الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
الجمعة 22/نوفمبر/2019 - 01:54 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 22 نوفمبر 2019
العين الإخبارية: الإخوان والخمينيون.. تشابه يبرر التقارب
في الوثائق التي سربتها الصحافة الأمريكية مؤخرا حول التوغل الإيراني في المنطقة، يستوقفك اللقاء السري الذي جمع ساسة طهران مع جماعة الإخوان. ليس الموضوع هو المهم وإنما ذلك التشابه بين عقلية الجماعة وعقلية نظام الملالي في النظرية والتقييم والمحاكمة، وهو ما يفسر وجود تقارب بين الطرفين.
الفارق الوحيد بين الخمينيين والإخوان هو المستعمرة، فنظام الولي سيطر على إيران منذ عقود واستعبد البشر والحجر فيها، أما الإخوان فهم لا زالوا يحلمون بمملكة يستبدون بأهلها ويحكمونهم بالحديد والنار
الإخوان أكدوا اللقاء واعترفوا بمضمونه. لم يشعروا بخجل أو حرج في مناقشة قضايا المنطقة مع الإيرانيين الذين لطالما تباهوا باحتلال أربع عواصم عربية. لا يستدعي الأمر إشارة تعجب واحدة، فموقف الإخوان من جميع القضايا يراعي مصلحتهم في المقام الأول، وليس مصلحة الدول التي يدعون الانتماء إليها.
هنا يبرز التشابه الرئيسي بين نظام الملالي وجماعة الإخوان، مصلحة نظام الخميني يمكن أن تكون على حساب إيران، ومصلحة الجماعة أيضاً تعلو فوق مصالح الدول التي تعيش فيها، أو ربما تتطفل عليها بتعبير أدق، وفي سبيل تحقيق هذه المصلحة العليا للإخوان أو الملايين فإن الغاية تبرر الوسيلة أياً كانت.
كل هذا التآمر والإجرام الذين تمارسهما أجهزة الأمن في إيران ضد المحتجين يقول إن الغاية تبرر الوسيلة في الحفاظ على مصلحة النظام. وكل هذه العمالة والخبث الذين يمارسهما الإخوان في مصر وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من الدول، يقول الشيء ذاته، ربما يكمن الاختلاف في بعض الأساليب والأدوات فقط.
في اللقاء الذي وقع عام 2014 وتحدثت عنه التسريبات، طلب الإخوان من إيران التدخل في دول المنطقة. وفي 2019 باركوا العدوان التركي على شمال سوريا. الإخوان هم الإخوان في كل زمان. حسابات تهمش الانتماءات الوطنية من أجل مصلحة الجماعة التي تتلخص في خيارين، امتلاك السلطة أو التخريب.
عندما يفشل الإخوان في الوصول إلى السلطة أو المحافظة عليها، يبدأون في الانتقام من داخل البلاد، وعندما يحظرون ويلاحقون يقصدون حواضن مثل تركيا ليشنوا من أراضيها معاركهم ضد حكومات "أوطانهم"، فيما تتكفل الفروع الخارجية للتنظيم بإجراء التسويات مع الغرب الذي يدينون له بالكثير.
الخمينيون، ورثة "ثورة" الإمام الخميني، يبعثون أيضاً الفوضى في الأماكن التي يحلون أو يعيشون فيها. في العراق واليمن وسوريا ولبنان أمثلة كثيرة على ذلك. وبينما يزعم الإخوان أنهم في سلوكهم يمارسون المعارضة السياسية ليس إلا، يزعم الخمينيون أنهم يقودون مقاومة عرمرمية ضد قوى الإمبريالية والصهيونية.
لا يكترث الإخوان إن كان سعيهم للسلطة يمر عبر خيانة البلاد، أو يعبر فوق جثث أبرياء، أو يتجاوز كل القيم الأخلاقية في الحياة. والمفارقة أنهم يمارسون الانتهاكات التي يتهمون بها خصومهم. لا يفعلونها بأيديهم وإنما عبر وكلاء لهم في أوطانهم، أو عبر أنظمة الدول التي ترعاهم كرهاً بالدول التي جاؤوا منها.
