الخناق يضيق علي نصرالله.. ألمانيا توجه ضربة قوية لـ "حزب الله" وتعتزم حظر أنشطته

الجمعة 29/نوفمبر/2019 - 02:21 م
طباعة الخناق يضيق علي نصرالله.. أميرة الشريف
 
أعلنت الحكومة الألمانية عزمها على حظر حزب الله اللبناني باعتباره منظمة إرهابية، وقالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أمس عن مصادر رفيعة إن الحكومة الألمانية تخطط لحظر الميليشيا اللبنانية بعد أن وافقت وزارت الخارجية والداخلية والعدل على الخطوة الأسبوع الماضي، ومن المحتمل أن يصدر قرار الحظر الأسبوع المقبل خلال مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية، وفق المصدر ذاته.
ويُتهم حزب الله اللبناني بالتدخل العسكري في شؤون الدول العربية، خاصة في سوريا واليمن، بدعم من إيران، والذي يعتبر ذراع إيران الإرهابية في المنطقة والعالم.
وكانت الولايات المتحدة صنفت حزب الله اللبناني إرهابيًا، ووضعته على اللائحة السوداء للإرهاب، منذ عام 1997، كما أن وزارة العدل الأمريكية وضعت، نهاية العام الماضي، الحزب ضمن خمس جماعات للجريمة عابرة للقارات، ليتم بموجب ذلك فرض عقوبات أكثر صرامة على عناصر وممولي الحزب.
ولا يصنف مجلس الأمن حزب الله إرهابيًا، وسط ضغوط من الولايات المتحدة بضرورة اتخاذ إجراء كهذا.
ويعد حزب الله اللبناني، جماعة شيعية إسلامية مسلحة وحزب سياسي مقره في لبنان، والجناح العسكري لحزب الله هو مجلس الجهاد، وجناحه السياسي هو حزب كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني. وبعد وفاة عباس الموسوي في عام 1992، ترأس الجماعة حسن نصر الله، أمينها العام.
وستتعاطى السلطات الألمانية مع أنشطة وعناصر حزب الله مثلما تتعاطى مع تنظيم "داعش"، كما ستمنع الحكومة كل الأنشطة والفعاليات التي ينظمها الحزب في بلادها، بما يشمل حظر رفع علم حزب الله في أي مظاهرات أو فعاليات، وفق مجلة "دير شبيجل".
ووفقا لـ"روسيا اليوم"، سيقضى هذا القرار المتوقع، بوضع "حزب الله" فى صف واحد مع تنظيم "داعش" و"حزب العمال الكردستاني"، وفرض حظر على كل أنشطته فى البلاد بما فى ذلك استخدام رموزه كأعلامه على سبيل المثال.
ورحب سياسيون ونواب ألمان، بمضي الحكومة قدما في حظر مليشيا حزب الله الإرهابية بشكل كامل في بلادهم، لافتين إلى أن برلين لا يجب أن تكون واحة آمنة للإرهابيين. 
 ويونيو الماضي، صرحت بياتركس فون شتورش، النائبة البارزة عن حزب البديل لأجل ألمانيا (المعارض) ،: "بلادنا لا يجب أن تكون واحة آمنة للإرهابيين بعد الآن"، مضيفة أن قدم حزب البديل مشروع قانون في البرلمان لحظر حزب الله، لكن لم يلقَ دعما من أحزاب الحكومة في حينه".
ورحبت شتورش باتخاذ أحزاب الحكومة قرار حظر حزب الله وإن تأخر ٦ أشهر، "لا يوجد حزب عمل من أن أجل حظره مثل حزب البديل لأجل ألمانيا"، لافتة إلى أن "حزب الله" ينشط بقوة في ألمانيا في جمع التبرعات، مضيفة: "هذا يجب أن ينتهي".
من جانبه، قال خبير الشؤون الخارجية والنائب عن الحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط)، ألكسندر لامبسدورف، إن قرار حظر حزب الله تأخر كثيرا.
وأضاف، في تصريحات نقلتها صحيفة "بيلد" الألمانية: "كان لابد من إنهاء وجود حزب الله الذي يجمع الأموال في بلادنا من أجل تمويل أنشطته الإرهابية في الشرق الأوسط". 
وبحسب الصحيفة ذاتها، أقر السياسي البارز بالاتحاد المسيحي (يمين وسط)، ماريان فيندت، بأن حظر حزب الله "تأخر"، مضيفا: "لا يجب أن نسمح بوجود منظمات إرهابية على أراضينا". 
وكشفت الصحيفة تفاصيل اتخاذ الحكومة الألمانية قرار حظر حزب الله، وقالت إن أحزاب الائتلاف الحاكم؛ الاتحاد المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الحر "معارض" قدموا مؤخرا طلبا للحكومة بحظر أنشطة حزب الله، والعمل على وضعه على لائحة الإرهاب الأوروبية.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، حيث منحت الحكومة الادعاء العام الضوء الأخضر للتحقيق في كل أنشطة حزب الله في ألمانيا.
ولسنوات طويلة، كانت الحكومة الألمانية تفرق بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله، وترفض حظر الجناح السياسي لأسباب متعلقة بدورها في لبنان كوسيط بين الأطراف المختلفة.
وفي مايو الماضي، كشفت صحيفة "ذود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، أن حزب الله يستغل برلين واقتصادها الأقوى في أوروبا، لجمع الأموال لتمويل عملياته العسكرية، وممارسة نفوذ على الجالية اللبنانية، وتقوية روابطه مع إيران. 
وأوضحت الصحيفة: "ليس سرا أن الحزب نشط جدا في ألمانيا، تشاهد أعلام الحزب الصفراء بكثافة في الفعاليات والمظاهرات في برلين، وترصد الشرطة تحركات صناديق التبرعات الخاصة به، كما ترصد أيضا 950 من أعضائه في الأراضي الألمانية".
ووضع حزب الله كحزب سياسي شرعي، أو جماعة إرهابية، أو حركة مقاومة، أو مزيجًا منها هو قضية مثيرة للجدل.
 وقد صنفت الجامعة العربية والولايات المتحدة وفرنسا ومجلس التعاون الخليجي وكندا واليابان وهولندا وإسرائيل حزب الله كمنظمة إرهابية، وحظر الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا والمملكة المتحدة وأستراليا الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية، مع التمييز مع الجناح السياسي لحزب الله.

شارك