"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الجمعة 29/نوفمبر/2019 - 10:45 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 29 نوفمبر 2019.
الاتحاد: الجيش اليمني يسقط «مسيّرة» حوثية
تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني، أمس، من إسقاط طائرة مسيرة، تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية، في شمال شرق محافظة تعز، وأوضح مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن أفراد الكتيبة الثالثة للواء 170 دفاع جوي، قاموا برصد طائرة مسيّرة، فوق جولة القصر الجمهوري، وجبهة الزهراء والصفاء، التي تعد مناطق مواجهات، وتمكنوا من إسقاطها.
من جانب آخر، قصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، بالدبابات والمدفعية الثقيلة، مواقع تابعة للقوات اليمنية المشتركة، في عدد من مديريات محافظة الحديدة الساحلية، وذكرت مصادر ميدانية لـ«الاتحاد»، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية كثّفت، صباح ومساء أمس، هجماتها بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية، على مواقع القوات الحكومية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، في منطقة الفازة الساحلية، بمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، كما استهدفت الميليشيات بالأسلحة ذاتها مواقع القوات المشتركة في منطقة الجبلية الاستراتيجية جنوب شرق التحيتا، حيث أفادت مصادر محلية بأن مسلحي الحوثي أمطروا الأحياء السكنية في المنطقة بنيران الرشاشات المتوسطة.
وأكد الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة، أن ميليشيات الحوثي استهدفت، صباح الخميس، بالأسلحة المتوسطة والقناصات، الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، موضحاً أن القناصين الحوثيين أطلقوا النار على المارة في الطرقات المؤدية إلى وسط مدينة حيس، وتسببوا في حالة من الخوف والهلع في أوساط المدنيين، كما قصفت ميليشيات الحوثي بالمدفعية الثقيلة والدبابات مواقع تابعة للقوات المشتركة شمال وشرق مديرية الدريهمي، القريبة من مدينة الحديدة، حيث تواصل الميليشيات تصعيدها العسكري، وإرسال التعزيزات المسلحة.
الخليج: وصول 128 أسيراً حوثياً أفرج عنهم التحالف إلى صنعاء
وصل إلى مطار صنعاء الدولي، أمس الخميس، 128 أسيراً من عناصر ميليشيات الحوثي، أفرجت عنهم قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن. وقالت اللجنة الدولية ل«الصليب الأحمر»، في بيان، إنّها «قامت بتيسير إعادة 128 محتجزاً من المملكة العربية السعودية إلى اليمن؛ بناءً على طلب من قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، وبالاتفاق مع الطرفين». ورأت في «هذا الإفراج خطوة إيجابية»، وقالت: «يسرنا أن يتم مراعاة الاعتبارات الإنسانية؛ من أجل العائلات التي تنتظر عودة أحبائها إلى ديارهم».
وكانت قيادة القوات المشتركة ل«تحالف دعم الشرعية في اليمن» أعلنت، الثلاثاء، «إطلاق سراح 200 أسير من أسرى الميليشيات الحوثية، إضافة إلى تسيير رحلات جوية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لنقل المرضى من صنعاء.
إلى ذلك، وجه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، الشكر السعودية؛ لإعلانها فتح مطار صنعاء للرحلات الإنسانية، وإطلاق سراح أسرى حوثيين. وقال جريفيث في تغريدة على حسابه في «تويتر»، أمس، إنه التقى مع نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان. وأضاف: إنه وجه الشكر للمملكة؛ لإعلانها إطلاق سراح 200 مُحتَجز، وفتح مطار صنعاء لرحلات إنسانية تسمح للمرضى اليمنيين بتلقي الرعاية الطبية التي يحتاجون إليها في الخارج.
وقال وزير الخارجية اليمنية محمد الحضرمي: إن الحوثيين يستمرون في رفض فتح مطار صنعاء الدولي للرحلات الداخلية للتخفيف من معاناة المواطنين، على الرغم من تقديم الحكومة الشرعية لمبادرات فتحه سابقاً. وأشار الخضرمي إلى أهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد، لاسيما ما يتصل باتفاق الحديدة قبل الانتقال إلى أي مشاورات قادمة. كما شدد على أن مسار الأمم المتحدة هو المسار الوحيد والعملي؛ لتحقيق السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها، لافتاً إلى أن تنفيذ اتفاق الرياض سيشكل دفعة قوية نحو توحيد الجهود لهزيمة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن.
البيان: إحباط محاولة الميليشيا استحداث مواقع في الجاح
أحبطت القوات اليمنية المشتركة محاولة ميليشيا الحوثي استحداث مواقع جديدة على خطوط التماس في منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه في محافظة الحديدة.