هنا يكمن وجه الشبه الثاني بين الإخوان ونظام طهران، ألا وهو الاعتماد على الوكلاء والأذرع العسكرية. كلاهما لديه في دول عدة مليشيات وسماسرة وأحزاب وساسة وإعلاميون يعملون لخدمته. لا يعترفون بهم أطفالاً شرعيين لهم في معظم الأحيان، ولكنهم ينفقون عليهم بسخاء ويضربون بهم معارضيهم.
العمل الأساسي للأذرع والوكلاء هو ترسيخ سلطة الإخوان أو الخمينيين في الخارج. المرشد أو الولي هو المرجعية الأولى والأخيرة لهم، وعليه تحمل مسؤولية الحفاظ على ديمومة النظرية التي صنعت من الجماعة تنظيماً دولياً، ومن "الثورة الإسلامية" إخطبوطاً رأسه في طهران وأذرعه تمتد في دول عديدة.
التعريف البسيط للنظرية التي صنعت الإخوان والخمينيين هو الإسلام السياسي، بتعبير آخر استغلال الدين للتعبئة الشعبية خلف فكرة تُقصي الآخر الذي لا ينتمي إليها. فإن لم تكن إخوانياً أو خمينياً فهذا يعني أنك لست مسلماً ولا مؤمناً ولا مقاوماً ولا وطنياً ولا عادلاً ولا حتى إنساناً يستحق الحياة أحياناً.
وحدة النظرية مع اختلاف المسمى، هو تشابه ثالث وهام بين الإخوان والخمينيين. لا نحتاج إلى جهد كبير لتقييم هذه النظرية لأن النتائج تكفي للحكم على الفكرة والتطبيق معاً. تنظيم خرج من عباءته أخطر الإرهابيين في العالم، ودولة يعاني شعبها الفقر والحرمان منذ عقود طويلة لكي ينعم الولي بكل النعم.
ربما الفارق الوحيد بين الخمينيين والإخوان هو المستعمرة. فنظام الولي سيطر على إيران منذ عقود واستعبد البشر والحجر فيها، أما الإخوان فهم لا يزالون يحلمون بمملكة يستبدون بأهلها ويحكمونهم بالحديد والنار. أخفقوا في حكم مصر، وفي دول أخرى أسقطت الأنظمة التي كانوا يحكمون البلاد من خلفها.
ربما يمنح هذا الفارق الإخوان فرصة العمل سراً في دول عدة، ويحميهم من عقوبات دولية أو أمريكية أو أوروبية. ولكن دوام الحال من المحال. كما أن هذا الفارق لا يكاد يذكر أمام نقاط التشابه الكثيرة بينهم وبين الخمينيين. فهما وجهان لعملة واحدة تستخدم في بيع وشراء منتجات الإسلام السياسي حول العالم.
إرم نيوز: تقرير: جماعة الإخوان المسلمين تنشر التطرف في أوروبا بهدوء
أفاد تقرير نشره موقع ”غلوبال ووتش أناليسيس“ بأن جماعة الإخوان المسلمين ”تنشر التطرف بهدوء في أرجاء القارة الأوروبية“، دون أن تتعرض لمضايقات من السلطات الرسمية.
وأشار التقرير إلى أن الحكومات الأوروبية ”تركت الطريق مفتوحًا لتشكيل جماعة الإخوان المسلمين الرأي الإسلامي العام في أوروبا كما تشاء، وسرعان ما أثمرت جهودها، إذ نجحت الجماعة في دفع الآلاف من شباب وكبار المسلمين للتطرف“.
وأحال التقرير في استنتاجاته إلى ما ورد في استطلاعات للرأي ودراسات استقصائية تمت خلال السنوات الماضية، ونُشر بعض نتائجها في الصحافة الأوروبية.
