"الإخوان" والرقص الخطير مع إيران

الأربعاء 27/نوفمبر/2019 - 12:59 م
طباعة الإخوان والرقص الخطير أميرة الشريف
 
تحت عنوان "الإخوان" والرقص الخطير مع إيران، يشير  المحلل التركي تورغوت اوغلو، في إحدي مقالاته إلى حدثين تاريخيين من شأنهما أن يلقيا الضوء على خلفية العلاقة الإيرانية- الإخوانية، وأنها في الواقع ليست ظاهرة جديدة.
وتشير مصادر حركة الإخوان المسلمين إلى أن حسن البنا التقى آية الله الكاشاني، أثناء زيارة الحج عام 1948، واتفقا في ما بعد على نقاط عدة ستشكل أساس العلاقات بين الجانبين.
ويتطرق المقال الذي نشر في اندبندنت عربية"، إلي أن القيادي البارز بحركة "فدائيان إسلام" الإيرانية نوال صفوي، الذي كانت تربطه صلة قوية بآية الله الكاشاني، نزل ضيفاً خلال زيارته القاهرة في عام 1954، على قادة جماعة الإخوان المسلمين في حينه، وأجرى معهم مباحثات أدت إلى تطور العلاقة بين الطرفين، بل إن "الإخوان" كانوا في طليعة القائمين بالاحتجاج الكبير في مصر ضد إعدام نوال صفوي على يد نظام الشاه، عام 1957.
ولكن لم تستمر هذه العلاقة الطيبة على المستوى المطلوب بسبب عدم ملاءمة الظروف السائدة في المنطقة.

ويقول المحلل السياسي التركي، في عام 2012 وبعد فترة ليست بالقصيرة زار الرئيس المصري السابق محمد مرسي، العضو البارز في حركة الإخوان، إيران، ليؤشر ذلك إلى استئناف تلك العلاقة على أعلى المستويات، وبذلك أصبح مرسي، أيضاً، أول رئيس مصري يزور إيران منذ ثورة الخميني في عام 1979.
ويقول المقال: يجدر ألا ننسى أن رئيس الوزراء التركي (آنذاك) رجب طيب أردوغان كان له دور كبير في إقناع مرسي بزيارة إيران، وهكذا بدأ الرقص الخطير بين الإخوان وإيران من جديد. ويبدو أن هذه العلاقة استمرت في ما بعد على مستوى غير الرسمي بين إيران والإخوان.
وبالفعل، ادعت مجلة "انترسبت" وصحيفة نيويورك تايمز الأميركيتان، بأن مسؤولين إيرانيين التقوا قيادات من "الإخوان" في أبريل (نيسان) 2014، في اجتماع سري بأحد الفنادق في تركيا، بهدف التوصل إلى أرضية مشتركة بين الطرفين. 

ونَشر هذان الموقعان تفاصيل ذلك الاجتماع السري بناءً على مراسلات داخلية مؤلفة من 700 صفحة.
ومن بين أكثر ما لفت نظري في هذه الاجتماعات التي يُقال إنها عقدت في إسطنبول، أن أعضاء الوفد الإيراني كانوا من أفراد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي ينفذ عمليات استخباراتية - عسكرية خارج البلاد. ويجدر ذكر أن الولايات المتحدة أدرجت "الحرس الثوري" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية هذا العام.
ووفقاً لموقع "انترسبت"، ناقش الطرفان سبل إمكانية العمل المشترك بعد الإطاحة بمرسي.
 وذكر الموقع أن الطرفين توصلا إلى أنه "لا مراء في وجود خلافات بين إيران التي تشكل رمزاً للعالم الشيعي، وبين الإخوان المسلمين الذين هم من ممثلي العالم السني. ومع ذلك، فمن الضروري التركيز على البحث عن أرضية مشتركة للتعاون ضد الأعداء المشتركين".
ويبدو من خلال المعلومات التي سُربت أن أهم نقطة مشتركة بين وفد الإخوان المسلمين والإيرانيين هو "الكراهية" ضد "العدو المشترك": المملكة العربية السعودية، وأن بإمكان الجانبين أن يتحدا ضد الرياض وأن أنسب ساحة ملائمة لتحقيق ذلك هي اليمن.
وذكر أوغلو أن نائب مرشد الإخوان المسلمين إبراهيم منير المقيم في لندن اعترف أنذاك بحصول هذا الاجتماع في تلك الأيام. لكن ينبغي التنبيه إلى الجانب الأكثر خطورةً في هذه الاجتماعات هو أن يجتمع الإخوان بمسؤولين من منظمة استخباراتية - عسكرية تُجري عمليات في الخارج، ولعمري إن هذا مأزق كبير بالنسبة للإخوان المسلمين.
ويتطرق في مقاله إلي أن معظم القيادات في الحكومة الحالية بتركيا، والذين يتعاون معهم الإخوان، هم بالفعل موالون لإيران. لذلك أستطيع القول إن علاقة الإخوان مع حزب العدالة والتنمية تعني -في الوقت ذاته- علاقة غير مباشرة مع إيران. ولتجلية الموضوع بمزيد من الوضوح أريد أن ألفت النظر إلى حدث عشته في حياتي الصحافية.
ويقول: إن كل الإسلاميين السياسيين في تركيا تأثروا بجماعة الإخوان وهم في الوقت ذاته معجبون بالنظام الإيراني ومتعاطفون معه، وأما الإخوان فهم معجبون بأردوغان ومتعاطفون معه... فهذا التعاطف المتسلسل هو القاسم المشترك الذي جعل الإسلاميين السياسيين والإخوان أيضاً عالقين في مستنقع يصعب الانفلات منه: "المستنقع الأردوغاني.

شارك