وذكرت مصادر القوات المشتركة لـ«البيان» أن وحدات المهام الخاصة في «اللواء الخامس- حراس جمهورية» رصدت تحركات عناصر لميليشيا الحوثي كانت تحاول استحداث مواقع في منطقة الجاح وتصدت لهذه المحاولة ودمرت عدداً من العربات المحملة بالأسلحة كانت متجهة إلى المنطقة.
وواصلت الميليشيا سلسلة انتهاكاتها اليومية للهدنة الأممية باستهداف مواقع القوات المشتركة في منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا، حيث فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على عدد من المواقع في شرق المنطقة. وحسب المصادر فإن عناصر الميليشيا قامت بإطلاق النار على القوات المشتركة بالأسلحة القناصة كما واصلت استهداف وقصف مواقع متفرقة للقوات المشتركة في مختلف مناطق جنوب الحديدة.
العربية نت: "الشرعية" اليمنية تبحث مع البعثة الأممية خروقات الحوثي
ناقش فريق الحكومة اليمنية الشرعية، في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الخميس، مع رئيس البعثة الأممية الجنرال الهندي، أباهيجيت غوها، التصعيد الخطير لميليشيات الحوثي وخروقاتها المتكررة للهدنة.
وذكر الإعلام العسكري للقوات المشتركة في بيان أن الاجتماع، الذي عقد في العاصمة المؤقتة عدن، تناول التصعيد الخطير من قبل الميليشيات الحوثية واستهدافها قبل أيام بالطيران المسير مقر الفريق الحكومي وقبله مستشفى أطباء بلا حدود، وكذلك محاولتها قصف مدينة المخا بعدد من الصواريخ الباليستية والطيران المسير، قبل أن تتمكن الدفاعات الجوية للتحالف والقوات المشتركة من اعتراضها وتفجيرها في الجو.
كما وقف الاجتماع أمام خروقات الميليشيات الحوثية داخل مدينة الحديدة منذ تفعيل آلية التهدئة وتثبيت نقاط المراقبة.
وبحسب البيان، فإن الاجتماع ناقش ضرورة فتح المعابر الإنسانية وتنفيذ إعادة الانتشار المتفق عليه بإشراف لجنة تنسيق إعادة الانتشار مع تجنب أي عمل أحادي، موضحا أن المرحلة الأولى من إعادة الانتشار تتضمن انسحاب الميليشيات الحوثية من موانئ ومدينة الحديدة.
وكانت مصادر أوضحت أن لجنة إعادة الانتشار الأممية، برئاسة الجنرال غوها، أقرت عقد الاجتماع الثنائي مع الفريق الحكومي في عدن، بسبب قصف ميليشيات الحوثي لمقر الفريق الحكومي لإعادة الانتشار في مدينة المخا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
الشرق الأوسط: "الإجراءات الأحادية"... إدمان حوثي يبدد الوقت ويرسّخ الانقلاب
درجت الجماعة الحوثية منذ ظهورها على مسرح الأحداث في اليمن وتدحرجها من صعدة شمالا للانقلاب على الشرعية وإسقاط العاصمة صنعاء، وصولا إلى اللحظة الراهنة على اتباع أكثر من تكتيك وأداة للمناورة وكسب الوقت ويأتي في مقدمها إدمان الجماعة على الإجراءات الأحادية في المسار التفاوضي. يعتقد سياسيون ومراقبون يمنيون أن الجماعة الموالية لإيران، اتخذت من هذا الإدمان على التدابير الأحادية الجانب وسيلة للوصول إلى منطقة رمادية، لتخدير المجتمع الدولي بأنها تريد الالتزام، وفي الوقت نفسه ملاذا للتملص من تنفيذ الاتفاقات مع الحكومة اليمنية (الشرعية) أو الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية. وباعتبار اتفاق «استوكهولم» أول اختبار حقيقي لمصداقية الجماعة منذ مشاورات السويد نهاية العام 2018 والذي أثبت عدم رغبتها لإنجاز مقدمات السلام، كانت الفرصة المناسبة لتلجأ الجماعة إلى «تكتيك» الإجراءات الأحادية، من خلال إعلانها الانسحاب الأحادي الصوري من موانئ الحديدة الثلاثة، وهي الحيلة التي لم تنطل على الشرعية أو التحالف الداعم لها لكنها منحت الجماعة الكثير من الوقت للمناورة وإعادة ترتيب صفوفها ومن ثم إرباك المساعي الأممية لاستكمال تطبيق الاتفاق المتعثر.
هذه الاستراتيجية الحوثية لم تتوقف أبدا، فبعد أن زعمت أنها هي التي قامت بتنفيذ أوسع الهجمات على المنشآت السعودية التابعة لشركة أرامكو، سارعت إلى عرض مبادرة أحادية تهدف إلى امتصاص الغضب الدولي والإقليمي الناتج عن هذه الهجمات عبر إعلانها عن مبادرة لوقف الهجمات من جانب واحد وهو العرض الذي لقي على الفور تعليقا أمميا متفائلا.