ووفقًا للتقرير ”تخشى الجماعة أن يتم اكتشاف أعمالها السرية، الأمر الذي قد يؤدي إلى وضع حد للامتيازات والمساعدات الأوروبية المتنوعة التي تمتعت بها منذ سنوات“.
وقال التقرير إن ”الحكومات الأوروبية تساهم من خلال سذاجتها في دفع الشباب ذوي الأصول المسلمة إلى التطرف، وإن الإخوان يستمرون في الاحتيال على الغربيين بالتظاهر بالاعتدال، الذي أصبح علامتهم التجارية، فهم يصورون أنفسهم كديمقراطيين مسلمين مثل المسيحيين الديمقراطيين، ولكن الحقيقة غير ذلك“.
وأضاف: ”لطالما قلل اليساريون من القوة التدميرية للتطرف الإسلامي في أوروبا، وكانت صحافتهم تخفي الحقيقة منذ عقدين، فهم يريدون إقناع الناس بأن عدد الأشخاص الذين يرغبون في تطبيق الشريعة محدود جدًا بين المسلمين في أوروبا، ولكن هذا بعيد كل البعد عما تظهره الاستطلاعات“.
بدأت عالمة السياسة ”آن موكسيل“ وعالمة الاجتماع ”أوليفييه غالاند“ دراسة عقب هجمات 13 تشرين الثاني نوفمبر 2015، في فرنسا، حول انتشار التطرف بين 7 آلاف من طلاب المدارس الثانوية.
ويقول التقرير إن الدراسة التي نُشرت نتائجها في ربيع عام 2018 من قِبل المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي ”أظهرت تأثيرًا للدين الإسلامي على التطرف، واختلافات كبيرة ومهمة بين الطلاب الذين أعلنوا أنهم مسلمون وغيرهم“.
فعلى سبيل المثال، وجدت الباحثتان أن 81% من طلاب المدارس الثانوية المسلمين يعتقدون أن دينهم هو ”الدين الصحيح في مسألة خلق العالم“، في حين يعتقد 27% فقط من المسيحيين و35% بين الشباب من الديانات الأخرى ذلك“.
ويعتقد 35% من المسلمين أن هناك ”دينًا واحدًا صحيحًا“، بينما تنخفض هذه النسبة لـ 10% فقط بين المسيحيين، وفيما يخص العنف، رأى 20% من المسلمين أن القتال من أجل دينهم أمر مقبول، وهي نسبة انخفضت إلى 9% بين المسيحيين و13% للأديان الأخرى.
وفيما يتعلق بالاستبداد الديني وتبرير العنف باسم الدين، كتبت الباحثتان: ”مقارنةً بالمسيحيين، فإن المسلمين الذين قابلناهم هم أكثر عرضة بـ 5 أضعاف لتبرير العنف الديني“.
وأشار التقرير إلى أن هناك العديد من المؤشرات التي ”تؤكد ترسخ التطرف بين الشباب المسلم، والمجتمع المسلم ككل، وهذا يرتبط تلقائيًا بظهور التدين في مجتمعاتهم“.
فغالبية المسلمين في أوروبا يعتقدون أن الشريعة الإسلامية ”يجب أن تأخذ الأولوية على القوانين العلمانية في البلد المضيف“، ووفقًا للعديد من الدراسات الاستقصائية، ”ينتشر التطرف الإسلامي بسرعة كبيرة في أوروبا الغربية“.
وقال 25% من المسلمين، شملهم الاستطلاع في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، إنهم يدعمون المتطرفين، وأظهر استطلاع آخر أن 16% من المسلمين الفرنسيين والإسبان، وكذلك 15% من المسلمين البريطانيين، يدعمون الهجمات الانتحارية لحماية الإسلام، و13% من المسلمين البريطانيين يبررون هجمات 7 تموز يوليو لعام 2005 في لندن.
وكشف استطلاع آخر شمل 9 آلاف مسلم في بلجيكا وأجراه ”مركز برلين للعلوم الاجتماعية“، أن أكثر من نصف المسلمين البلجيكيين متشددون، وأكد الاستطلاع أن حوالي 44% من المغاربة والأتراك و60 % من المسلمين ككل يعتقدون أن مجتمعهم يجب أن يعود إلى جذوره الإسلامية.
