الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
السبت 30/نوفمبر/2019 - 01:17 م
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 30 نوفمبر 2019.
بوابة الحركات الإسلامية: هل يتخلى "تميم" عن "الإخوان" لإنهاء العزلة القطرية؟
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن زيارة سرية قام بها وزير خارجية قطر إلى المملكة العربية السعودية، خلال شهر سبتمبر 2019 للقاء كبار المسؤولين السعوديين، يأتي هذا في إطار الجهود الدبلوماسية لإنهاء الخلاف المستمر منذ يونيو 2017.
ووفقًا للصحيفة، ونقلًا عن مسؤول عربي لم تكشف عن هويته، قدم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عرضًا مفاجئًا لإنهاء الأزمة أثناء وجوده في الرياض، قائلاً "إن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين بالكامل".
وأوضحت الصحيفة، أن هذا العرض من شأنه تلبية المطلب الكبير الذي تقدمت به دول الرباعي العربي "السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر"، ضمن شروط إنهاء المقاطعة العربية للدوحة في ظل الاتهامات الموجهة إليها بدعم الإرهاب، وهو ما تتنصل منه قطر.
وأشارت الصحيفة على لسان المسؤول العربي، "إن السعودية تدرس اقتراح قطر بالفعل، إلا أن الأمر يتوقف عما إذا كان يمكن لأطراف الخلاف التوصل لاتفاق بهذا الشأن"، فيما أعرب بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الحاليين والسابقين، إلى جانب مسؤولين من المنطقة، عن شكوكهم في إمكانية تصدع الخلاف في المستقبل القريب.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، أن الانشقاقات الأخيرة الناجمة عن ذلك الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي، وضعت واشنطن في موقف حرج وعقدت جهودها لتوحيد دول مجلس التعاون بهدف تشكيل جبهة موحدة في مواجهة إيران.
وتسبب احتدام الخلاف في المزيد من الإحراج للولايات المتحدة التي تعد حليفًا أمنيًا واقتصاديًا للجانب السعودي والإماراتي من جهة، وفي الوقت ذاته تستضيف قطر أكبر القواعد الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط وهي قاعدة "العديد".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية كذلك، نقلًا عن أشخاص مطلعون على الأمر أن زيارة وزير الخارجية القطري إلى الرياض والتي لم يتم الإبلاغ عنها مسبقًا، سبقتها عدة جولات من الزيارات الدبلوماسية المكثفة عبر وساطة الكويت، وأشاروا إلى أن بعض الاجتماعات عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان الصيف الماضي، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ونوه التقرير الأمريكي، إلى أن قطر لا تعتبر جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ورغم أنها تنفي تمويلها، إلا أنها قدمت دعمًا سياسيًا لأعضاء الجماعة ومن بينهم المعزول محمد مرسي.
وقال المسؤول العربي "إن الاقتراح القطري بإنهاء علاقاتها بجماعة الإخوان يعد بمثابة فرصة واعدة حتى الآن لإنهاء النزاع".
وردًا على سؤاله عن التطورات الدبلوماسية حول ملف الأزمة الخليجية، قال مسؤول قطري رفيع "إنه منذ بداية الأزمة رحبت الدوحة بكل فرصة لحل الخلاف من خلال الحوار المفتوح والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة."
وفيما يتعلق بعلاقات قطر مع جماعة الإخوان المسلمين رد قائلًا: "كانت التزاماتنا دائمًا هي دعم القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان وليس لحزب أو جماعة بعينها". "لقد أسيء أحيانًا دعمنا"، فيما لم تقدم السفارة السعودية في واشنطن تعليقًا على الأمر.
وذكرت الصحيفة، أن المسؤولين السعوديين والقطريين يستعدون للاجتماع مرة أخرى لمناقشة التفاصيل التي ستحدد بالضبط ما ترغب الدوحة في فعله لقطع العلاقات مع مختلف الجماعات التابعة لـ"الإخوان المسلمين".