ورغم أن «اتفاق استوكهولم» كان أحد فروعه الثلاثة خاصا بتبادل الأسرى والمختطفين بين الجماعة والحكومة الشرعية إلا أن الجماعة عرقلت كل الخطوات الرامية إلى تنفيذه، ولجأت إلى تقديم مبادرة أحادية أطلقت خلالها نحو 270 مختطفا (وليس أسرى أو مقاتلين) من المدنيين في معتقلاتها، ثم سخرت أدواتها الإعلامية للتسويق لهذا الإجراء الأحادي بصفته رسالة على مصداقية الجماعة ورغبتها لتنفيذ الاتفاق وإلقاء اللوم على الحكومة الشرعية.
وحتى بعد نجاح رئيس البعثة الأممية في الحديدة الجنرال الهندي أبيجهيت غوها في تنفيذ نشر خمس نقاط مشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار، لم يرق للجماعة البناء على هذا التقدم المشترك فذهبت من اليوم التالي في استحداث مواقع عسكرية قرب النقاط وحفر الخنادق قبل أن تلجأ أخيرا إلى شن هجمات واسعة على القوات المشتركة ومقر الفريق الحكومي في مدينة المخا، في سياق سعي الجماعة لإفشال التقدم الطفيف.
هذه الاستراتيجية الحوثية، بقدر ما تعتقد الجماعة أنها نجحت في منحها المزيد من الوقت، أثبت للمراقبين المحليين والدوليين النوايا الخفية التي تنطلق منها الجماعة لإطالة أمد الحرب والاستمرار في تجريف الهوية اليمنية في مناطق سيطرتها ابتداء من التعليم ثم الاقتصاد وصولا إلى مراتب متقدمة من عملية «حوثنة المجتمع» مع ما يعنيه ذلك من تثبيت أقدام الجماعة وترسيخها في الأجزاء الشمالية البلاد.
ولعل تصريحات قادة الجماعة الأخيرة تثبت من غير شك أنها ليست مستعدة للسلام ولا لتحقيق أي اتفاق شامل ينهي الانقلاب ويعيد المسار الانتقالي في اليمن إلى وضعه الطبيعي، فهي تعلن صراحة أنها ترضخ لقرار مجلس الأمن 2216 وأنها تتمسك بوقف العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية وفتح الأجواء اليمنية والموانئ أمامها والاعتراف بها كسلطة أمر واقع والتسليم بشروطها هي وليس بشروط الشرعية أو المجتمع الدولي.
وفي هذا السياق صرح وزير دفاع الجماعة محمد العاطفي أمس(الخميس) مطلقا تهديدات جديدة تتناقض مع ما كانت الجماعة أعلنته من سعي للتهدئة الأحادية، حيث قال «إن الحرب الحقيقية» بين الجماعة وبين تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية لم تبدأ بعد.
ولم يقتصر التهديد فقط باستئناف الهجمات الإرهابية على الأعيان المدنية السعودية فقط، ولكنه شمل أيضا كما يفهم من تصريحات العاطفي التي نقلتها عنه الوسائل الرسمية للجماعة التهديد باستهداف الاقتصاد العالمي والأمن القومي الإقليمي، حيث لوح باستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر زاعما أن الأمن القومي العالمي وخاصة في الجانب الاقتصادي مرهون بمنح جماعته أمنها الاقتصادي، مشيرا إلى «أن المصالح القومية الدولية وخاصة الاقتصادية ستتضرر أكثر مما يتصوره البعض» في حال استمرت العمليات العسكرية ضد جماعته.
تكتيك ومناورة
يصف الباحث السياسي اليمني الدكتور فارس البيل، ولع الجماعة بالإجراءات الأحادية بأنه «تكتيك ومناورة» ويقول الأكاديمي اليمني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» «جماعة الحوثي لا تنتمي بالأساس لطبقة سياسية أو مستوى معرفي، فهي ليست صاحبة مران سياسي أو تاريخ تفاوضي، هي في مجملها نزوة عابرة، صنعتها ظروف ورغبات». ويعتقد الدكتور البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة «لا تبحث في تحركاتها أو أفعالها عن أي قيم سياسية، أو تراعي تكتيكات مستقبلية، إنما تقفز إلى كل هذه التصرفات بشكل آني، باعتباره تكتيك مراوغة وبحثا عن مساحة للمناورة وتمديد حالة الفوضى، وفقا لما تمليه عليها أجندات المشروع الإيراني».
ويصل البيل إلى نتيجة مفادها أنه «لا يمكن الحكم على إجراءات الحوثي الأحادية باعتبارها نوعا من السلوك، بقدر ما هي نوع من المراوغة والممارسة الفوضوية لمهمة محدودة تقوم بها، ومصلحتها في كل ذلك إطالة أمد عمرها وسيطرتها وعبثها».
