عودة الأبناء ..الساعات الأخيرة من حياة الرئيس علي عبدالله صالح
شهد المنتدى الثقافي المصري حفل توقيع الدكتور أحمد عبدالله الصوفي، سكرتير الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح، لكتابه " عودة الأبناء ..الساعات الأخيرة من حياة الرئيس علي عبدالله صالح" ، أمس الثلاثاء 3 ديسمبر 2019، بحضور نخبة من المثقفين المصريين واليمنيين.
وناقش الكتاب الدكتور شريف جاد رئيس الجمعية المصرية ورئيس الاتحاد العربي و الامين العام للاتحاد الافريقي لخريجي الجامعات السوفيتية والروسية، والدكتور هاني الصلوي رئيس مؤسسة أروقة، والدكتور مسعد عويس مدير مؤسسة عويس للدراسات والبحوث.
حفل توقيع كتاب الصوفي تحولت الى تظاهرة يمنية في حب مصر، وموقفها من الشعب اليمني، واحتضانه في سنوات المحنة القائمة، وتظاهرة مصرية في حب اليمن والأمنيات بعودته قويا وسعيدا كما كان.
في البداية قدم الدكتور أحمد عبد الصوفي، الشكر لمصر قيادة وشعبا على استضافتها لليمنيين في هذه الظروف الحالية، مؤكد ان مصر تعد الوطن الثاني لليمنين.
وقال المفكر والسياسي اليمني :" اشكر جمهورية مصر العربية التي منحتنا وطن، منحتنا امكانية ان نتنفس الصعداء، ان نشعر بالأمان ونحلم بأن نستعيد اليمن"، مضيفا أن مصر ستبقي وستظل الوطن الأمن ليمنيين في ظل محنتهم الحالية.
كما قدم الصوفي الشكر للتحالف العربي بقيادة السعودية، لدعمها ودورها في استعادة الشرعية.
وحول ظروف كتابة الكتاب خلال اعتقال الصوفي من قبل الحوثيين، قال سكرتير صالح :"الكتاب عبارة عن 58 قصاصة كتبت داخل السجن، وعندما كتبت كانت تختمر من يكتبها وعقل من يمليها وعقل من يتصور أنها ستقع في لحظة من اللحظات في يد السجان(الحوثي) اي كتبت باختزال شديد ومع ذلك هي أصل الكتاب".
وتابع ان كل من يقرأ هذا الكتاب يجد كتابه الأخر ، اي انا حرضت على الكتابة، لافتا أن الكتاب عبارة عن شهادات سجناء كانوا في منحة منقطعين عن العالم، يعيشون على صدى قتال ضاري، وكان كل معتقل في السجن يدون يوميه في قصاصة، كانت تختفي في "البالطو".
وقال:" لم نكن ندرك ان من كتبوا هذه القصاص سوف تنمو وتصبح كتاب، من كتب هذه القصاصات منهم من معتقل الان في صنعاء ومنهم في الجبهة الغربية للقتال، ومنهم خارج اليمن".
وأضاف الصوفي:" من خلال كتابي استفز ذاكرة اليمنين من أجل التشوف للمستقبل التشوف لاجل الدولة اليمنية، فانا لا اناضل من أجل طرف او صنم اريد شراكة مع العالم".
من جانبه أكد الدكتور هاني الصلوي رئيس مؤسسة أروقة، أن الصوفي يقدم في تاب "عودة الابناء" سرديته الخاصة عن مقتل الرئيس علي عبد الله صالح، وهي سردية جديرة بالاهتمام والمناقشة.
وأضاف "الصلوي":" ان الكتاب يعد مهم في مادته ومهم في سرديت الخاص"، لافتا إلى أن الكتاب من عنوانه عن اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس الصالح، وفترة اعتقال الصوفي في سجن الحوثيين.
وتابع "الصلوي":"الكتاب ينطلق في اساسه من مأزق شخصي وهو سجن الكاتب وابنه فيكون السجن وسجن الكتاب هو منظار التحدق بالواقعة".
وركز الصلوي" في مناقشته لكتاب "عودة الابناء" على القسم الثالث من الكتاب (القتيل.. القاتل) فقد جاء هذا القسم في ما يربو على 17 عنوتن ابتدأت بعنوان "الثنية صباحا" وانتهت" بالجثث الايرانية في بيحان"، مضيفا ان هذا القسم لم يكن مستقلا عن الاقسام الاخرى أبدا بل كان امتداد للخطة التي رسمها الكاتب من البداية.