ودعم 75% من المشاركين في الاستطلاع الرأي القائل بأنه لا يوجد سوى تفسير شرعي واحد للقرآن يجب أن يتبعه جميع المسلمين، فيما ذكر 65% أن الشريعة الإسلامية أهم بالنسبة إليهم من قوانين الدولة التي يعيشون فيها.
ووفقًا لهذه الدراسة، التي قادها عالم الاجتماع الهولندي ”رود كوبمان“ وبتمويل من الحكومة الألمانية، يبدو أن المسلمين في بلجيكا وكذلك أولئك الذين يعيشون في فرنسا والنمسا بنسب متساوية هم الأكثر تشددًا وكرهًا للأجانب، ولكن كل الدلائل تشير إلى أن غالبية المسلمين في أوروبا يفضلون الشريعة الإسلامية.
وأوضح البروفيسور كوبمان أن غالبية المسلمين في هذه البلدان هم من ”أصوليين“؛ أي أنهم لا يقبلون بأي آراء متناقضة مع معتقداتهم، أو يتميزون بما يُطلق عليه علماء النفس ”الشخصية الاستبدادية“.
ويرى“كوبمان“، وهو مدير ”وحدة الهجرة“ في مركز برلين، أن الإحصائيات تُظهر أن بلجيكا لم تكن مصدرًا رئيسيًا للمتطرفين في سوريا بالصدفة، فلمحاربة التطرف يجب أن تنظر الحكومة بتمعن فيما وراء المجموعات الصغيرة التي تستخدم العنف، وإلى جذور المشكلة في المجتمع المسلم.
وقال كوبمان: ”إن العدائية قد تكون ناتجة عن ظروف خارجية مثل الوضع في سوريا، ولكن الدراسات توضح أن هناك أقلية مهمة داخل المجتمع الإسلامي في أوروبا تدعم التفسير الأصولي للإسلام“.
واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ”كانت بارعة في عملها الذي لم يشهد أي تحدٍ من أوروبا، وإذا سُمح لها بذلك ستستمر في نشر التطرف في جميع أنحاء أوروبا تقريبًا دون أي مقاومة، فهي تستغل تسامح الغرب كسلاح ضده، وسيستمر الأمر حتى يتبقى خياران محتملان: ثورة الشعوب الأوروبية ضد هذا العدوان الثقافي، أو الخضوع للإيديولوجية الفاشية للإخوان المسلمين“.
فيتو: الباحث محمد مصطفى: سقوط حكم الإخوان أنقذ المنطقة من التبعية والإملاءات
قال محمد مصطفى، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، أنقذ المنطقة فعليا من فخ التبعية والإملاءات.
وأوضح، أن ثورة الثلاثين من يونيو في مصر، جعلت المتآمرين الإقليمين والدوليين، عاجزين مجتمعين عن إنقاذ مشروعهم الإخواني الذي سقط أمام أعينهم سقوطا مدويًا، وبجواره مشروع الشرق الأوسط الكبير، أبو «لحية وجلباب» على حد قوله.
وأضاف: "سقوط حكم الإخوان في مصر، أجهض الخطوة الأهم والنهائية للإجهاز على الشرق، وفق ما كان مخططًا بعد استقرار حكم الجماعة الإرهابية بدعم من الخارج".
وتابع: "عنوان المرحلة الآن، هو القضاء على الإرهاب، بعدما طالت عملياته الشرق والغرب، وظهور الإرهابيين من ذوي الجنسيات الأوروبية المختلفة".
بلدنا اليوم: رئيس ماعت: الاختفاء القسري أكذوبة أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية
قال أيمن عقيل، رئيس مركز ماعت لحقوق الإنسان وعضو الوفد المصري في جنيف، إنه لا يوجد تطبيق لحكم الإعدام إلا بعد استنفاذ كافة الطرق القانونية ثم يُنفذ عقوبة الإعدام.