وقال المسؤول العربي: "نرى زخمًا للأمام، لكننا بحاجة إلى مواصلة التفاوض وكسب الثقة حتى نصل إلى مستوى من التفاهم."
من جانبه، قال "جيرالد فايرشتاين"، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية الأمريكية وسفير واشنطن في اليمن، "إن هناك بعض التفاؤل بأنه ربما يكون هناك القليل من ذوبان الجليد في العلاقات الخليجية".
واختتمت الصحيفة تقريرها مشيرة إلى أن أحد الدلائل التي ظهرت مؤخرًا حول تخفيف التوترات الدبلوماسية بين دول الخليج، هي مشاركة منتخبات البحرين والسعودية والإمارات في بطولة كأس الخليج العربي (خليجي 24) التي تستضيفها الدوحة، كما تجري محادثات حول عقد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إضافة إلى دولة مصر، قد أعلنوا عن مقاطعة قطر، في يونيو 2017. كما أعلنت هذه الدول بشكل جماعي قائمة من 13 مطلباً، بما في ذلك وقف قطر لتمويل الإرهاب، وإغلاق شبكة تلفزيون "الجزيرة" الفضائية، وتقليص العلاقات مع إيران، مقابل إعادة العلاقات الطبيعية معها.
وعل صعيد متصل قال موقع المعارضة القطرية "قطريليكس" في تقرير له يبدو أن الشيخ تميم بن حمد، سيتخذ خطوات فعلية يستجيب فيها لمطالب الرباعي العربي، تظهر مساعيه الجاهدة للمصالحة من أجل إنهاء العزلة التي تعيشها الدولة.
وأضاف التقرير كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة لـ"قطريليكس، أن تميم بن حمد يدرس ترحيل أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المتواجدين داخل البلاد، إلى دولة بشرق آسيا.
وأضاف المصدر: أن "تميم" ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إمكانية استقبال تركيا أعضاء الإخوان المتواجدين بالدوحة للخروج من الأزمة.
وأوضح التقرير أن "تميم" أبدى انزعاجه من تضرر الاقتصاد القطري من المقاطعة وانعزال الشعب عن الشعوب الخليجية، وأكد له أن هذه العزلة أثَّرت سلبًا على شعبيته وتهدد حكمه؛ لذلك حان وقت رحيل الإخوان من الدوحة للخروج من الأزمة الخليجية والمصالحة العربية لإنهاء العزلة القطرية.
وتابع التقرير تعيش الإمارة في عزلة عربية تامة منذ يونيو 2016، بسبب دعم النظام للإرهاب، حيث أصدر الرباعي العربي قائمة مطالب لإعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية، بينما أثَّرت تلك الأزمة بشدة على البلاد وتسببت في تدهور الأوضاع الاقتصادية بشدة وتراجع تصنيفاتها العالمية.
العربية نت: تصنيف الإخوان جماعة إرهابية.. لماذا تتأخر واشنطن؟
اعتبر الدكتور توفيق حميد، الباحث في الإسلام السياسي والمقيم في أميركا، أن سبب تأخر الإدارة الأميركية في إصدار قرار تصنيف وإدراج الإخوان جماعة إرهابية، رغم إعلان نيتها ذلك منذ أبريل/نيسان الماضي يعود إلى عرقلة الديمقراطيين.
وقال في حديث مع "العربية.نت" إن النواب الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يعرقلون ذلك، ويطلبون إجابات لأسئلة معقدة كما يطلبون اشتراطات كثيرة وصعبة، بهدف ثني الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن اتخاذ قراره، مضيفاً أن الديمقراطيين وبعضهم من بقايا إدارة أوباما يعرقلون كذلك العديد من ترشيحات ترمب في تعيين موظفي إدارته، في البيت الأبيض.
وأضاف أن بعض الموظفين الحاليين في البيت الأبيض يتبعون الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما، وهم متساهلون مع الإخوان، ويؤيدون سياسة أوباما.
