الانتفاضة الإيرانية ونقطة اللاعودة... ما تأثير الحراك على مستقبل النظام؟

الثلاثاء 26/نوفمبر/2019 - 12:33 م
طباعة الانتفاضة الإيرانية أميرة الشريف
 
تحت عنوان "الانتفاضة الإيرانية ونقطة اللاعودة... ما تأثير الحراك على مستقبل النظام؟"، يري الدكتور كريم عبديان بن سعيد ناشط حقوقي ومهتم بقضايا إيران، أن السيناريوهات المحتملة للاحتجاجات التي تشهدها إيران تتجه لعصيان مدني وتواصل القمع يفرض على المتظاهرين التسليح... وانقلاب الحرس الثوري يلوح في الأفق.
وقال عبديان في مقاله نشرته صحيفة الاندبندنت،: كانت أزمة البنزين الإيراني معروفة للحكومة والمحللين الاقتصاديين، فوفقاً لتصريحات رئيس الشركة الوطنية للنفط، فإن الاستهلاك الداخلي للبنزين زاد بما نسبة 38.8% منذ عام 2017، ليصل إلى ما يقرب من مليوني برميل يومياً، ومن المتوقع أن يزيد بما مقداره  400 ألف برميل يومياً بحلول 19 مارس (آذار) 2020.
وأضاف المقال، من الواضح أن النظام يواجه نقصا في البنزين، كما لم تنجح المحاولات لتشغيل مصفاة في محافظة هرمزجان جنوبي البلاد لمواكبة زيادة استهلاك البنزين، حيث تعثر هذا الإنتاج بالكامل على الرغم من جميع المحاولات التي بذلها  بيجان زنغنه وزير النفط الإيراني .
ويري أن الخيارات أمام المسؤولين كانت إما زيادة سعر البنزين بنسبة 300٪. أو تقنين العرض حسب الكمية المتاحة، كما كان الخيار الآخر هو شراء البنزين من العراق وهو أرخص قياسا بسعره في  إيران، لكن هذا من شأنه أن يكلف الحكومة على الأقل دفع ستة أضعاف سعره لذلك، يكذب روحاني عندما يقول إن الهدف من زيادة سعر البنزين هو من أجل "زيادة حصة الفقراء أو مساعدتهم"،  فالسبب هو أزمة اقتصادية عامة، حيث لا تملك الحكومة الإيرانية أموالا لشراء البنزين، على الرغم من أن لديها الكثير من النفط الخام حيث لم تتمكن من تصديره إلى الخارج وفي الوقت نفسه ليس لديها القدرة على التكرير ناهيك عن أن نسبة كبيرة من البنزين الموجود يصرف لأغراض العسكر.
ولفت الناشط الحقوقي، إلي أن النظام الإيراني كان يتوقع غضب الناس ورفضه لذلك القرار، كون زيادة سعر البنزين كان بمثابة الفتيل الذي فجر برميل البارود، ومن المشكلات المتراكمة خلال العقود الأربعة الماضية.
ويقول إنه في الواقع أن زيادة سعر البنزين بهذه الطريقة الجنونية سوف ينعكس على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية للناس، كما يترك أثره السلبي على جميع المبادلات التجارية الصغيرة والكبيرة منها، وينعكس حتى على سيارات الأجرة التي هي الوسيلة الوحيدة سواء للكسب أو تنقل الأفراد من ذوي الدخل المحدود، الأمر الذي يعد سببا مهما من أسباب هذه الانتفاضة. حيث وجد المواطنون الذريعة للتعبير عن غضبهم ضد السياسيات الاقتصادية والسياسية التي ينتهجها النظام.
ويري عبديان، أنه على الرغم من أن هذه الانتفاضة الموجهة ضد النظام شملت أكثر من 300 قتيل وأكثر من 7 آلاف جريح من متظاهرين، لكن النظام لم يتمكن من إخمادها، خصوصا أن ما يجري في العراق ولبنان من مظاهرات أعطت زخما قويا لهذه الانتفاضة، خاصة أن المتظاهرين في هذين البلدين على وشك تحقيق نجاح في معركتهم ضد حكومات فاسدة وعميلة، من هنا لم يكن أمام النظام من وسيلة إلا التصدي للحركة الاحتجاجية بكل ما لديه من أدوات قمع، لذلك عمد إلى قطع الإنترنت وجميع وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها المتظاهرون.
ويقول: لعل ما يميز هذه الانتفاضة عن الانتفاضة التي وقعت عام 2009 وعرفت بـ"الحركة  الخضراء"، كانت محصورة في العاصمة طهران، وهي تعبير عن الخلافات بين الأصوليين والإصلاحيين في عدم كسب الدعم من الشعوب غير الفارسية بسبب عدم اهتمام الإصلاحيين والمحافظين بمطالبها.
ويري كريم عبديان، أن هذه الانتفاضة كانت عامة وشاملة وشاركت فيها الشعوب غير الفارسية من عرب وكرد وبلوش وآذريين وتركمان حيث طالبوا بحقوقهم القومية المشروعة، كما انضم الى الاحتجاجات جميع الشرائح الاجتماعية في إيران وذلك من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية  .
أما بالنسبة للشعب العربي الأهوازي، فقد كان السباق في المشاركة في هذه الانتفاضة، فشرارتها أعقبت قتل الشاعر العربي المعروف والمحبوب لدى الأهوازيين حسن حيدري.
وأبدي اعتقاده بأن هذه الانتفاضة ستتحول إلى عصيان مدني كامل وشامل، لأنها تقترب لنقطة لا رجعة ويوجد احتمال وقوع انقلاب عسكري من جانب الحرس الثوري، وسوف تظهر قيادات إقليمية في المدن والبلدان والمحافظات، وهذا يساعد في صعوبة إخماد الحركة.

شارك