هل يتخلى "تميم" عن "الإخوان" لإنهاء العزلة القطرية؟
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن زيارة سرية قام بها وزير خارجية قطر إلى المملكة العربية السعودية، خلال شهر سبتمبر 2019 للقاء كبار المسؤولين السعوديين، يأتي هذا في إطار الجهود الدبلوماسية لإنهاء الخلاف المستمر منذ يونيو 2017.
ووفقًا للصحيفة، ونقلًا عن مسؤول عربي لم تكشف عن هويته، قدم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عرضًا مفاجئًا لإنهاء الأزمة أثناء وجوده في الرياض، قائلاً "إن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين بالكامل".
وأوضحت الصحيفة، أن هذا العرض من شأنه تلبية المطلب الكبير الذي تقدمت به دول الرباعي العربي "السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر"، ضمن شروط إنهاء المقاطعة العربية للدوحة في ظل الاتهامات الموجهة إليها بدعم الإرهاب، وهو ما تتنصل منه قطر.
وأشارت الصحيفة على لسان المسؤول العربي، "إن السعودية تدرس اقتراح قطر بالفعل، إلا أن الأمر يتوقف عما إذا كان يمكن لأطراف الخلاف التوصل لاتفاق بهذا الشأن"، فيما أعرب بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الحاليين والسابقين، إلى جانب مسؤولين من المنطقة، عن شكوكهم في إمكانية تصدع الخلاف في المستقبل القريب.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، أن الانشقاقات الأخيرة الناجمة عن ذلك الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي، وضعت واشنطن في موقف حرج وعقدت جهودها لتوحيد دول مجلس التعاون بهدف تشكيل جبهة موحدة في مواجهة إيران.
وتسبب احتدام الخلاف في المزيد من الإحراج للولايات المتحدة التي تعد حليفًا أمنيًا واقتصاديًا للجانب السعودي والإماراتي من جهة، وفي الوقت ذاته تستضيف قطر أكبر القواعد الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط وهي قاعدة "العديد".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية كذلك، نقلًا عن أشخاص مطلعون على الأمر أن زيارة وزير الخارجية القطري إلى الرياض والتي لم يتم الإبلاغ عنها مسبقًا، سبقتها عدة جولات من الزيارات الدبلوماسية المكثفة عبر وساطة الكويت، وأشاروا إلى أن بعض الاجتماعات عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان الصيف الماضي، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ونوه التقرير الأمريكي، إلى أن قطر لا تعتبر جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ورغم أنها تنفي تمويلها، إلا أنها قدمت دعمًا سياسيًا لأعضاء الجماعة ومن بينهم المعزول محمد مرسي.
وقال المسؤول العربي "إن الاقتراح القطري بإنهاء علاقاتها بجماعة الإخوان يعد بمثابة فرصة واعدة حتى الآن لإنهاء النزاع".
وردًا على سؤاله عن التطورات الدبلوماسية حول ملف الأزمة الخليجية، قال مسؤول قطري رفيع "إنه منذ بداية الأزمة رحبت الدوحة بكل فرصة لحل الخلاف من خلال الحوار المفتوح والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة."
وفيما يتعلق بعلاقات قطر مع جماعة الإخوان المسلمين رد قائلًا: "كانت التزاماتنا دائمًا هي دعم القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان وليس لحزب أو جماعة بعينها". "لقد أسيء أحيانًا دعمنا"، فيما لم تقدم السفارة السعودية في واشنطن تعليقًا على الأمر.
وذكرت الصحيفة، أن المسؤولين السعوديين والقطريين يستعدون للاجتماع مرة أخرى لمناقشة التفاصيل التي ستحدد بالضبط ما ترغب الدوحة في فعله لقطع العلاقات مع مختلف الجماعات التابعة لـ"الإخوان المسلمين".
وقال المسؤول العربي: "نرى زخمًا للأمام، لكننا بحاجة إلى مواصلة التفاوض وكسب الثقة حتى نصل إلى مستوى من التفاهم."
من جانبه، قال "جيرالد فايرشتاين"، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية الأمريكية وسفير واشنطن في اليمن، "إن هناك بعض التفاؤل بأنه ربما يكون هناك القليل من ذوبان الجليد في العلاقات الخليجية".
واختتمت الصحيفة تقريرها مشيرة إلى أن أحد الدلائل التي ظهرت مؤخرًا حول تخفيف التوترات الدبلوماسية بين دول الخليج، هي مشاركة منتخبات البحرين والسعودية والإمارات في بطولة كأس الخليج العربي (خليجي 24) التي تستضيفها الدوحة، كما تجري محادثات حول عقد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
من ناحية أخرى قال موقع المعارضة القطرية "قطريليكس" في تقرير له يبدو أن الشيخ تميم بن حمد، سيتخذ خطوات فعلية يستجيب فيها لمطالب الرباعي العربي، تظهر مساعيه الجاهدة للمصالحة من أجل إنهاء العزلة التي تعيشها الدولة.
وأضاف التقرير كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة لـ"قطريليكس، أن تميم بن حمد يدرس ترحيل أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المتواجدين داخل البلاد، إلى دولة بشرق آسيا.
وأضاف المصدر: أن "تميم" ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إمكانية استقبال تركيا أعضاء الإخوان المتواجدين بالدوحة للخروج من الأزمة.
وأوضح التقرير أن "تميم" أبدى انزعاجه من تضرر الاقتصاد القطري من المقاطعة وانعزال الشعب عن الشعوب الخليجية، وأكد له أن هذه العزلة أثَّرت سلبًا على شعبيته وتهدد حكمه؛ لذلك حان وقت رحيل الإخوان من الدوحة للخروج من الأزمة الخليجية والمصالحة العربية لإنهاء العزلة القطرية.
وتابع التقرير تعيش الإمارة في عزلة عربية تامة منذ يونيو 2016، بسبب دعم النظام للإرهاب، حيث أصدر الرباعي العربي قائمة مطالب لإعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية، بينما أثَّرت تلك الأزمة بشدة على البلاد وتسببت في تدهور الأوضاع الاقتصادية بشدة وتراجع تصنيفاتها العالمية.