قرار ترمب والولاية الثانية
كما لفت إلى وجود لوبيات ووسائل إعلام تلمع صورة الإخوان في الولايات المتحدة، وتظهر عناصر الجماعة بصورة المعتدلين الواجب التعامل معهم واحتواؤهم، مما يزيد الضغط على إدارة ترمب لإجباره على التراجع عن خطتها تجاه الإخوان، مؤكداً أن الفترة الأولى في ولاية أي رئيس أميركي تكون يد الرئيس فيها شبه مرتعشة أو مكبلة، ويكون غير قادر على اتخاذ القرارات المصيرية، بسبب رغبته في خوض ولاية أخرى، وتزايد مخاوفه من أن تؤثر تلك القرارات على فرص فوزه بالولاية الرئاسية الثانية.
إلى ذلك، توقع حميد أن يصدر قرار ترمب بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية في ولايته الرئاسية الثانية إذا فاز بها، ووقتها يكون قد أكمل تعيين طاقم إداراته بالكامل، وهو طاقم لا يؤيد الإخوان، ولا يؤيد سياسية أوباما في التعامل مع الجماعة واحتوائها، مؤكداً أن ترمب سيصدر قرارات قوية ضد الجماعة وسيكون لها تأثيرات مدوية عقب فوزه بالولاية الثانية.
لوبي الإخوان في أميركا
وحول وجود لوبي للإخوان في أميركا، قال الباحث السياسي إن الإخوان لهم تواجد قوي في الولايات المتحدة، من خلال المساجد والمراكز والمنظمات الإسلامية، وتلجأ إليهم السلطات الأميركية في التواصل مع المسلمين داخل أميركا، ولذلك لا يجب التقليل منهم أو من خطورتهم، مؤكداً أن اليسار الأميركي يتواصل أيضاً معهم ربما لجهل منه أو لتبنيه حرية الفكر والحرية الدينية، دون أن يعلم خطورة فكر الإخوان ورغبتهم في السيطرة، وتهميش الآخرين وإقصائهم، واصفاً من يدعم الإخوان أو يتواصل معهم تحت مزاعم الحرية الدينية وحرية الفكر بالجاهل بالتاريخ، مذكراً بما فعله "نظام الملالي" في إيران، وما قام به من تعليق المعارضين على المشانق في الشوارع.
السيطرة والاستحواذ
إلى ذلك، رأى أن "الإخوان يعملون وفق مراحل تبدأ أولا بالدعوة، تليها المشاركة، يليها التمكين، ثم تنتهي بالسيطرة والاستحواذ المطلق، وهو ما لا يدركه البعض، حيث يرون الإخوان في المرحلتين الأولى والثانية، مشاركين في أعمال تجارية، ودعوية، فيعتقدون أنهم سلميون ومعتدلون، ولا يرونهم دعاة عنف"، معتبراً أنه "نتيجة عدم الفهم بخطوات الإخوان اللاحقة والسابقة والتي يقرها الإخوان في أدبياتهم، يعتقد البعض أنهم جماعة معتدلة.
الإخوان والليبيراليون
كما رأى حميد أن الإخوان ينتهجون العنف، وهو منهج لديهم وضمن سياساتهم لتحقيق أهدافهم، ولو قرأ الآخرون تاريخ الإخوان جيداً لتيقنوا أن الأسوأ قادم وأن عنفهم سيطال الجميع بلا استثناء"، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن بعض الليبراليين يدعمون الإخوان لاعتقادهم أن الجماعة ستساعدهم في مواجهة اليمين المسيحي أو العسكريين.
كما أوضح أن الليبراليين لديهم حساسية في التعامل مع اليمين والعسكريين، لذلك يتحالفون مع الإخوان للحصول على أصوات المسلمين في الانتخابات بالغرب وبعض الدول العربية، وهو ما يجري حالياً ويحدث بوتيرة متشابهة.
وأكد أن هؤلاء الليبراليين يعتقدون أنهم يمكنهم السيطرة على الإخوان، وأنهم جماعة قابلة للاندماج وتقبل بالتنوع والتعدد السياسي، مشيراً إلى "أنهم لا يعرفون طبيعة الإخوان ولا أفكارهم التي تقترب من الفاشية، ولا تسمح بوجود أي منافس أو معارض لها، بل تعتبر أن منافسيها ومعارضيها معارضو الدين وليس الجماعة".