وتابع "الصلوي" أن الصوفي في كاتبه اشار بوضوح إلى بعض اسباب سقوط صالح والتي ليس منها شراء الحوثي للمشايخ فحسب بل والأدهى من ذلك وقد تمثل هذا الامر بما جناه طارق صالح على المعركة من الارتباط بالحوثيين أو بالأصح من كشف المشهد لهم، ومن اعتباره المقاومة اسرية وليست شعبية، لافتا الى الكاتب وثق في كتابه خيوط الفوضى في ادارة المعركة، تقاغس مهدي مقولة (نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون القوى البشرية في وزارة الدفاع اليمنية)، وتساهل الرئيس صالح.
ولفت "الصلوي" الى ان الصوفي عرى مواقف كثير من المشايخ وضعفهم امام الكهنوت والسلالات الدينية، متسائلا عن عدم تركيز الصوفي عن اتصال صالح بالتحالف وعدم نجدته.
من جانبه اعتبر الدكتور شريف جاد رئيس الجمعية المصرية ورئيس الاتحاد العربى و الامين العام للاتحاد الافريقي لخريجي الجامعات السوفيتية والروسية، ذو اهمية في الحديث واعادة قراءة اللحظات الاخيرة في حياة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وأضاف "جاد" أن الكتاب يعد عمل شديد الأهمية عن مرحلة حرجة ومهمة في تاريخ اليمن، وهو مقتل الرئيس صالح، مؤكدا ان الكتاب يشكل مفيدا للقائمين والباحثين والمهتمين بالشان اليمني، لانه يلقى الضوء على العديد من الاحداث والشخصيات المجهولة للكثريين".
وتابع "جاد" ان الكتاب كذلك سيتقدم روؤية للازمة اليمنية وما يحدث على الساحة اليمنية، معتبرا أن مقتل صالح بهذه الطريقة يشكل جزء من اهانة للزعماء والانسان العربي.
وانعرج "جاد" على العلاقات المصرية اليمنية، ودور الجيش اليمني والرئيس جمال عبد الناصر في اليمن خلال السيتنيات، مؤكدا ان هناك علاقة دم بين الشعبين المصري واليمني.
واضاف ان الشعب المصري حزين لما يحدث في اليمن، وان كتاب"عودة الابناء" يشكل خارطة مهمة في استكشاف المجتمع اليمني.
وشدد "جاد" على أهمية العلاقات المصرية اليمنية، وأن الشعب اليمني قادر عبر قوته الثقافية والتاريخية في الخروج من المرحلة الحالية،إلى مستقبل أفضل.
من جانبه اعتبر المفكر المصري الدكتور مسعد عويس مدير مؤسسة عويس للدراسات والبحوث، أن كتاب "عدة الابناء" يمثل وثيقة تاريخية في توثيق احلك لحظات اليمن، مؤكدا الكتاب يحمل اهميته السياسية والتاريخية في الحديث عن هذه اللحظات الفاصلة في تاريخ اليمن المعاصر.
وتابع عويس، أن الصوفي قدم رؤية غائبة عن مقتل علي عبد الله صالح، هذه الرؤية تفيد الباحثين والقائمن على الشان اليمني، وكذلك تعطي مفتاح لفهم الاحداث والشخصية اليمنية عن قرب.
كذلك تحدث عويث عن تاريخ العلاقات المصرية اليمنية، خاصة على المستوى الشعبي ومشاركة المصرين في انهاء حكم الإمامة ودور عبد الزعيم جمال عبد الناصر في دعم الشعب اليمني ليس بالمجهد العسكري فقط ولكن علي جميع القطاعات التعليم والصحة والثقافة والرياضة وغيرها من القطاعات التي كانت "غير موجودة لدى الشعب اليمني تحت حكم الامامة.
واعتبر "عويس" ان الحوثي يشكل امتداد لهذه الامامة، مؤكدا ان الشباب اليمني قادر اليوم بكل ما يمتلكه من وسائل وتاريخ في انفاذ اليمن.
واوضح محمد يحيى شنيف رئيس تحرير صحيفة الميثاق، أن كتاب يشكل أهمية كبيرة ليس في كشف الساعات الاخيرة في حياة الرئيس صالح ، وانما في المشهد اليمني.
وطالب "شنيف" الرئيس عبد الفتاح السيسي باطلاق مبادرة لانهاء الازمة في اليمن، مؤكدا ان عودة مصر إلى اليمن تشكل الأمل الوحيد للشعب اليمني في عودة جمهوريته السلبية.
وشدد الاعلامي اليمني، أن مصر دائما تشكل لليمن الوطن والبيت الأمن، وكما ساهمت مصر في نجاح ثورة سبتمير وانهاء حكم الامامة، فن مصر ايضا بقيادة الرئيس السيسي تشكل أملا لليمنين في عودة وطنهم السليب.