلنجسلي أن تنظيم داعش "لا تزال لديه القدرة على الوصول إلى ملايين الدولارات".
وتابع قائلا للصحفيين عقب مشاركته في اجتماع في لوكسمبورغ، ركز على مكافحة تنظيم "داعش"، إنه يتوقع أن تتحول العمليات المالية للتنظيم "من النموذج المركزي في العراق وسوريا، إلى نهج يعتمد أكثر بكثير على المناطق"، وذلك سعيا لاستيعاب مقتل زعيمه.
وتوقع بيلنجسلي أن يعتمد التنظيم على "أجهزته الإقليمية المختلفة من أجل اكتفاء ذاتي أكبر" وخصوصا عبر الحصول على فديات من عمليات الخطف، والابتزاز، وحتى سرقة الأبقار في نيجيريا حيث له حضور، وفق ما نقلت "فرانس برس".
تصريحات المسئول الأمريكي الذي استند فيها إلى تقييم القدرات التي مازال التنظيم الإرهابي يمتلكها تنسجم مع استراتيجية دأبت التنظيمات الإرهابية على تبنيها عقب هزائمها المتوالية في السنوات الأخيرة، استراتيجية تقوم على اعتماد النظام اللامركزي حيث تتيح للفروع عبر العالم صلاحيات أكثر في إدارة العمليات الإرهابية، ومن ثم التوسع في زيادة الموارد بالطرق المعهودة، وهي الطرق التي تجمع بين محاولة الحصول على الفديات من عمليات اختطاف الرهائن وممارسة الابتزاز وعمليات السطو والانخراط في عمليات التهريب بل وحتى السرقة.
وبحسب المراقبون وبناء على تكهنات استخباراتية غربية واستنادًا إلى معطيات ميدانية سيسعى تنظيم داعش الإرهابي إلى إثبات نفسه بشتى الطرق والوسائل المتاحة خلال الفترة القادمة وهو ما يستدعي المزيد الحيطة والحذر.
من ناحية أخرى أوضح الخبراء في شؤون الجماعات الإرهابية أن الاعتراف بتمتع داعش بالقدرة على الوصول لملايين الدولارات، يكشف فشل المجتمع الدولي في مكافحة التنظيم المتطرف الذي تبنى استراتيجيات قائمة على استثمارات المناطق التي عزز وجوده فيها، من خلال استغلال ثرواتها المتنوعة.
وهو الأمر الذي يشير إلى أن التنظيم زرع في عقول مؤيديه سياسة التمويل من المصادر الذاتية، والتي تقوم على اعتبار أن كل الموارد التي يستطيع أفراده الحصول عليها مباحة تحت مسميات عديدة.
كما أن أعضاء التنظيم دربوا على التحرك منفردين منذ سقوط الموصل، كما أن هناك عوامل ساعدتهم على الاستمرار في تهديد الأمن الإقليمي والدولي، كالعملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، والتي ساهمت في تحرير أعداد كبيرة من المتطرفين ليمثلوا "قنبلة موقوتة" بالنسبة للعالم