وأكد عقيل، في حواره مع الإعلامي "حمدي رزق"، في برنامج "نظرة"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أننا أكدنا أنه هناك قانون يحدد عقوبة الإعدام وقبل أن تتحدث منظمات حقوق الإنسان المهاجمة لمصر عن الغاء الاعدام يجب أن يراعوا الدين والشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد، ولابد من توافر معادل قانوني لأخذ الحقوق في الجرائم الجسيمة.
وأكمل عقيل: "في عام 2007 طالبت بالحد من تطبيق عقوبة الإعدام في مصر، وهاجمتني جماعة الإخوان الإرهابية، وأكدوا أنني من المفسدين في الأرض، والأن يطالبون بإلغاء عقوبة الإعدام".
وتابع عقيل، أنهم بذلوا جهودًا كبيرة في الرد على كافة الشائعات التي يتم إطلاقها على الدولة المصرية، خاصة في مسألة "الاختفاء القسري"، مؤكدًا أن "الاختفاء القسري" مجرد اكذوبة أطلقتها جماعة الاخوان الارهابية المتطرفة بهدف التشهير وتشويه صورة الدولة المصرية أمام أنظار العالم.
وأختتم عقيل، أنهم استشهدوا ببعض الحالات التي كان يروج لها الإخوان كونهم مختفين قسريين، والذين كانوا في نفس الوقت يدربون في سيناء على حمل السلاح لقتل قوات الجيش والشرطة.
الشرق الأوسط: وثيقة الاجتماع السري... {الإخوان} وإيران
العلاقة السياسية بين إيران منذ الثورة وبين جماعات الإسلام السياسي بدأت منذ وصول الخميني إلى سدة الحكم، أما اللقاء النظري فقد شدّت عروقه المفاهيم المشتركة العديدة قبلها بعقود.
المخزن الثوري الإيراني، حوى النظرية الإخوانية، هذه بدهية لأي قارئ في تاريخ الالتقاء بين النظام والجماعات. وما كانت الحكاية مجرد ترجمة رموز الحكم لمؤلفاتٍ لسيد قطب أو سواه من كبار المنظّرين، وإنما بتبني المفاهيم الراديكالية حتى العظم.
أما التأثير المتقطّع بين اليسار والإسلاموية الإيرانية يرصده بشكلٍ مفصل ولي نصر بكتابه المهم: «صعود قوى الثروة».
في عام 1997 طبعت في بيروت ترجمة عربية لكتاب: «إيران والإخوان المسلمون - دراسة في عوامل الالتقاء والافتراق» من تأليف: عباس خامة يار، وترجمة: خالد زيادة، ضم ثلاثمائة صفحة من الرصد والتحليل، يقول في فصلٍ من الكتاب بعنوان: «العلاقات بين الحركتين (الثورة الإيرانية والإخوان) قبل انتصار الثورة»: «تعود العلاقات بين الحركتين إلى فترة تاريخية بعيدة نسبياً، سبقت انتصار الثورة... فبالإضافة إلى الالتقاء الفكري والتعاون والانسجام الموجود بين الحركتين، إزاء قضايا العالم الإسلامي، أثر النشاط الإصلاحي للسيد جمال الدين الأسد آبادي، كذلك فإن ظهور ثوار ومصلحين واقعيين وحدويين، مثل آية الله الكاشاني وآية الله القمي ونواب صفوي من جهة، وحسن البنا وعمر التلمساني والشيخ شلتوت من جهة أخرى، أسهم في زيادة التقارب بين الحركتين في الأربعينات والخمسينات، والمهم هنا - يضيف المؤلف - أن العلاقة كانت قائمة بين الطرفين قبل ثورة 1952 في مصر وبعدها، ولم تتأثر بزعامة عبد الناصر وأصدائها في العالم العربي».
