أفغانستان بين تفجيرات طالبان وحديث ترامب عن مفاوضات السلام
الأحد 01/ديسمبر/2019 - 12:43 م
طباعة
حسام الحداد
أعلنت السلطات الأفغانية أن تفجير لغم أرضي مزروع في جانب طريق بولاية هلمند جنوب البلاد، أودى بحياة عسكريين اثنين، أحدهما قيادي بارز برتبة جنرال.
وأكد عمر زواق، المتحدث باسم حاكم الولاية، أن "التفجير استهدف، يوم السبت 30 نوفمبر 2019، رتلا عسكريا في منطقة مرجة، وقتل جراءه الجنرال ظاهر غُل مقبل، قائد وحدة الحدود في الجيش الأفغاني، ويعد أنه كان هدف الهجوم".
وأشار المتحدث إلى أن التفجير أسفر أيضا عن إصابة مسؤولين أمنيين اثنين ومراسل من قناة "شمشاد" التلفزيونية.
وأعلنت حركة "طالبان" التي تسيطر على معظم أراضي الولاية مسؤوليتها عن الهجوم.
ذكرت ذلك شبكة “إيه بى سى” الأمريكية، نقلا عن المتحدث باسم الحركة “قارى يوسف أحمدى” ، دون التطرق إلى المزيد من التفاصيل بهذا الصدد.
وعلى جانب أخر فقد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية اليوم الأحد 1 ديسمبر 2019، أن قوات الأمن استعادت السيطرة على منطقة مارجا بإقليم هلمند الجنوبي من قبضة حركة طالبان المسلحة.
ونقلت وكالة أنباء باجفاك الأفغانية عن بيان أصدرته الوزارة أن قوات الأمن والدفاع الأفغانية قامت بعملية تطهير لمحاربة مسلحي طالبان وطردهم من هذه المنطقة.
وأضاف البيان أن 37 من مسلحي طالبان على الأقل، من ضمنهم القائد العسكري للجماعة في المنطقة الملا عبد الباري، لقوا حتفهم وأصيب عشرات آخرون خلال العملية.
وذكر البيان أنه تم خلال العملية، تدمير مستودعين للأسلحة و6 مخابئ لطالبان بالإضافة إلى نزع فتيل ما لا يقل عن 103 من الألغام التي زرعت على جانب الطريق والتي زرعها المسلحون.
ولم تقدم الوزارة تفاصيل إضافية عن خسائر القوات الأفغانية.
كانت هذه المنطقة قد سقطت على أيدي طالبان في نوفمبر 2015 بعد اشتباك استمر 4 أيام بين المسلحين والقوات الأفغانية.
كل هذا يطرح سؤالا مهما حول مفواضات السلام التي طال الحديث عنها بين الأمريكان وحركة طالبان لمحاولات وقف القتال الدائر من ما يقترب من العقدين وفي هذا الصدد
لفتت صحيفة "الإندبندنت أونلاين" البريطانية، في تقرير نشرته تحت عنوان "الحكومة الأفغانية تقول إن طالبان تشعر بالمفاجأة من حديث ترامب عن وقف لإطلاق النار"، الى أن "تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أشار فيها إلى أن حركة طالبان مستعدة بل وحتى متحمسة لعقد اتفاق لوقف إطلاق النار في أفغانستان بعد حرب استمرت 18 عاما تبدو أماني أكثر منها حقائق".
وأوضحت أن "إعلان ترامب عن سعيه لمواصلة التفاوض بهدف وقف إطلاق النار جاء خلال زيارته للقوات الأميركية في أفغانستان بعدما ألغى بنفسه المفاوضات قبل 3 أشهر"، مشيرة الى أن "الآن وبعد يومين من تصريحات ترامب أوضحت حركة طالبان والحكومة الأفغانية أن وقف إطلاق النار ليس قريبا ولم تتم مناقشته أصلا في المفاوضات".
ورأت أن "النقطة التي توقفت عندها المفاوضات كانت تتمحور حول تقليل العمليات العدائية لكن أيضا كان هناك نقاط تنص على أن وقف إطلاق النار سيتم مناقشته في وقت لاحق في مفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية".
وقد رحبت باكستان برغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مواصلة التسوية السياسية في أفغانستان واستئناف المفاوضات مع طالبان.
ووصف وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي - وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية - إعلان استئناف المفاوضات مع طالبان بالتطور الإيجابي؛ والذي يساعد في إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان وكذلك في المنطقة بأسرها.
وأضاف قريشي أن باكستان ستواصل تسهيل عملية السلام والمصالحة الأفغانية بالتشاور مع كافة الأطراف المعنية، آملا أن تشجع كافة الأطراف المعنية المشاركة بشكل بناء.