ويعتقد الكاتب البيل أن «هذه المناورات التي تجريها ميليشيات الحوثي نجحت في تمديد حالة اللاسلم وصبت في مصلحة بقائها حربيا ومنحتها ميليشيا مساحة زمنية كبيرة».
ويستشهد البيل بتعطيل الجماعة اتفاق «استوكهولم» حيث كانت مدته ثلاثة أسابيع للتنفيذ، في حين اقترب العام من اكتماله دون إنجاز أي شيء «بفضل هذه الإجراءات والمراوغات التي تجريها، وكأنها تنقل المجتمع الدولي والأمم المتحدة من مربع إلى مربع آخر، وتجعلهما في حالة توهان كبيرة تمنحها تحللا من الالتزامات وبقاءً أطول».
أما عن الداخل اليمني، من كل ذلك، فيرى الدكتور البيل أن الداخل «يعتبر نفسه في حالة اختطاف في يد الميليشيات وبالتأكيد يتطلع للخلاص، لكنه يرى الأفق شبه مسدود، فحالة مواجهة الحوثي بطيئة ومترددة وضعيفة، مما يمنح الجماعة سطوة أكبر».
ويجزم الكاتب فارس البيل «أنه تكاد تنعدم القوى المناوئة للحوثي بشكل منظم في الداخل الذي تسيطر عليه الجماعة، وأن الجميع في حالة استسلام وشتات، بانتظار أن يكون هناك تحرك كبير من خارج سيطرة الميليشيات لإنقاذ المجتمع من القبضة الحوثية التي لا تسمح له حتى بالتعبير عن تذمره وتبرمه من سلوكيات الجماعة».
تجزئة القضايا التفاوضية
يرى رئيس مركز فنار لبحوث السياسات الكاتب اليمني عزت مصطفى أن الحوثيين اعتمدوا «استراتيجية فصل القضايا التفاوضية عن بعضها ومن ثم تجزئة كل قضية إلى قضايا صغيرة».
وهذا بدوره - وفق ما يقول مصطفى لـ«الشرق الأوسط» «أبعد النقاشات التفاوضية معهم برعاية الأمم المتحدة من القضية الرئيسية المتمثلة بالانقلاب على الدولة والشرعية الدستورية إلى قضايا خلافية صغيرة متعلقة بالترتيبات الأمنية والعسكرية والسياسية التي يراوغ الحوثيون في الوصول إلى تفاهمات بشأنها بعد أن استطاعوا أن يدخلوا القضية الرئيسية إلى مشرحة التجزيء، وهذا قد يؤدي إلى مزيد من التجزيء للقضايا الثانوية ذاتها».
ويقدر الباحث والكاتب عزت مصطفى «أن هزيمة الحوثية كجماعة إرهابية مرهونة بمعرفة أولوياتها وطريقة تفكيرها، إذ إن الاستراتيجية الحوثية تحاول تحقيق الأهداف النفعية الضيقة بها كجماعة غير آبهة بالمأساة الإنسانية أو استمرار الحرب من توقفها وتستثمر رغبة الأطراف المناهضة لها وطنياً وإقليمياً في الوصول إلى سلام دائم لتعزيز موقفها؛ وتستغل الحرص على استقرار اليمن للحفاظ على مكاسبها كجماعة مزعزعة للأمن والاستقرار».
وكمثال على هذا التجزيء الذي دفعت إليه الأمم المتحدة - يستدل مصطفى - بالنظر إلى اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة الذي قال إنه فصل الحديدة عن القضية الرئيسية ورغم ذلك وصلنا «إلى نتيجة أن الحوثية لا يمكن لها أن تلتزم بتنفيذ الاتفاق الجزئي هذا ونقلت قضية الانقلاب الكبرى إلى المطالبة بتنفيذ اتفاق استوكهولم». وفي قضايا أخرى - بحسب مصطفى - «نلاحظ الاستراتيجية الحوثية في إدارة ملف الأسرى؛ إذ تعتمد على عقد صفقات ثنائية مع الوحدات التي تقاتلها بعيداً عن ملف الأسرى والمعتقلين الذي يديره مكتب المبعوث الأممي وحدث تفاهمات بشأنه، فبدلاً من أن تضطر إلى إطلاق كافة الأسرى (الكل مقابل الكل) تعتمد الصفقات الصغيرة في جبهات القتال لإطلاق المقاتلين المنتمين سلالياً للجماعة مقابل عدد محدود من المقاتلين الأسرى لديها».
وهذا يعني - بحسب تعبيره - «أن آلاف الأسرى قد يدخلون في مصير مجهول كون الميليشيات الحوثية لن تكون آبهة بإطلاقهم بعد أن تضمن خروج كافة أسراها من السلاليين».