أوروبا واحتضان الجماعة
وحول سبب دعم بعض الدول الأوروبية للإخوان رغم ارتكابهم جرائم إرهابية، يقول إن هناك سياسة غربية شهيرة تدعو للسيطرة على كافة التيارات حتى لو كانت متناقضة وعدم حل أي مشكلة، حتى يمكن استخدامها واستغلالها في الوقت المناسب، والاستفادة منها، والحصول على كل الدعم الممكن من أجل حلها، وتسخير كافة أطرافها لمصالحه، مؤكداً أن هذا ما يفسر سبب احتضان بعض الدول للإخوان ومنافسيهم أو المناوئين لهم.
كما أصاف أن بعض السياسيين الغربيين يحتضنون الإخوان للحصول على أصوات المسلمين في أوروبا خلال الانتخابات، خاصة مع تزايد أعدادهم، ويتجلى ذلك بوضوح في دولة مثل بريطانيا، حيث يخشى البعض معاداة الإخوان أو إصدار قرار بإدراجهم كجماعة إرهابية بسبب عدد المسلمين هناك، مشيراً إلى أن بعض هذه الدول تستخدم الإخوان لتنفيذ أجندات سياسية ومصالح خاصة بها في الشرق الأوسط.
اليوم السابع: هل تتخلى قطر عن الإخوان لمحاولة حل أزمتها مع دول الرباعى العربى؟
أكد موقع قطريليكس، التابع للمعارضة القطرية، أن النظام القطرى يتذلل من أجل حل أزمته مع دول الرباعى العربى، مشيرا إلى أن قطر أكدت أنها على استعداد لقطع العلاقات مع الإخوان.
ونقل الموقع التابع للمعارضة القطرية، عن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، كشفها عن زيارة غير معلنة قام بها وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثانى إلى السعودية، الشهر الماضي حيث التقى بمسؤولين سعوديين، وهو في محاولة لإقناعهم في إنهاء الخلاف المستمر منذ ما يزيد على عامين منذ الخامس من يونيو 2017.
وأكد موقع قطريليكس، أن الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قدم عرضًا مفاجئًا لإنهاء الأزمة أثناء وجوده في الرياض، مشيرا إلى أن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان بالكامل، بجانب التزامه بالوعود ومطالب الرباعي محاولًا استرضاء المملكة واستجداءهم من أجل الصلح وإنهاء الخلاف نظرًا لما تمر به الدوحة من انهيار اقتصادي وعزلة عربية.
البيان: تفكيك الإخوان.. ثورة السودانيين على المسار الصحيح
«فقط الآن نستطيع أن نقول إننا وضعنا أقدامنا على طريق استعادة دولتنا المنهوبة، وإن الثورة تسير نحو تحقيق أهدافها» بتلك العبارات غرّد المفكر السوداني النور حمد، ملخصاً سر الفرحة العارمة التي اجتاحت جموع السودانيين.
وهم يستقبلون قرار حل (المؤتمر الوطني) حزب الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي ظلوا ينتظرونه لأشهر عدة، في سبيل استكمال ثورتهم التي مهروها بدماء الشباب ودموع أمهاتهم.
ورغم ما يأخذه الشارع السوداني الثائر على السلطة الانتقالية من تأخر في إصدار القانون إلا أنهم خرجوا في الشوارع مبتهجين بسنّه، فهو بالنسبة لهم خطوة ذات أهمية قصوى لتحقيق أهداف الثورة التي ما قامت إلا لاسترداد دولته التي سيطر عليها المؤتمر الوطني، واستولى على مفاصلها بسياسة تمكين أصحاب الولاء فقراء الكفاءة والخبرة، وي
مخاض عسير
القانون الذي تمت إجازته فجر أمس بعد مخاض عسير واجتماع مطول بين مجلس السيادة والوزراء استمر لأربع عشرة ساعة، انتظره السودانيون كثيراً، باعتباره الخطوة الحاسمة لضمان وصول ثورتهم إلى مبتغاها، لا سيما وهم يعايشون المحاولات المتكررة لرموز وعناصر النظام المخلوع وهم يسعون لإجهاض الثورة وإفشال حكومة حمدوك التي لم تحظ حكومة على مر تاريخ البلاد بما حظيت به من قبول.