غير كتاب عباس خامة يار، ثمة مؤلفاتٍ أخرى، مثل: «إيران والإخوان علاقات ملتبسة» لفريدريك فرد هاليداي، وكتاب: «الإخوان المسلمون وإيران» لمحمد سعيد رصاص، وغيرها.
هذه المقدمة للتمهيد بأن العلاقة بين إيران والإخوان واشتراكهم بالأهداف ليس جديداً، وما كشفت التسريبات المنشورة في صحيفة The Intercept عن معلومات نوعية، أهميتها في الإثبات وبالوثائق ما نعرفه من قبل بالمعطى والتقصي... إنه التحالف الشرير بين الحرس الثوري ممثلاً بفيلق القدس وبين الإخوان المسلمين.
كشفت الوثائق عن اجتماع عقد في تركيا عام 2014. والهدف السعودية، ومنطقة الابتزاز هي اليمن. مضمون الاجتماع يقضي باستهداف الدولة السعودية ومحاولة إنهاكها عبر العمل مع الحوثيين والإخوان في اليمن.
لم يجد الإخوان المسلمون وسيلة لعداوة السعودية إلا واستخدموها، منذ حرب الخليج وحتى الضربات السعودية ضد الحوثيين الأولى، ومن ثم عاصفة الحزم لاحقاً: يروي هذا الموقف وغيره الأستاذ والباحث القدير عبد الله بن بجاد العتيبي ضمن بحثٍ مطول حول التنظيم وضمن فصلٍ حول: «السعودية ومكائد الإخوان»، وفي العام نفسه 2009، وحين واجهت السعودية اعتداءً مسلحاً من جماعة الحوثي التابعة لإيران على حدودها ودخلت معهم في مواجهة مفتوحة، انحازت جماعة الإخوان المسلمين ضد السعودية، وانحاز مرشد الإخوان المسلمين حينها مهدي عاكف إلى جانب إيران والحوثيين، وزعم في لقاء تلفزيوني أن السعودية تمول الرئيس اليمني حينذاك علي عبد الله صالح في حربه ضد الحوثيين، ثم أصدرت الجماعة بياناً انحازت فيه إلى الحوثيين ضد السعودية بما يحمل إدانة للسعودية، وتوالى رموز الجماعة كعصام العريان على نفس الموقف.
إن اجتماع تركيا بين الإخوان وذراع إيران لعلامة واضحة وبينة دامغة على إرهابهم وميليشيويتهم، مما اقتضى إصدار قانون بأمر ملكي «44 - أ» في عام 2014 يقضي بتجريم الانضمام إلى هذه الجماعة الشريرة المارقة، كما أن اختيار الموقع «تركيا» يأتي ضمن استراتيجية التنظيم في التنقل والترحال، فمنذ وصول الإسلام السياسي للحكم فيها باتت قبلة للهجرة الإخوانية في المنطقة، ولا غرابة أن يحضر الاجتماع السري محمود الإبياري، المعروف بإشرافه على خطط الهجرة من مصر إلى تركيا، فهذه المهمة من صلب ملفاته داخل التنظيم.
منذ سنوات والإخوان يجدون في تركيا ملاذاً آمناً، وعقدت أكثر الندوات تحريضاً على العنف والإرهاب بين مدنها وأريافها، ركب رموز الصحوة آنذاك خيول الزينة، وسلوا سيوفاً من ورق، بمقاطع تحرض على الذهاب إلى مناطق القتال والصراع، من دون اتخاذ السلطات هناك أي إجراءات قانونية ضد هذا التحريض الصارخ، ولنستعِدْ بنود لقاء: «سواعد الإخاء»، الذي جمع مئات الشباب الخليجي تحت مظلات التنمية، والنهضة، والتدريب، بينما هي محاضن للتربية على العنف.
الوثائق جاءت لتثبت، لا لتضيف، فالوقائع معروفة، الأهم أن نواجه هذه الحملات المسعورة من قبل التنظيمات، وألا نغفل عنها وعن أدوارها واستراتيجياتها، وأفضل سبل مواجهتها الحرب عليها بكل الوسائل.