يقول باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، إن قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 يمثل أهم القوانين التي عملت عليها وزارة العدل وطاقمه لفترة طويلة، ويضيف أن القرار انتظره الثوار طويلاً وكان أحد المطالب التي ظل يذكّر بها الشارع كثيراً «حل المؤتمر الوطني الذي وصل إلى السلطة بانقلاب ارتحل عنها بقانون يوم الجمعة بعد ثلاثين عاماً».
ليس للانتقام
ويؤكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن قانون تفكيك النظام البائد وإزالة التمكين ليس قانوناً للانتقام، بل هو من أجل حفظ كرامة الشعب بعد أن أنهكته ضربات المستبدين، وعبثت بثرواته ومقدراته أيادي بعض عديمي الذمة قصيري الخطو في مضمار القيم والشرف والأمانة والحقوق.
أما تجمع المهنيين السودانيين الجسم الذي قاد الحراك الاحتجاجي طوال الأشهر الماضية فاعتبر أن إقرار قانون تفكيك النظام وإزالة التمكين والذي يقضي بحل حزب المؤتمر الوطني ومصادرة ممتلكات الشعب بطرفه، رغم تأخر صدوره خطوة جبارة في طريق تحقيق أهداف الثورة، وهزيمة حقة للثورة المضادة وفلول نظام البطش والظلم والجور، على حد قوله.
خطوات عملية
بدورها قالت قوى إعلان الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، إن إجازة قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م، وإزالة التمكين وبموجب هذه الإجازة تم حل حزب المؤتمر الوطني بموجب أحكام القانون يأتي وفاء بمهام الفترة الانتقالية، واستناداً إلى الوثيقة الدستورية، وتوقعت أن تبدأ الخطوات العملية فوراً لتنفيذ أحكام القانون وسياسات الحكومة الانتقالية في هذا الشأن.
البوابة نيوز: الإخوان والعنف بين رسائل البنا وممارسة أتباعه (2)
ممارسة الإخوان المسلمين للعنف لم يكن وليد لحظة استثنائية في عمر التنظيم الذي قارب عمرة المائة عام، فلم تكن الفكرة المؤسسة للإخوان بعيدة عن العنف في أي وقت، والمؤسس الأول حسن البنا صبغ تنظيمه بالعنف حتى أنه راجع نفسه في أواخر حياته حسب رواية الشيخ محمد الغزالي عندما قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ولعدت بالإخوان لزمن المأثورات.
أعلن حسن البنا ندمه على استخدامه العنف وعلى نشأة النظام الخاص، والذي وجه رصاصاته إلى قلوب المصريين، وهنا ندم البنا على ما طال تنظيمه بعد أكثر من خمسة عشرة عامًا، ولم يكن ندمًا على العنف الذي مارسه أتباعه أنفسهم، بدليل أنه مات دون أن يسعى لحل الذراع العسكرية للجماعة.
لم يختلف الإخوان كثيرًا بعد مقتل مرشدهم، فقد ساروا على نفس برامجه التربوية التي زرعها هو في الأتباع، فتم تعميم رسائله للنظام الخاص على كل أفراد الجماعة، حتى صنعوا تنظيما عسكريا في شكل دعوة، تنظيم يجمع ما بين الدعوة والعمل العسكري في آن واحد، فنجح في تحقيق ما أراد وفي نفس الوقت خدع الكثير من الأنظمة السياسية خلال أكثر من تسعة عقود من الزمان بادعاء أنه تنظيم دعوة فاستمر وجوده هذه الفترة الزمنية.
قامت حركة الإخوان المسلمين فيما بعد بتدريس كتاب المنهج الحركي للسيرة النبوية، لصاحبة منير محمد الغضبان، مراقب الجماعة الأسبق بسوريا، لأتباعها في محاضنهم التربوية وما زال يُدرس حتى الآن، رغم أن الكتاب أعلى من فكرة العنف ومن الذين مارسوه، ولا يرى مشكلة حقيقية في دعاته.
تم تدريس كتاب المنهج الحركي للسيرة النبوية للمراحل التربوية، منتسب ومنتظم، وهما مرحلتان تربويتان متقدمتان ضمن الهيكل التنظيمي، فيهما يتلقى العضو الذي ينتسب للتنظيم وينتظم في علاقته مع التنظيم على أفكار العنف، وهاتان المرحلتان تربويًا هما الأهم بين كل المراحل التي يتشبع فيهما بفكرة العنف، كما أن أهمية تدريس هذا الكتاب الذي نورد منه مقتطفات بأنه يُدرس في بداية العلاقة التنظيمية للأتباع.
خطورة كتاب، منير الغضبان، أنه وصف من مارسوا العنف في مصر خلال فترة الستينيات وما قبلها بأنهم جزء من قيادات الحركة الإسلامية، وكأنه اعتراف ضمني بأفكار هؤلاء، ودفع أتباع التنظيم إلى التعاطف معهم ومع أفكارهم التي طرحوها بكل تأكيد وهي لا تختلف كثيرًا مع ما طرحته جماعة الإخوان المسلمين.
سمى مراقب الإخوان في سوريا في كتابة الذي تم اعتماده للتدريس على أفراد صف الإخوان المسلمين، تنفيذ حكم الإعدام على شكري مصطفى، زعيم تنظيم التكفير والهجرة بأنه كان مجزرة في حق المعارضة الإسلامية في مصر، كما سمى تنفيذ حكم الإعدام على خمسة من تنظيم الفنية العسكرية بالمجزرة أيضًا، وهو بذلك يقر أفكار هؤلاء ويدافع عنهم معتبرًا ما حدث بأنه مجزرة، ما يمكن الانتباه إليه ليس ما كتب فهو لا يختلف كثيرًا على ما صاغه المؤسس الأول حسن البنا، ولكن على توجه الإخوان لتدريس هذه المواد على أفراد التنظيم في بداية العلاقة التنظيمية حتى يتشربون هذه الأفكار.
المناهج التربوية للإخوان هي التي تُصيغ عقلية الأتباع والأفراد، وهنا من خلالها تستطيع أن تفهم الإخوان وتفهم ما يدور في عقولهم، بل وتتوقع ما يفعلونه، لأنك نجحت في الوصول إلى الطريقة التي بنى من خلالها الإخوان عقولهم، وأثرت في وجدانهم وبناء شخصيتهم، على كل الأحوال، لا يمكن الحكم على هذه العقلية إلا من خلال هذه المناهج التي يدرسها الإخوان منذ التحاقهم بالتنظيم وحتى وفاتهم.
وللمناسبة جماعة التكفير والهجرة وزعيمها شكري مصطفى، كان من الإخوان المسلمين ثم انشق عنها وقام بتدشين جماعة أطلق عليها جماعة المسلمين وعرفت إعلاميًا بجماعة التكفير والهجرة، فبعد أن مارس إرهابه وتنفيذ عدد من العمليات المسلحة، تصف جماعة الإخوان المسلمين مقتله الذي تم وفق حكم قضائي بعد قتله وزير الأوقاف الأسبق د. حسين الذهبي والتمثيل بجثته، بأنه مجزرة ضد المعارضة الإسلامية.
التنظيمات المتطرفة جزء من تنظيم الإخوان المسلمين، ومن رحمها خرجت كل هذه التنظيمات، ووفرت الجماعة لها الحماية ولم تقف أمام مشروعها في وقت من الأوقات، بل دافعت عنها، وقامت بتدريس مناهجها التربوية ووصف قادتها بأنهم رموز الحركة الإسلامية إعلاء لمفاهيم العنف.. وللقصة بقية.